باباتيا منظمة في مواجهة الزواج القسري
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"باباتيا" منظمة في مواجهة الزواج القسري

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

برلين ـ وكالات

في سعيها لمكافحة ظاهرة جرائم الشرف والزواج القسري في ألمانيا، تقدم منظمة "باباتيا" في برلين مساعدات ومشورات بلغات متعددة لحماية الفتيات والنساء من أصول مهاجرة من العنف الأسري الذي يتعرضن له.لأسباب أمنية لا ترغب ايفا ذكر اسمها بالكامل. الشقراء في عمرها الخمسين ترأس فرع برلين لمنظمة "باباتيا". وهي منظمة دولية تهدف إلى مساعدة وحماية الفتيات والشابات من أصول مهاجرة.وتعمل منظمة "باباتيا" من خلال فروع متعددة لها. ففي ألمانيا تهتم المنظمة بشكل خاص بالفتيات من أصول تركية وعربية وكردية، خصوصا اللواتي يخشين عنف عائلاتهن ضدهن باسم صون الشرف. أما في فرنسا فأكثر النساء اللواتي يلجأن إلى "باباتيا" ينحدرن من أصول من شمال أفريقيا. وبالنسبة للشابات من أصول باكستانية فإنهن يجدن مساعدة هذه المنظمة في المملكة المتحدة.في إحدى المقاطعات الألمانية غرب البلاد لجأت فتاة مخطوبة منذ مدة قصيرة إلى "باباتيا" واشتكت من تعرضها للاعتداء في في محيطها الأسروي، وتشرح ايفا وضع الفتاة القاصرة وتقول " قامت عائلتها بحبسها وتعذيبها وتهديدها بالقتل إذا رفضت الزواج بالرجل الذي اختاره لها والديها". وبمساعدة من أحد الأخصائيين الاجتماعيين في مدرستها تمكنت الفتاة من التعرف على منظمة "باباتيا".إنه مثال واحد فقط من بين 65 حالة سجلها مركز معالجة الأزمات في برلين خلال سنة واحدة. وتؤكد ايفا أن معظم الفتيات التركيات والعربيات لا يلجأن إلى مثل هذه المنظمات المتخصصة. وتعبر المتحدثة أن "باباتيا" هي المنقذ الأخير لهذه الفئة الصغيرة من النساء اللواتي يتعرضن لمعاملات سيئة. وتتذكر ايفا جيدا قصة إحدى الفتيات العراقيات التي كانت تعيش مع عائلتها في ألمانيا وأجبرت على العودة إلى العراق بسبب رفضها الزواج بالرجل الذي اختاره لها والداها. إصرار الفتاة على العودة إلى ألمانيا دفعها للتواصل مع ايفا عبر الرسائل الالكترونية.الزواج القسري يعود في كثير من الأحيان إلى التقاليد الاجتماعية التي تتبعها العائلةورغم امتلاك الفتاة لجواز سفر ألماني إلا أن عائلتها قامت بسحبه منها بعد تهريبها من أوروبا، حسبما تشرح ايفا. وتضيف قائلة: "تواصلنا مع السفارة الألمانية في إيران وطلبنا منها التدخل، فمنحوها جوازا جديدا ودفعوا لها تذكرة العودة إلى ألمانيا". ونقل الفتاة إلى إحدى المنازل المخصصة بمنظمة "باباتيا" بعد ذلك. تعمل منظمة "باباتيا" بشكل وثيق مع جمعيات حماية الأطفال في برلين. وتعتبر مدينة برلين نفسها رائدة في العروض المقدمة لمساعدة الفتيات من أصول مهاجرة. إذ يقدم مركز حماية الطفل هناك خدمات استشارية باللغتين التركية والعربية. وفي إحدى المؤتمرات الصحفية في برلين أشارت ساندرا شيرس، وزيرة التعليم بولاية برلين إلى الجهود المبذولة لبناء شبكة تواصل أفضل من أجل مساعدة النساء المعنفات. وتؤكد ساندار على أن قيام برلين بعملها بشكل جيد سيجعلها مثالا يقتدى به في الولايات الألمانية الأخرى.وترى ايفا أن ما يقوم به مركز معالجة الأزمات وحده أو جمعيات حماية الأطفال غير كاف. فإعادة الشعور بالثقة بالنفس لدى الفتيات اللواتي تعرضن للعنف المنزلي هي عملية تحتاج إلى وقت طويل. وعلى الفتيات أن يقررن بأنفسهن ما إذا كن يرغبن بالمشاركة في التغيير. وترى ايفا أن اعتماد الفتاة على نفسها لن يتحقق، إلا إذا تعودت على استقلاليتها لسنوات طويلة وتابعت تعليمها. وإذ ما قررت العودة إلى منزلها فيما بعد، فقد تطرأ بعض التغييرات الإيجابية على سلوكيات العائلة. حيث إن العائلة ستدرك حينها أن ابنتها أصبحت أقوى وأكثر ثقة بالنفس بحيث لا يمكن قمعها كما تؤكد ايفا. ورغم أن الطريق الصحيح للمحافظة على الاستقلالية يكمن في عدم العودة إلى عائلاتهم كما ترى إيفا، فإن نصف عدد الفتيات في مركز معالجة الأزمات يقررن العودة. أما النصف الأخر فيفضل الابتعاد عن العائلة لبضعة أسابيع، ما قد يدفع بالعائلة إلى تغيير وجهة نظرها بشأن استقلالية الفتاة. إلا أن المسؤولة ايفا ترى أنه لا يمكن انتظار حدوث تغيير جدري خلال فترة قصيرة " فأغلب الأسر تتعامل بشكل سيء مع الفتيات بعد عودتهن إلى المنزل" حسب كلام ايفا. فتيات كثيرات وجدن حماية حقوقهن لدى باباتياوتتذكر ايفا إحدى الفتيات وتقول "حصلنا على وعد من أهلها بعدم إرغامها على الزواج بابن عمها، وقاموا بتوقيع تعهد لدى دائرة حماية الأطفال". وبعد أربعة أسابيع من المتابعة بالمركز لمعالجة الأزمات عادت الطفلة إلى منزلها، غير أنه تم إرسالها إلى تركيا بعد أربعة أسابيع وأجبرت على الزواج بابن عمها الذي أساء معاملتها. وتمكنت الفتاة من العودة إلى ألمانيا، إلا أن والداها ألزماها بالعودة إلى زوجها، فرفضت وتعرفت على رجل أخر قبل أن تنفصل عن ابن عمها " الذي قام بقتلها في الشارع في وضح النهار"، ورغم حديثها عن هذا المثال السلبي فإن ايفا تؤكد أن منظمة"باباتيا" نجحت في إلغاء العديد من عقود الزواج وفي تغيير مواقف من الصعب التغلب عليها بسبب "وجود علاقة بين الفقر والجهل وسوء معاملة النساء" . تقدم منظمة "باباتيا" للفتيات مشورات شخصية باللغة الألمانية والانكليزية وغيرها من اللغات مثل التركية والعربية. ويمكن التواصل مع هذه المنظمة عبر البريد الالكتروني، تحت عنوات:[email protected]

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باباتيا منظمة في مواجهة الزواج القسري باباتيا منظمة في مواجهة الزواج القسري



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya