إملشيلسوق شعبي للزواج
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"إملشيل"سوق شعبي للزواج

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

الراشيدية - سعيد بونوار

تتطلع إلى "إكمال دينك"، وترنو إلى أن تودع حياة العزوبية، وتسعد بالبنين والبنات، أنت فقير ولا تملك مالا، وبالكاد تضمن قوت يومك، لديك قناعة بالقناعة، وترغب في الارتباط بعذراء لم تصل سن العشرين، ولم يسبق لها أن شاهدت مسلسلا مكسيكيا، أو عاشت أطوار غرام غريب في مسلسل تركي.تبحث عن زوجة لا تبرح البيت إلا عند موتها، شريكة حياة لا تتكلم إلا في صلاح، ولا تعلم عن الطلاق غير ما يصل من حكايات "بنات المدينة"، هي السكن والسكينة والسكون الذي تنشده في ضوضاء الحياة اليومية، هل تريد زوجة لا تعرف أن في الدنيا "صالونات حلاقة راقية"، وقد يغشى عليها وهي تتجول في محلات "السوبر ماركت" العالمية، تريد عروسا جميلة برسم رباني.طلبك موجود، والشرط  لا يحتاج إلى خاطبة أو وسيط، إذ يكفي أن تكون شابا فاضلا، لا يخلو سجل حياتك من شهامة "أولاد البلد"، لن تطلب منك أسرة العروس شقة وسيارة و"شبكة" ورصيدا في البنك، ، يكفي أن تخطف العروسة التي تهوى وأن تتحمل ضربات أشقائها وأعمامها وأخوالها وهي لك إن استطعت الظفر بها. ليس في الأمر ما يدعو إلى الاستغراب، إنها الحقيقة التي تنقلها "العرب اليوم"، وهي تحضر ترتيبات الإعداد للزفاف الجماعي، وتوقع استقبال سياح وزوار يقيمون في العراء نظير الحضور لمتابعة فصول زواج يكاد يتمرد على أشكال الزفاف في الوقت الحاضر.العرائس موجودات، إلا أن العرض غير مفتوح للجميع، وهو خاص بشباب وشابات قبائل "أيت حديدو" على بعد كيلومترات من مدينة الراشيدية المغربية والتي تبعد بدورها بأكثر من 500كيلومتر عن الرباط. وعلى علو يتجاوز الـ2000متر عن سطح البحر.آلاف الزوار بدأوا استعداداتهم لحضور موسم الخطوبة الشعبي في قرية "إملشيل"، والقبائل وضعت ترتيباتها لإنجاح الموعد باعتباره حدثا تاريخيا ودينيا بطعم أسطوري، وإعلانا عن نهاية موسم فلاحي مثمر وبداية آخر.سياح أجانب ومغاربة اقتحموا الموسم، وحولوه إلى مجال فرجة على عادات جميلة يطاردها الاندثار، بيد أن أبناء قبائل "أيت حديدو" يأبون إلا أن تستمر طقوس الزواج العريقة دون بهرجة  أو حداثة مزيفة إلا من تشبث بالشريعة الإسلامية مع الالتزام بما تمليه الأسطورة.ويبدأ مسلسل التعارف بين أبناء وبنات القبائل المذكورة، والاتفاق على الارتباط الشرعي بمباركة الأسرتين، على أن يكون السوق الشعبي السنوي في أيلول/سبتمبر موعد عقد القران وسط طقوس أقرب إلى "إعلان الزواج وإشهاره"، إذ تحضر جماهير لمتابعة فصول القبول وتسلم المهر الذي لا ينبغي أن يتعدى مبلغ 5 دولارات، وبعده تبدأ فصول الأسطورة التي تستحضر قصة عشق أمازيغي لشاب وشابة من أبناء المنطقة، تعاهدا على الزواج بعد حب حارق، إلا أن نظام القبائل وأعرافها رفضت زواجهما بدعوى أنهما ليسا من أبناء القبيلة ذاتها، كان ذلك قبل قرون، الآن يتذكر العرسان الحكاية ويصرون على  إعادة تجسيدها برد الاعتبار للحب العذري الطاهر، فيلتزمون بتعاليم الأسطورةأسطورة " إيسلي وتسليت".غير بعيد عن قرية "إملشيل" المغربية تبرز بمياههما الزرقاء بحيرتان تحملان اسم العاشقين، ويجمع أبناء القبائل المجاورة أنهما دموع العاشقين اللذين تعانقا وهما يبكيان حزنا على أوامر قبيلتيهما.قبل عقد الزواج، يتسلل العريس إلى بيت أسرة العروس ويخطف محبوبته على ظهر فرسه أو بغل، وعليه أن يتحمل ضربات ذويها بجريد النخيل، ويحملها إلى البحيرتين، إذ تفرض الأسطورة عليها أن تستحم بملابسها التقليدية الخاصة بالعرس في تعبير عن رفض الهيمنة والدعوة إلى التحرر والاستقلال من العادات الخاطئة التي تحول بين المرء وتطلعاته.طقس أسطوري يضاف إلى بساطة عقد الزواج، فلا أجواق ولا حفلات ولا صخب ولا تبذير إلا من عادات بسيطة تقوم على اليسر والتيسير. كانت البداية مع سوق شعبي يلتقي فيه أبناء قبائل"أيت حديدو" للتبضع السنوي إيذانا بالدخول في سبات شتوي قاس في منطقة جبلية وعرة، وعقد القران، الآن تحول السوق إلى تجمع بشري للاحتفاء بالبساطة والفرح، وصار في غرابته تراثا إنسانيا عالميا.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إملشيلسوق شعبي للزواج إملشيلسوق شعبي للزواج



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya