القاهره ـ المغرب اليوم
يظهر بعمر صغير جداً. يصطحب معه أعراضاً ظاهرة وأخرى باطنية. جسم الولد قد يرسل بعض الإشارات بداية، لكن الأساس يبقى في تأسيس نمط حياة مختلف لمواجهة الكوليسترول والتغلب عليه
الكوليسترول مادّة شمعيّة تشبه الدهون، تتركز في الدم وخلايا الجسم. وهي ضرورية للجسد الذي ينتجها بطريقة طبيعيّة، لأنها تساعده في صنع غشاء الخلايا، وتسهم في تشكيلها، فضلاً عن كونها تنتج بعض الهورمونات. تختبئ هذه المادّة كذلك، في المأكولات التي نتناولها يوميّاً.
ينتقل الكوليسترول في الجسم على ظهرlipoprotéine، وهي على نوعين:
- lipoprotéine de haute densité / HDL
المفيدة لأنّ نسبة البروتينيّات أكبر من نسبة الدهنيّات: تساعد في تخفيف خطر الإصابة بأمراض القلب، فهي تبعد الكوليسترول عن الشرايين وتقوده إلى الكبد الذي يعمل على التخلّص منه.
- lipoprotéine de bassedensité / LDL المضرّة لأنّ نسبة البروتينيات فيه منخفضة: تؤدّي إلى إرتفاع نسبة خطر الإصابة بأمراض القلب عبر تشكيلها لجدار على الشرايين، مسببّة ما يعرف بتصلّب الشرايين .
أماhyperlipidémie، فهي نسبة الكوليسترول المرتفعة في الدم.
لماذا اصيب إبني بالكوليسترول؟
غالباً ما يصاب الطفل بهذا المرض بسبب عامل الوراثة أو بسبب نظام غذائي غني بالدهون. فإن انتقلت الـ hyperlipidémie من الأهل مباشرة إلى الأولاد يعرف هذا النوع من المرض بإسمhyperlipidémie familial .
كما تعتبر بدانة الأطفال أحد العوامل التي قد تؤدي إلى الإصابة بالكوليسترول، وخصوصاً إذا كان الولد يكثر من تناول الحلويات والسكاكر ورقائق البطاطا المقلية، والوجبات الجاهزة والمشروبات الغازيّة. كما تؤدي بعض الأدوية إلى الإصابة بهذا المرض.
أمّا بالنسبة إلى منطقة الشرق الأوسط، فالكوليسترول الأكثر شيوعاً بيت الأولاد فهو وبحسب إستشاريي أمراض باطنيّة، "الهايبر كوليستروليما". أحد الأنواع الوراثية من الكوليسترول الذي إذا لم تتم معالجته في سنّ مبّكّرة، قد يؤدي إلى وفاة الولد باكراً. تشير الدراسات إلى أنّ السبب المحتمل للإصابة بهذا النوع من الكوليسترول هو زواج الأقارب المنتشر حتى اليوم في المجتمعات العربية.
كيف يهددّ حياته؟
يعتبر كوليسترول الأطفال من الأمراض النادرة جدّاً: يحمل حوالى ولد من أصل 500 ، جينة مخلّة مسؤولة عنhyperlipidémie ، فتسبب هذه الجينة إرتفاع نسبة الكوليسترول وtriglycerides في الدم، مما يؤدّي إلى إرتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب.
المؤشرات؟
يشعر الأولاد عادة بوجع في المفاصل والصدر، أضف إلى ذلك خطر إلتهاب غدّة البنكرياس وقد يصاب الولد بسكتة دماغية . هذا ليس كل شيء، فارتفاع نسبة الكوليسترول في الدمّ قد يولد أعراض أخرى ولكن باطنيّة، لا يتمّ اكتشافها إلاّ بعد إجراء فحص للدمّ.
...والحلّ
عمل فريق من الباحثين في National Heart، Lung، Blood Institute بموافقة American Academy of Pediatrics على إجراء العديد من الفحوص والدراسات لإكتشاف شذوذ الدم المرتبطة بالكوليسترول لدى الأولاد الذين هم دون الـ 11 سنة. وتوصلوا إلى هذه النتيجة: إنّ الأطفال الذين يعانون إرتفاعاً بمعدل الكوليسترول في الصغر، سيعانونه على كبر أيضاً. ولكن من الأفضل معالجته باكراً عند اكتشافه، لتجنّب أي اخطار أخرى قد تنتج منه. على الأهل أولاً أن يجروا الفحص لأولادهم بعد بلوغهم عمر السنتين حتى لو لم يكونوا يعانون البدانة والوزن الزائد. وفي حال إصابة الولد بالكوليسترول، يقترح الأطباء بتغيير نمط حياته وذلك بمساعدة الأهل الذي يكمن دورهم في هذه الأمور:
- مساعدة أولادكم على المحافظة على وزن صحيّ.
- تشجيع الأولاد على ممارسة الريّاضة: كي يحظى الولد بوزن مثالي صحي، عليه أن يعتمد ريّاضة معيّنة يمارسها بانتظام يومياً، لمدة ساعة على الأقل كالمشي السريع، السباحة، السباق، القفز على الحبل...
- وضع حدّ للوقت الذي يمضيه الطفل أمام التلفزيون، الكومبيوتر وألعاب الفيديو: تقول American Academy of Pediatrics إن الأولاد الذين يبلغون من العمر سنتين، عليهم اللعب لتنمية عضلات جسمهم وعظامهم وتوسيع خيالهم. لذا يجب أن يمنعهم الأهل من مشاهدة التلفزيون، عكس الأطفال الذين يتخطون عمر السنتين والذين عليهم أن يختبروا الخمول البدني لمدة ساعة في اليوم فقط. لذا، ينصح الأطباء الأهل بحجب التلفزيون والكومبيوتر عن أولادهم لأنّ هذه الوسائل تعزز الكسل والخمول والإنفراد لدى الأولاد، وتمنعهم من تمضية الوقت مع العائلة.
- تأمين التغذية السليمة للأولاد من خلال حثّهم على تناول ثلاث وجبات يومياً غنيّة بالخضر والفاكهة. (كي يلتزموا بذلك، عليكم أن تبدأوا أنتم باتبّاع هذا النوع من النظام ليمتثلوا اولادكم بكم).
- على إبنكما الإبتعاد عن كل أنواع الدهون متجنّباً الوجبات، السمنة، الحلويات والزبدة. عليه أن يستبدلها بالفواكه والخضر والحبوب والحليب الخالي من الدسم. كذلك عليه أنّ يتّبع نظاماً غذائياً غنياً بالألياف، فيتناول 10 قطع من الفواكه والخضر يوميّاً، و يجعل من الحبوب طبقاً أساسياً له كل يوم (كالفاصولياء مثلاً)، ويتناول ال Cereale كلّ صباح. هذا، إلى جانب ممارسته للرياضة لأنها تحرق الدهون.
اما في الحالات المتقدّمة من المرض، فقد يلجأ الطبيب إلى غسيل الدمّ وتغيير الكبد.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر