الرباط ـ المغرب اليوم
مفارقة كبيرة نعيشها إذا وضعنا أنفسنا بزاوية المقارنات بين أشياء نعيشها يوميا في أوطاننا، فلعل كل صباح يصطدم كل زوج عربي بطلب جديد من زوجته بشراء مستحضرات تجميل جديدة دون كيف تجمع الأرقام في نهاية الأمر.ففي دراسة نشرها موقع mbc، فالمفارقة الأكبر أنه رغم معاناة الدول العربية في أغلبها من أوضاع اجتماعية واقتصادية حرجة للغاية، إلا أنها تسجل أرقاما خرافية في استهلاك أمور قد لا تبدو ثانوية بالنسبة لنسائنا وهي مستحضرات التجميل والعطور. إذا أصبحت المنطقة العربية الأعلى في معدلات استهلاك مستحضرات التجميل والعطور على مستوى العالم.المعلومة الأولى تقول أن متوسط قيمة مشتريات الفرد العربي الواحد من مستحضرات التجميل والعطور يصل إلى 334 دولار، وتشكل النساء الخليجيات النسبة الأكبر منه، فيما سجلت التقديرات حجم مبيعات مستحضرات التجميل في المنطقة العربية أجمع 3 مليارات دولار عام 2010، علما أن هناك تطورا وازدهارا في هذه التجارة شهدتها خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.وفي مصر أكدت دراسة أن النساء يكلفن أزواجهن نحو 3 مليارات جنيه مصري سنويا. بينما تقتطع المرأة العاملة الأردنية من دخلها الشهري 20 بالمئة في المتوسط للإنفاق على مستحضرات التجميل، ويبلغ مستوردات الأردن السنوية من مستحضرات التجميل 55 مليون دينار سنويا.
ويقدر الإنفاق على مستحضرات التجميل في الخليج بنحو 6 مليارات ريـال سنويا، وتنفق المرأة الإماراتية نحو مليار درهم على المستحضرات والعلاجات التجميلية سنويا، ويبلغ حجم سوق العطور النسائية هناك نحو 92 مليونا في 2014، مع ارتفاع 9 بالمئة سنويا في معدل استهلاك العطور. بينما يصل إنفاق الإمارات على الأدوية إلى نحو 5.72 مليارات درهم بحسب إبراهيم محمد الجناحي المدير التنفيذي للشئون التجارية في مجموعة المناطق الاقتصادية العالمية.
أما المرأة السعودية فتعد من بين النساء الأكثر إنفاقا بين نساء العالم ومقارنة بقريناتها الخليجيات، حيث أنفقت السعوديات في عام 2013 2.4 مليار دولار على مواد التجميل ومن المتوقع أن ينمو هذا القطاع بنسبة 11 بالمئة هذا العام. وهو ما ينافس حقيقة سوق الأدوية في المملكة الذي يقدر بما قيمته16 مليار ريـال وفقا لتقرير الصندوق السعودي للتنمية الصناعية.
وحسب شركات التجميل العالمية يستهلك المواطن السعودي خمسة أضعاف المواطن الأوربي وتسعة أضعاف المواطن الأمريكي من العطورات. وفي حين يبلغ المتوسط العالمي للفرد 18 دولار، يصرف المواطن السعودي 136 دولارا سنويا ما يعتبر أعلى متوسط في العالم.
هذه الأرقام الضخمة تنافس بشدة ميزانية خطة إعادة إعمار قطاع غزة المنكوب والذي يصل وفق دراسة أعدها المجلس الاقتصادي للتنمية والاعمار "بكدار"، نحو 8.7 مليارات دولار.
فيما تحتاج إلى خمسة أعوام كحد أقصى، بالطبع في حال رفعت إسرائيل الحصار، المفارقة الأخرى أن ميزانية فلسطين مجتمعة والتي قدم رئيس وزرائها رامي حمد لله ميزانية عام 2014 بلغت أربعة مليارات و200 مليون دولار، وبعد اقتطاع العجز المتوقع بنحو مليار و300 مليون دولار، فإن هذا الرقم يقارب بدرجة كبيرة حجم استهلاك المرأة العربية من مستحضرات التجميل.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر