منيرة تكلا أغنى سيدة في صعيد مصر في القرن الـ 19
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"منيرة تكلا" أغنى سيدة في صعيد مصر في القرن الـ 19

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

"منيرة تكلا"
القاهرة - المغرب اليوم

من أكثر الشخصيات النسائية التي يحيط بها الغموض في صعيد مصر "منيرة تكلا"، سليلة أحد فروع عائلة "تكلا" الشهيرة، التي قطنت محافظة قنا، منذ القرن الثامن عشر، ووفد مؤسسو تلك العائلة إلى مصر من بلاد الشام، واستقر أبناؤها في عدد من المحافظات ومنها المنيا، والإسكندرية، وقنا.

من هي صاحبة العصمة؟

منيرة تكلا، أو صاحبة العصمة، هي نجلة داود بك تكلا، أحد أعيان صعيد مصر قبل قيام ثورة 1952، ولدُ في قرية "بهجورة" التابعة لمركز نجع حمادي، شمال محافظة قنا، سنة 1859، أتقن اللغات العربية، والإنجليزية، والفرنسية، وعيُن وكيلا للقنصلية الفرنسية في أسوان، وحصل علي عدة أوسمة ومنها النيشان العثماني الثالث، والمجيدي الثاني، والنيل الثالث.

اشتهر "آل تكلا" بالأعمال الخيرية في محيط منطقتهم ودعمهم للتعليم، في سنة 1891 أنشا داود تكلا مدرسة للبنين في بلدته، وأخري للبنات بدأ في بنائها سنة 1903، وأوقف عليها 108 أفدنة، وألحق بها قسمًا للتعليم الثانوي.

بعد وفاة الأب داود تكلا منتصف سبتمبر 1924، تولت زوجته "سيدة فلسطين" وابنته الوحيدة "منيرة" استكمال أول مدرسة للتعليم الثانوي في المنطقة، وكان "تكلا" شرع في إنشائها في بنائها قبل وفاته بسنوات، بعد ازدياد عدد طلاب التعليم الثانوي، وتم افتتحاها في أول 1929، وأوقفت سيدة فلسطين علي المدرسة الثانوية مئة فدان للصرف عليها.

زواجها:

تزوجت منيرة تكلا من الثري نجيب ميخائيل بشارة، أحد وجهاء الأقباط في مركز قوص جنوب قنا، وأنجبت منه نجليها "محفوظ" و"داود"، تخرج الدكتور داود نجيب ميخائيل، من كلية الطب سنة 1954، وافتتح عيادة طيبة بقرية بهجورة، وسافر سنة 1958 إلى أمريكا، لاستكمال  الدراسات العليا، وتخرج شقيقه "محفوظ" من الجامعة 1958 ولحق بأخيه في أمريكا للتخصص بهندسة الطيران.

انفصالها وزوجها للمرة الثانية:

احتدمت الخلافات بين منيرة تكلا وزوجها بعد قيام ثورة 1952ـ ، واتهمته بالإسراف والبذخ وتبديد أملاكها، ومنها مبلغ 17 ألف جنيه، حسب وثائق، وطُلقت منه، وحرصت علي إبقاء صلتها بنجليها اللذان كانا يقيمان مع والدهما في حي مصر الجديدة بالقاهرة، وكانت تمدهما بالمساعدات المالية.

اضطر نجلها الأصغر محفوظ نجيب ميخائيل، إلى الخروج عن عادات وتقاليد العائلة المحافظة، ووقع عقدًا مع فرقة  "سكاي روكيت" الموسيقية، التي كانت تمارس نشاطها في أندية القاهرة في تلك الفترة، لزيادة دخله، وباع الأب 40 فدانًا كانت مملوكة له في مركز قوص بمحافظة قنا، لتدويرها في الاستثمار العقاري في القاهرة، لبناء عقار وفشل مشروع الأب.

تعرفت منيرة تكلا علي موسيقي هاو، هو ألكسندر باسيلي، وكان يمارس نشاطه في أندية ومقاهي الطبقة الراقية في الإسكندرية، ووقعت في غرامه وتزوجته، وأنجبت منه "نيللي" و"نازلي"، وهو ما دفع طليقها إلى إقامة دعوى قضائية بالحجر عليها، واتهم زوجها بالتغرير بها للاستحواذ علي أملاكها، وأنه سلب منها إدارة أعمالها عبر توكيلات منها، وأنها لم تعد تمتلك شيئًا.

أسرتها الجديدة:

أقامت منيرة تكلا في بيتها المطل علي البحر في منطقة زيزينيا بحي الرمل في الإسكندرية، واستعانت بمديرة منزل أجنبية تدعي  "أنا فراسنيسكن" لإدارة شؤون المنزل ومتابعة تعليم ابنتيها "نيلي" و"نازلي"، وكانت تنفق علي منزلها 3 ألاف جنيه شهريًا، وكانت تتابع شؤون دائرتها التي ورثتها عن أبيها ـ وكانت تبلغ حيازتها ألف و240 فدانًا زراعيًا في قرية بهجورة، عبر البرقيات والهاتف، وأسندت لزوجها الثاني "ألكسندر باسيلي" السفر إلى الصعيد للقيام بمهام التفتيش علي الموظفين في الدائرة، وأطلقت يده في إنهاء خدمة من يراه غير كفاءة في عمله.

ورغم انفصال منيرة تكلا عن زوجها الأول ، فأنها كانت علي صلة بنجليها، وكانت تمدهما بالمساعدات والاحتياجات واشترت لنجلها الأكبر سيارة لتخدمه في تنقلاته في القاهرة، فضلا عن المساعدات المادية علي فترات ووقت الحاجة، ويبدو بقاء العلاقة شجع الكثير من المقربين إلى مطالبتها بمنح نجليها جزء من أملاكها.

وصية بمائة فدان لأولادها:

في مطلع الستينيات أقنع المحامي راغب بطرس، وهو ابن خالة زوج منيرة تكلا الأول، موكلته، الذي بدأ عمله في فريق المحاميين لديها في سنة 1959، بكتابة جزء من أملاكها لنجليها من زوجها الأول، لضمان مستقبلهما وتوريثهما جزءًا من أملاكها، قبل رحيلها، واشترطت الأم أن ذلك سيتم من خلال كتابة وصية لنجليها، يتم التصرف فيها بعد وفاتها.

في أول يناير سنة 1961 وصلت برقية إلى محمد أحمد الموظف المكلف بتنظيم الحسابات في دائرة منيرة تكلا في بهجورة، من الدكتور داوود نجيب يبلغه فيه أنه وشقيقه، وصلا لاتفاق مع والدتهما، علي بيع مائة فدان لهما نظير مبلغ 30 ألف جنيه، وأن "داوود" فوضه بالتوقيع علي العقد لسفره خارج البلاد، وكذلك فوض والده نجيب ميخائيل بشارة بالتوقيع، وفي أول فبراير 1961، اجتمع محمد أحمد مع منيرة تكلا ونجلها محفوظ في منزلها بالإسكندرية، وقامت منيرة باطلاع محمد أحمد على عقد بيع محرر من نسختين لمائة فدان، لنجليها، بشروط احتفاظها بالحيازة والانتفاع مدي الحياة وعدم التصرف، فيها مادامت علي قيد الحياة.

زوجها الثاني يرفض وصيتها لأولادها

وأفضت منيرة تكلا بعد توقيع الوصية إلى مديرة منزلها "أنا فراسنيسكن"، حسب وثائق، أنها كانت تريد فعل ذلك منذ فترة، وسلمتها مظروفًا مغلقًا وطلبت منها الاحتفاظ به في الخزانة، وراجعت مديرة المنزل سيدتها فيما فعلته أثناء سفر زوجها الثاني إلى الصعيد، في إشارة إلى أنه ربما يعترض، غير أن منيرة تكلا طمأنتها وقالت إن "زوجها طيب القلب ولن يغضب"، وحسب الوثائق أيضا فأن ألكسندر باسيلي، طلب من "فراسنيسكن" مظروف الوصية بعد مرور شهرين، ويبدو أن توقعات مديرة المنزل قد صدقت فيما بعد، فالزوج لم يكن راضيًا عن الوصية، وأقام دعوي قضائية ضد نجلي زوجته ووالدهما ومعهم مصطفي حبيب الموظف بدائرة منيرة تكلا في بهجورة، واتهمهم بغش وتضليل زوجته وهي ومريضة وأثناء سفره لمباشرة أملاكها في الصعيد، وأنهم خانوا الأمانة، واستغلوا ضعف بصرها في إقناعها بالتوقيع علي أوراق لا تعرفها، في المقابل حصل نجلي زوجته علي حكم من محكمة قنا الابتدائية بصحة التعاقد بينهما وبين أمها علي بيع مائة فدان مقابل 30 ألف جنيه.  

نزاع قضائي:

ودخلت منيرة تكلا في ذلك الصراع، وربما كانت مدفوعة من زوجها الثاني، واستأنفت الأم الحكم الصادر لصالح نجليها بأحقيتهما في ذلك، في محكمة استئناف أسيوط "الدائرة المالية والتجارية الثالثة" بقنا، لتخسر دعواها القضائية أمام نجليها، وبعد استنفاذ كل محاولات الصلح بين الطرفين، وحسب الوثائق فإن تلك المحاولات كان بطلها المحامي شكري ديمتري، يقول الذي طلب من منيرة تكلا أن تمنح زوجها السابق نجيب ميخائيل عشرة أو عشرين فدانًا، نظير التنازل عن دعوى نجليها ضدها، غير أن زوجها الثاني رفض وكان ينوي بيع المائة فدان إلى مشترين جدد.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منيرة تكلا أغنى سيدة في صعيد مصر في القرن الـ 19 منيرة تكلا أغنى سيدة في صعيد مصر في القرن الـ 19



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الميزان

GMT 11:52 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 11:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 01:15 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

عبير صبري تبدي سعادتها بنجاح أعمالها الأخيرة

GMT 02:30 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الجزر البريطانية لالتقاط صور تظهر روعة الخريف

GMT 03:32 2017 الخميس ,02 آذار/ مارس

نهى الدهبي تكشف عن رحلات السفاري المميزة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya