أمهات يبحثن عن أولادهن المفقودين عبر الحافلات العامة في كولومبيا
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

أمهات يبحثن عن أولادهن المفقودين عبر الحافلات العامة في كولومبيا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أمهات يبحثن عن أولادهن المفقودين عبر الحافلات العامة في كولومبيا

أمهات يواصلن بلا هوادة البحث عن أولادهن المفقودين في كولومبيا |
بوغوتا-المغرب اليوم

تصعد أمهات ملقبات بـ"الباحثات" في مدينة كالي الكولومبية التي شهدت أعمال عنف لأكثر من نصف قرن إلى الحافلات مع صور لأولادهن وأحبائهن المفقودين بهدف الحصول على أي معلومة تساهم في العثور عليهم من مستخدمي النقل العام.

تتنقل هؤلاء النساء بين الركاب وصور أحبائهن المفقودين تتدلى من أعناقهن، ويذكر وجودهن بأنه رغم اتفاق السلام الذي أبرم في العام 2016 بين الحكومة وحركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك)، فإن النزاع في كولومبيا لم ينته فعليا بالنسبة إلى البعض.

تستقل "باحثات" كالي الحافلات العامة ويوجّهن السؤال نفسه إلى الركاب كل بدوره وهو "هل رأيت ابنتي؟" أو "هل رأيت ابني؟". تبدو على وجوههن علامات القلق فيما يحملن صورا تعود إلى أولادهن وأحبائهن الذين فقدوا خلال النزاع المتعدد الجوانب في البلاد.

وقالت ماريا إيلينا غاليغو التي أمضت السنوات الثماني الماضية تبحث عن ابنتها المفقودة "هذا الأمر الذي نقوم به هو بمثابة صرخة للفت انتباه العالم إلى هذه المسألة كي يصبح على بيّنة من معاناتنا".

غاليغو هي واحدة بين مجموعة مؤلفة من 35 امرأة تسعى للفت الانتباه إلى ضحايا الإخفاء القسري الذي كان سمة من سمات الحياة اليومية الكولومبية خلال نصف قرن من النزاع وأعمال العنف.

كل يوم، يركبن حافلات وهن يحملن صور أولادهن ويوزعن رسائل مكتوبة بخط اليد تروي عمليات البحث المؤثرة التي يقمن بها والتي لم تتوقف للحظة. وكتب في إحدى تلك الرسائل "تعيش أمهات المفقودين معاناة أزلية".

تفيد أرقام رسمية بأن عدد المفقودين يصل إلى حوالى 83 ألف شخص، أي حوالى ثلاث مرات أعداد المفقودين خلال عهود الديكتاتوريات في الأرجنتين والبرازيل وتشيلي مجتمعة. وتعود تلك الصور إلى مدنيين وجنود وإناث وذكور، معظمهم من الشباب.

قالت غاليغو، إنها لا تعرف الكثير عما حصل لابنتها الناشطة البيئية ساندرا كويلار التي كانت تبلغ وقتها 26 عاما، فقد خرجت من منزلها في 17 شباط (فبراير) 2011 متوجهة إلى مدينة بالميرا التي تبعد 30 كيلومترا عن كالي ولم تعد.

وكتبت في رسالتها "بدأت مهمة التحقيق في اختفائها وتنقلت من مكان إلى آخر وحتى حضرت ورش عمل خاصة لتعلم طريقة البحث عن ابنتي، لأن جل ما أريده هو أن تعود". وأشارت غاليغو إلى أن إخبار الغرباء بتجربتها يبلسم جراحها.

وأضافت لوكالة فرانس برس "على الأقل يمكننا الخروج والتكلم والبكاء والصراخ! إنه بمثابة متنفّس وعلاج! لكن الألم نحمله معنا أينما نذهب". وأطلقت حملة هذا العام تحت عنوان "#ريكونوسيموس سو بوسكويدا" (نقدّر أبحاثكن) للإضاءة على الأعمال التي تقوم بها هؤلاء النساء اللواتي اضطلعن وحيدات بهذه المهمة المرهقة المتمثلة في التحقيق في حالات الاختفاء.

وتلقى هذه المبادرة دعما من الوحدة الخاصة للبحث عن المفقودين في كولومبيا ولجنة تقصي الحقائق اللتين أسستا في العام 2016 كجزء من اتفاق السلام الذي أنهى الصراع المسلح بين الحكومة و"فارك".

ورغم أن المسؤولين الكولومبيين لم يعطوها أي خيوط تساهم في البحث عن ابنتها، فإن غاليغو تعتقد أن ساندرا اختفت بسبب طبيعة عملها، وهي تعتقد أيضا أنها ما زالت على قيد الحياة.

دفعت البالغة 57 عاما ثمنا باهظا مقابل سعيها إلى معرفة ماذا حدث لابنها خوسيه إرنيستو موران الذي اختطفته ميليشيا يمينية متطرفة في منطقة خاموندي (جنوب غرب).

وهي تدعي أنه عندما اكتشفت القوات شبه العسكرية أنها كانت تحقق في اختفائه في العام 2002، احتجزوها واغتصبوها وعذبوها.

وحاليا، تركب فلوريس في حافلات كالي وتوزع رسالتها على الناس حاملة صورة ابنها. وفي رسالتها، تنتقد "لامبالاة" المجتمع تجاه قصص هؤلاء النساء.

يتمثل جزء من الصعوبات التي تواجهها هي وغيرها من الأمهات في الجوانب المتعددة للصراع في في كولومبيا ولذي شاركت فيه حوالى 30 مجموعة مسلحة، منها مؤيدة للحكومة ومنها معارضة لها.

وفقا للمركز الوطني للذاكرة التاريخية، أخفي قسرا ما لا يقل عن 82998 شخصا بين العامين 1958 و2017.

وكانت رغبة فلوريس في اليوم العالمي لضحايا الاختفاء القسري الذي يقام في 30 آب/ أغسطس من كل سنة "ألا يكون هناك المزيد من المفقودين" وأن تجد ابنها.

قد يهمك ايضا:

استعراض تجربة المغرب في مجال تمكين المرأة خلال مؤتمر دولي في الأردن

كندا تقدم 20 مليون دولار لدعم النساء والفتيات في مالي

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمهات يبحثن عن أولادهن المفقودين عبر الحافلات العامة في كولومبيا أمهات يبحثن عن أولادهن المفقودين عبر الحافلات العامة في كولومبيا



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 08:25 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

8 مليارات رسوم امتياز شركتا "اتصالات" و"دو"

GMT 05:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي أفكار مبتكرة لتزيين نوافذ المنزل بالورود والزهور

GMT 16:05 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

توقيف أربعيني في أغادير بحوزته مليون يورو مزوّرة

GMT 08:31 2018 الجمعة ,01 حزيران / يونيو

جبل بثرة في الطائف من المزارات السياحية المميزة

GMT 18:10 2018 الأربعاء ,16 أيار / مايو

اعتداءات على مشجعي الرجاء البيضاوي في غانا

GMT 13:10 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

طفلة إسبانية عمرها 11 سنة تضع مولودًا من أخيها

GMT 09:39 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

محمد صلاح يسبق ميسي في منافسات "الحذاء الذهبي"

GMT 03:58 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

"آبل" تحدد موعد إطلاق سماعتها الذكية "HomePod"

GMT 15:18 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

"ميدو" ينتقد الانتقالات في مصر ويرحب برحيل علي جبر
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya