تولوز ـ آكي
أكّدت فارسات وخبيرات بشؤون سباقات الخيول العربية الأصيلة مشاركات في المؤتمر العالمي لسباقات الخيول العربية في نسخته الرابعة التي تُقام في تولوز بفرنسا، الحاجة الماسّة لتشجيع الفارسات العربيات وضرورة دعمهن بعد أن بدأن بلعب دور بارز في عالم الفروسية على المستوى العالمي والعربي في مجال سباقات الخيول العربية الأصيلة
وشدّدن على أن سباقات الخيول وامتلاكها وتربيتها لم يعد شأناً ذكورياً، بل بات شغفاً لدى المرأة في العالم العربي والغرب على حد سواء
وفي ندوة مخصصة لبحث الصعوبات والمشاكل التي تواجه الفارسات السيدات في مضامير الخيول العربية حول العالم، تحدّثت فارسات وفرسان عرب شباب ومشرفات على سباقات دولية وعربية من مختلف أنحاء العالم عن تجاربهن وخبرتهن ورؤيتهن للمرأة في سباقات الخيول العربية الذي كان حكراً على الرجل طوال عقود
من جهتها أعربت لارا صوايا مديرة مهرجان الشيخ منصور بن زايد آل نهيان للخيول العربية الأصيلة مديرة المؤتمر ورئيسة السباقات النسائية بالاتحاد الدولي لسباقات الخيول العربية، عن تفاؤلها بمستقبل الفارسات العربيات وخاصة الإماراتيات، مشيرة إلى الدعم غير المحدود التي تلقاه الفارسات الشابات من مهرجان الشيخ منصور وكأس الشيخة فاطمة بنت مبارك وغيرها من النشاطات الرياضية التراثية التي تحظى برعاية إماراتية رفيعة
وخلال جلسة ضمت خبراء من حول العالم، تحدّثت فارسات وفرسان من الهواة والمحترفين عن التحديات والصعوبات والمشاكل التي تواجه الفارسة في هذا المضمار، واستعرضت المشاركات المؤهلات التي تتحلى بها المرأة الفارسة، وكيف أن عطفها ورحمتها تجعلها أكثر إيجابية في التعامل مع الخيل، الأمر الذي يجعل الخيل بدوره أكثر تجاوباً معها، وشددن على أن ذكاء الجواد العربي يجعله يميز من منظور نفسي مع من يتعامل معه، وأن للمرأة عموماً ميزات كبيرة عن الرجل في هذا المجال، وهو الأمر الذي أدى خلال السنوات الماضية إلى تميّز عدد من السيدات على مستوى العالم في مجال سباقات الخيول ومنهن سيدات عربيات
وأكّدت الفارسة العمانية سليمة تلي على وجود صعوبات غير محدودة أمام الفارسة، مشيرة إلى أن الأمر يعتبر تحدياً كبيراً لها، منوّهة بأن بعض المدربين يفضّلون رؤية فارسات يمتطين خيولهم بدلاً من الفرسان، فيما أشارت الفارسة الفرنسية ديلفين دوبويس إلى أن للفارسات حظ أوفر في الغرب مما هو عليه في العالم العربي، وأنه أمام الجميع الفرصة لإثبات قدرته سواء كان فارساً أم فارسة، فيما قالت إن التحدي الحقيقي هو في القدرة على إبراز الموهبة والقدرة على العمل الشاق
أما الفارسة النرويجية فيرونيكا اسكي، فأشارت إلى أن المهم هو أن تُثبت الفارسة قدرتها وموهبتها لا أن تسعى للفوز فقط، فيما اعترف بعض الفرسان من دولة الإمارات العربية بأن بعض الخيول تحتاج للمسة امرأة، وهو ما أيدّته الفارسة الاسترالية نيكيتا ماكلين التي قالت إن المسألة هو ليس القوّة بقدر ما هي مسألة لياقة وموهبة، وأن أي فارسة قادرة بالعمل الشاقّ محو الاختلافات بين الرجال والنساء
ويشار إلى أن المؤتمر يُقام في فرنسا برعاية الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويشارك فيه المئات من الخبراء من أكثر من 40 دولة من مختلف أنحاء العالم، يناقشون لثلاثة أيام تاريخ الخيول العربية ومستقبلها وكيفية صون عرقها ووسائل تعزيز مكانة الجواد العربي الأصيل والتعريف بقدراته الحقيقية.
ومن المفيد الإشارة إلى أن هناك ما بين 180 إلى 200 ألف جواد عربي في العالم وفقاً للمنظمة العالمية للخيول العربية الأصيلة (الواهو
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر