طنجة / المغرب اليوم
سلوى الغربي، سيدة مثقفة منفتحة على العالم ومهتمة بقضايا حقوق الإنسان والتنوع الثقافي، تجسد المرأة التي اختارت طيلة عقدين من الزمن في المهجر ألا تبقى بمنأى عن رهانات المجتمع المضيف , وجعلت سلوى الغربي، المنحدرة من عروس الشمال طنجة، من التفاعل الثقافي والوساطة ومكافحة العنصرية والتمييز أبرز انشغاتها، وحيث يمكنها تقديم إجابات ميدانية منذ أن استقرت بالعاصمة الكاتالونية برشلونة في سنة 1994, واختارت هذه السيدة، الوفية لمبادئها، مسارا مهنيا يتماشى ودراساتها القانونية في جامعة فاس, فهي امرأة متعددة الاهتمامات والممارسات، ولم تتردد قط في وضع معارفها وخبرتها في خدمة كل أولئك الذين يعانون التهميش واليأس في أرض المهجر, شغلت سلوى الغربي ما بين 2002 و2012 منصب مديرة قسم حقوق الإنسان والتنوع الثقافي، والمسؤولة عن قسم إدارة التنوع في مركز اليونسكو في كاتالونيا، فخبرت على مدى عقدين من الزمن القضايا المختلفة التي تهتم بها هذه المؤسسة الأممية, وأتاحت لها مسؤولياتها فرصة الوقوف على الأسئلة والمواضيع التي تعنى بها اليونسكو في هذا المجال، واستطاعت بالتالي أن تجد لها مكانا إلى جانب الفاعلين الكاتالونيين الذي يعنون بقضايا الهجرة والتنوع الثقافي والديني وحقوق الإنسان, ومنحها التزامها بقضايا الحرية والإنسانية النبيلة، الذي لم يخفث حتى بعد أن غادرت مركز اليونسكو في كاتالونيا، قوة أكثر إبان مهامها كمستشارة للحكومة الكاتالونية، ولدى عمودية برشلونة، ومؤسسة إياروري، ومؤسسة جاومي بوفيل، والمعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط , وطورت هذه المرأة المغربية المكافحة، تدريجيا، وعلى مدى أزيد من عشرين سنة، تجربة مهنية دولية، اختارت وضعها في خدمة عدد من مشاريع التدبير والتحسيس والاستشارة والبحث والتكوين في المجالات الاجتماعية والثقافية والتربوية والتعليمية,ولسلوى الغربي، التي ترأس جمعية أفكار، مجموعة من المنشورات والبحوث حول مواضيع مختلفة مثل "الإسلام والمرأة في التقاليد الإسلامية" و"التقاليد والحريات" و"الخطابات الإعلامية حول الهجرة" و"الهوية والآخر" و"الهجرة والأزمة الاقتصادية", كما أنها تعمل أحيانا محاضرة ووسيطة بين الثقافات وباحثة، وأحيانا أخرى مكونة ومستشارة، ومنظمة ندوات ومعدة مضامين أو منسقة، وتنير بذلك الطريق لكل الذين يطمحون، بأرض الاستقبال، لجعل الاندماج رافعة للتعايش ولإبراز الصورة الحقيقية للوطن الأم, ومن تم فسلوى الغربي نموذج يحتذى به للمرأة المكافحة والملتزمة التي تكرس كل وقتها للقضايا النبيلة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر