الاحتلال الإسرائيلي يستهدف فتاة فلسطينية تحمل في قلبها امتنانًا خاصًا للمغرب
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

الاحتلال الإسرائيلي يستهدف فتاة فلسطينية تحمل في قلبها امتنانًا خاصًا للمغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الاحتلال الإسرائيلي يستهدف فتاة فلسطينية تحمل في قلبها امتنانًا خاصًا للمغرب

شهيدة الميدان رزان النجار
الرباط - المغرب اليوم

ملاك الرحمة، شهيدة الإنسانية، شهيدة الميدان، عروس العودة.. كلها ألقاب باتت اليوم ترادف اسم المسعفة رزان النجار، الشهيدة الفلسطينية، التي تصدر اسمها عناوين كبريات المنابر الإعلامية، وغزت ابتسامتها البريئة وثوبها الأبيض مواقع التواصل الاجتماعي، فيما تردد اسمها بأسى وأسف كبيرين على كل لسان، أسبوع مضى على استهدافها من طرف الاحتلال الإسرائيلي خلال مسيرة العودة.

وتحدثت صابرين أحمد، والدة الشهيدة رزان، عن القصة، قائلة "الاحتلال الإسرائيلي سرق روح ابنتي، برصاصة واحدة اخترقت قلبها وخرجت من ظهرها، أطلقها أحد الجنود الإسرائيليين المتمركزين خلف السياج الأمني الفاصل بين قطاع غزة والمناطق المحتلة منذ 1948. وفي ذلك اليوم، كانت ابنتي والطاقم المسعف المرافق لها، في عين المكان، حيث لاحظوا وجود إصابات بالرصاص الحي في المسيرة، آنذاك حاولت رفقة زميلها الوصول إلى مصابيْن أطلق عليهما رصاص حي، قدما الإسعاف الأولي لأحدهما، وانتقلا إلى تقديم العلاج للمصاب الثاني، الذي كان ينزف، وفي الوقت الذي استطاعا إيقاف النزيف، أطلق قناص الاحتلال النار على رزان،  بالرغم من كونها رفعت يدها في إشارة لجنود الاحتلال على وجود الطاقم المسعف بالمكان، غير أن هذا لم يشفع لها وأُصيبت برصاصة اخترقت قلبها، كما أُصيب زميلها برصاصة متفجّرة في رجله أيضا، هم يعلمون جيدا هدفهم..

وتابعت "لأول مرة سأقولها، وأصرح بها نعم، كانت رزان مستهدفة، فقد كانت تتوصل قيد حياتها بعشرات من التحذيرات، ورسائل تهديدية عديدة بسفك دمائها. نعم، كانت مستهدفة بشكل مباشر وصريح، فقط وصل الأمر حد تعرضها لـ12 إصابة من قبل، لثنيها عن تقديم المساعدة وإرغامها على التراجع، إلا أنها صمدت رافضة الرضوخ لكل تلك التهديدات والتحذيرات، ويوم استشهادها رفعت يدها لجنود الاحتلال في إشارة لكونها رزان المسعفة وستقوم بإجلاء الجريح الذي أصيب، إلا أن رد الجندي كان هو رصاصة استهدفتها بشكل مباشر وأسقطتها قتيلة بعدما قطعت أحشاءها، إذ إن الاحتلال يعرف جيدا رزان ومن تكون".

وواصلت "رزان كانت تأخذ دورات إسعافات أولية في المجمع الطبي، وبعد سماعها عن مسيرات حراك العودة، كانت أول من بادر بالمشاركة، وقادها اندفاعها إلى أن تكون في مقدمة الطواقم التي تُقدّم المساعدات الطبية، حتى إنها هي صاحبة فكرة المستشفى الميداني قرب الحدود، التي استجاب لها زملاؤها في العمل، والطواقم الطبية المساندة، كانت نشيطة وقوية وشجاعة وتحب عملها وما تفعله وتسعى من خلاله إلى إيصال رسالتها، وتؤكد للجميع أن المرأة الفلسطينية قادرة على تضميد جراح المصابين والوطن. كانت تقوم بعمل لم يستطع الرجال القيام به، “اللي عملتو رزان ماحدا عمله”، ومسيرة العودة هي مسيرة النية والسلمية بدليل أنه ومنذ بدايتها لم يصب أي جندي من جنود الاحتلال بأذى أو إصابة، في حين استشهد أزيد من 150 شهيدا و14 ألف جريح في صفوف الفلسطينيين. إذن، من المسالم، هل نحن أم هم؟ رمّلوا نساء، ويتموا أطفالا وجعلوا في كل بيت شهيد وفقيد. من الإرهابي هنا؟ هل رزان هي الإرهابية أم هم؟

وأكدت أنها كانت داعمة لابنتها لانضمامها إلى الإسعاف التطوعي، وهو عمل إنساني، ونحن بشر، وقد تعرضت رزان للعديد من الصعوبات والانتقادات في بادئ مسيرتها، إلا أنها واصلت بشجاعة وحب وبدون كلل أو ملل. وأشدد هنا على أنها لم تكن تتلقي أي مساعدة من أحد أو جزاء مقابل عملها، كانت دائما تقول: “أنا عملي تطوعي ولا أنتظر مقابلا أو جزاء من أحد”. كانت تساعد الجرحى وتضمد جراحهم وتسعفهم، بل وكانت، أيضا، تساعدهم معنويا على تجاوز أزماتهم الصحية وتساندهم. رزان وهبت نفسها وروحها للعمل التطوعي.

ومنذ بداية مسيرة العودة في 30 مارس/آذار تعود إلى البيت، ملطخة بالدماء، وكنت دائما أقول لها “إيش هالحالة يا بنتي وكأنك بتشتغلي فمجزرة”. فكانت ترد عليّ “لا يا إمي هذه دماء طاهرة، دماء الشهداء وضحايا الاحتلال الصهيوني”.

و"هي ابنتي البكر وقريبة جدا من روحي، ما إن تغادر في اتجاه عملها، جبل كبير يكبس على نفسي، ولا ينزاح إلا لحظة دخولها البيت، لن أقول لم نكن نتوقع أو صدمنا، ولكن الحياة هنا في فلسطين، خاصة غزة تدفعك إلى طرح سؤال "من التالي؟" كل يوم، كلنا هنا مهددون بالنسف من الاحتلال الصهيوني، الذي لم يكفيه نهب أراضينا، بل أيضا يسعى إلى أخذ أرواحنا، هنا في كل بيت شهيد، وكل أسرة في غزة تحمل في قلبها غصة لرحيل أحد أحبائها أو أغلبهم، شباب كانوا أو كهول أو أطفال كلنا نتوقع الاستشهاد يوما.. وإن كان فداء للوطن فأهلا به. ومع ذلك، لقد انهرت لحظة وفاتها ولم أتحمل منظر رؤيتها جثة هامدة، جلست على مقربة من ثلاجة الموتى، حضنت ملابس ابنتي الدامية وأنا أبكيها. لم أصبر لحظتها..

واستطردت "يوم الجمعة، تسحرنا، وصلينا الفجر كباقي الأسر، كان والدها متعبا قليلا. أخبرها بذلك، فطلبت منه إراحة جسده قليلا والنوم. استيقظت على الساعة الثانية عشر من ظهر يوم الجمعة، صلت الظهر وبدت نوعا ما منهكة، جلست بجواري لأول مرة وكأن قلبها نبأها بدنو أجلها، قالت لي إنها متعبة قليلا، واليوم، هو يوم إجازتها وتفكر في ألا تلتحق بزملائها في مستشفى ناصر، غير أنها سرعان ما غيرت رأيها وقررت العمل يوم إجازتها والالتحاق بزملائها، ودعتني وداعها الأخير وهي تردد:”ادعي معي يا إمي”.

وواصلت "انظري، حياة رزان لم تكن قط سهلة، فقد حرمت من استكمال دراستها بسبب الفقر، ونحن عائلة بسيطة، دخلها محدود بالكاد نسد رمق عيشنا اليومي، فقد انقلبت حياتنا رأسا على عقب خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة. إذ كان الكيان الصهيوني يقصف المحلات التجارية، حيث كان والد رزان يبيع ويصلح فيه الدراجات النارية، ما زاد الوضع تفاقما.. تغيرت حياتنا وحياة أبنائنا بمن فيهم ابنتنا البكر رزان، وبالتالي هي فعلا باعت هاتفها المحمول وخاتمها الوحيد لاقتناء مستلزمات الإسعاف الأولي التي تحملها معها خلال عملها في إسعاف الجرحى، خلال مسيرة العودة. رزان لم تكن تتلقى راتبا من أحد أو دعما من أي جهة، لهذا أنا فخورة جدا بابنتي، فبإمكانياتها القليلة جدا وصلت إلى العالم وأبلغت رسالتها الإنسانية، وكانت مثالا في التضحية وحب الناس. رزان شهيدة تاج على رأس كل عربي، وكل فلسطيني، وكل مدافع عن حقوق الإنسان.

وأعلنت أنها تواصلت مع مجموعة من الجمعيات الحقوقية خارج القطاع، عبرت عن تعازيها واستنكارها. ولكن نحن نطالب من خلالكم بتحقيق عاجل في واقعة استهداف المسعفة رزان، وأن تتحقق محاكمة دولية للاحتلال  الصهيوني الغاشم، نحن دفنا ابنتنا، ولكن الحقيقة لا بد أن تبزغ. ورزان، كانت كلها أنوثة وحيوية وطيبة وشجاعة وتحب الحياة والناس، دائما متميزة، هي عفوية جدا وبسيطة جدا، كان طموحها في الحياة دخول كلية الطب.. يقاطعها والد رزان السيد أشرف النجار قائلا: سعدت بتلقي هذا الاتصال من المغرب، خاصة أن رزان كانت تكن حبا خاصا لهذا البلد وقائده الملك محمد السادس، وكانت “رح تطير بالفرحة”، عندما علمت أنه أرسل مستشفى ميدانيا إلى قطاع غزة لعلاج جرحى مسيرات العودة، وأضافت “والله فيه الخير ملك المغرب”. لقد اسشهدت رزان وفي قلبها محبة كبيرة وخاصة لهذا البلد وقائده، لأن المغرب هو الدولة العربية التي نجدها دائما بجانبنا، “والله لو ما كان رقم مغربي ما كنتْ ردِّيت” (ممازحا).

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاحتلال الإسرائيلي يستهدف فتاة فلسطينية تحمل في قلبها امتنانًا خاصًا للمغرب الاحتلال الإسرائيلي يستهدف فتاة فلسطينية تحمل في قلبها امتنانًا خاصًا للمغرب



GMT 23:47 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ضابط شرطة يختطف سيدة أمام زوجها في فاس

GMT 08:35 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

زوج يقتل زوجته بـ30 طعنه بأنحاء متفرقة بجسدها في طنطا

GMT 08:05 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على ملكة الجمال التي وقعت في غرام حاكم مسلم

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 01:11 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب الرفاعي يؤكد أن مكتبة الإسكندرية تضم الكتب النادرة

GMT 12:05 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 22:28 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الرجاء يعلن تأجيل مباراته أمام الدفاع الحسني الجديدي

GMT 19:25 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

بركان يواجه الاتحاد الليبي في كأس الكاف

GMT 01:05 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

رابطة المحترفين الجزائري يصفون تصرف زطشي بغير القانوني

GMT 11:29 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

الدبلوماسية المغربية توجه ضربة جديدة لجبهة "البوليساريو"

GMT 01:51 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

سيارة كادت أن تخترق واجهة مقهى في طنجة

GMT 11:27 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

الأرجنتين تُجهّز لمواجهة منتخبي إيطاليا وإسبانيا وديًا

GMT 14:51 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

فصل الممرضات المتهمات بالعبث بطفل رضيع في الطائف

GMT 16:22 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

امتيازات جديدة إلى العاملين في القطاع الصحي في المغرب

GMT 05:16 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي الثلاثاء

GMT 22:34 2014 الإثنين ,08 أيلول / سبتمبر

اسطبلات الخالدية تتميز في كأس براغ لجمال الخيل

GMT 04:47 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

توقيف أحد مهربي المواد المخدّرة في مدينة بركان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya