الرياض - المغرب اليوم
حققت سيدة الأعمال السعودية لبنى العليان أنموذجاً فارقاً في عالم المال والأعمال على مستوى السعودية والعالم العربي والغربي، حيث أن شهرتها لبنى لم تكن بسبب ما ورثته من مال وشركات عن والدها، بل لحبها للعمل وكفاحها وإصرارها على مواصلة طريق النجاح الذي استهله والدها، وسعيها الدائم والمتواصل لخدمة عائلتها والمساهمة في بناء اقتصاد بلادها ولرسم صورة للمرأة السعودية القادرة على خوض غمار الحياة الاقتصادية بكفاءة وعلى إثبات قدرتها على منافسة الرجال وحتى التفوق عليهم.
كانت أول وظيفة لـ "العليان" في بنك "مورغن غارنت" بنيويورك من عام 1979 إلى عام 1981، وبعد ذلك تزوجت وعادت إلى الرياض عام 1983، وهناك بدأت مسيرة العمل في مجموعة والدها، وبعد تخلي أحد مساعديه عن منصبه، حلت لبنى العليّان مكانه بتشجيع من والدها وإحاطة منه حيث صقلت شخصية سيدة الأعمال وتعلمت من نجاح والدها الكثير من الخبرات، وبعد ست سنوات في منصب المساعد، ارتأى الوالد أنها اكتسبت من الخبرة ما يمكنها من تحمل مسؤولية إدارة شركة العليّان المالية، فسلمها منصب الرئيس التنفيذي لتكون بذلك أول امرأة سعودية تصل إلى هذا المنصب الإداري الرفيع في المملكة.
وعُرفت لبنى العليان في المملكة وفي العالم بفطنتها في مجال الأعمال وتفانيها في العمل وتمسكها بتحقيق أهدافها، ومن خلال منصبها كرئيس تنفيذي لشركة العليّان أصبحت تشرف على حوالي أربعين شركة تابعة للمجموعة داخل السعودية وخارجها، وتقود شركاتها من نجاح إلى لآخر بالتعاون مع بقية أفراد العائلة فأخوها الأكبر خالد العليان يشتغل في إدارة المجموعة بالرياض وشقيقتاها حذام وحياة، الأولى تدير مكتب نيويورك، والثانية تدير مكتب لندن.
وخلال مشوارها المهني حصدت العليّان مجموعة هامة من الجوائز والأوسمة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، فعلى سبيل الذكر لا الحصر، فازت عام 2004 بجائزتين للإنجاز في حقل الأعمال؛ الأولى تسلمتها في نيويورك من جمعية المصرفيين العرب في أميركا الشمالية، وقبلها بيومين حظيت بلقب "سيدة الأعمال لعام 2004" في حفل تسليم جوائز الإنجاز في حقل الأعمال العربي في دبي. وتم اختيارها من قبل مجلة "أرابيان بيزنس" الاقتصادية كثاني أقوى شخصية نسائية عام 2011 ضمن قائمة أقوى 100 سيدة عربية، وحظيت بالوسام الملكي السويدي للنجم القطبي من الطبقة الأولى من قبل ملك السويد كارل السادس عشر غوستاف عام 2012، وذلك نظير الجهود التي بذلتها في تعزيز العلاقات بين المملكة العربية السعودية والسويد، كما أشاد السفير السويدي بجهودها في مجالات العمل الخيري والتطوعي.
وفي عام 2005 اختارتها مجلة "تايم" البريطانية كواحدة من أكثر مائة شخص في العالم نفوذا، واختارتها مجلة "فوربس" لعدة سنوات في مراتب متقدمة ضمن قائمة الـ 100 سيدة من أكثر النساء تأثيرا في العالم، وهذه السنة احتلت المرتبة الثانية في هذه القائمة، فكانت بهذه التكريمات مثال المكافحات والناجحات واللبنة الأولى لمفهوم سيدة الأعمال السعودية، وهي تتحمل مجموعة من المسؤوليات الرفيعة في أكبر المؤسسات إلى جانب منصب الرئيس التنفيذي الأعلى لشركة العليّان المالية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر