روتشيلا إيونيكا - أ.ف.ب
تبدو رافاييلا مديرة القناة التلفزيونية "فيمينا تي في" بعيدة كل البعد عن أليساندرا المدعية العامة في ريجيو دي كالابريا أو إليزابيتا رئيسة بلدية روزارنو، غير أن النساء الثلاث يكافحن، كل على طريقتها، مافيا كالابريا المعروفة ب "ندرانغيتا".
وقد أطلقت رافاييلا رينالديس في أيلول/سبتمبر 2012 قناة "فيمينا تي في" مع طاقم مؤلف من 12 امرأة ورجلين. والهدف من هذه القناة المحلية هو كسر الصور النمطية الشائعة في منطقة كالابريا الجنوبية "حيث لا تركز وسائل الإعلام إلا على مسائل الجريمة المنظمة".
وتعطي قناة "فيمينا" (أي المرأة باللغة العامية في كالابريا) الممولة من الاعلانات ومدخرات رافاييلا الكلمة إلى "كل الذين يقومون بأمور استثنائية في الحياة الطبيعية"، على حد قول مؤسستها.
وأجرت القناة أولى مقابلاتها مع ماريا كارميلا لاتسيتا التي عينت مؤخرا وزيرة، وهي كانت سابقا رئيسة بلدية مدينة موناستيراتشي القريبة من منطقة روتشيلا إيونيكا حيث تنتشر المافيا.
وهي قالت "لسنا بحاجة إلى أبطال، فيكفي أن يقوم كل منا بعمله وفق الأصول وأن يحترم القوانين والدستور، فهذه الخطوات البسيطة تعني مكافحة المافيا".
وتعد البرامج الثقافية من الأسلحة المستخدمة لمكافحة الندرانغيتا التي تتحكم بعمليات تهريب الكوكايين من أميركا اللاتينية إلى أوروبا. وقد صرحت رافاييلا "نحن نبين أن الحلول البديلة متوفرة حتى في هذه المنطقة المحرومة" التي تعد الأفقر في البلاد بعد كامبانيا.
أما أليساندرا تشيريتي المدعية العامة التي أصلها من صقلية، فهي تحاول إقناع زوجات زعماء المافيا وشقيقاتهم وبناتهم بالتعاون مع القضاء.
وهذه هي حالة جوزيبينا بيشي التي سمحت شهادتها بالحكم في أيار/مايو على 42 عضوا من أعضاء المافيا، من بينهم والدها.
وقد حذت أربع أو خمس نساء حذو جوزيبينا، ودفعت اثنتان منهما حياتهما ثمنا لهذه الخطوة الجريئة. فقد اغتيلت ليا غاروفالو في العام 2008 على أيدي شريكها السابق وشقيقه. ويقال إن ماريا كونشيتا كاتشولا قد انتحرت بحمض الهيدروكلوريك في العام 2011.
وتسعى أليساندرا تشيريتي إلى "تغيير مصير الأطفال وكسر تقاليد الندرانغيتا التي تعلم الفتيان استخدام الأسلحة في الثانية عشرة أو الثالثة عشرة وتحضرهم لعمليات القتل وتعتبر الفتيات ضمانات لإقامة التحالفات ووضع حد لعمليات الثأر من خلال تزويجهن".
وأكدت المدعية العامة من مكتبها الذي ينتشر عناصر الشرطة في كل زاوية منه أن المافيا "عرفت كيف توفق بين التقاليد القديمة والاتجاهات المعاصرة، فهي تؤسس الشركات وتتسلل إلى الأسواق المالية وتنخرط في المجتمع المدني ... لكن ليس في وسعها أن تمنع النساء من مشاهدة التلفاز أو تصفح الانترنت حيث يتم تناقل الأخبار".
وأوضحت إليزابيتا تريبودي رئيسة بلدية مدينة روزارنو التي تضم 15 ألف نسمة وترزح تحت وطأة أزمة قطاع الليمون وهيمنة العصابات على الاقتصاد المحلي أن "نساء المافيا الخاضعات لأوامرها يتشجعن عند رؤية أخريات يشاركن في الحياة السياسة ويدركن أن أبوابا أخرى تفتح لهن".
وتوفر الشرطة حماية متواصلة لرئيسة البلدية التي قررت بعيد انتخابها في العام 2010 أن البلدية "ستكون طرفا مدنيا في كل المحاكمات التي تطال المافيا".
ولا تؤثر التهديدات على رئيسة البلدية التي قالت "من الطبيعي أن كون ضد المافيا. فينبغي فرض القانون على الجميع، بغض النظر عن الهوية، وذلك بصفتي مسؤولة محلية".
وتكثف البلدية حملاتها في المدارس "لتظهر مساوئ المافيا وليس الصورة المنقحة التي تظهر فيها المافيا في المسلسلات".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر