مبادرة بلاصتي المرأة التونسية تعيد اكتشاف محيطها
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

مبادرة بلاصتي المرأة التونسية تعيد اكتشاف محيطها

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مبادرة بلاصتي المرأة التونسية تعيد اكتشاف محيطها

تونس - المغرب اليوم

فتيات ونساء من مختلف الأعمار والتوجهات أغرتهن الكاميرا لأخذ صور لأماكنهن المفضلة في تونس العاصمة. تختلف الأماكن وزوايا الصور، ولكن تتفق النساء المشاركات في مبادرة فنية متميزة أطلق عليها أصحابها اسم "بلاصتي" أي مكاني باللهجة التونسية. وتسعى هذه المبادرة لإعادة اكتشاف محيط المرأة المكاني والاجتماعي والاقتصادي والثقافي وحتى السياسي. وتقول أنيا بيتش، المصورة والكاتبة البرلينية والمسؤولة عن إدارة مشروع "بلاصتي" في حوار مع DW عربية، أن المبادرة "عبارة عن مشروع فني عمومي"، يشارك فيه الجميع. وتؤكد أنيا بيتش أن مبادرة ‚بلاصتي' "تعطي الكلمة للنساء التونسيات"، مؤكدة أن "لكل امرأة مشاعر ونظرة خاصة تجاه محيطها. وتضيف أنيا بيتش أن النساء المشاركات "يحاولن في إطار هذا المشروع اكتشاف أنفسهن ومدينتهن من جديد". أما شريكتها في المبادرة الدكتورة مريم ستوك، المستشارة البيداغوجية لمشروع "بلاصتي"، فتقول في حديثها لـ DW عربية، "أن هذه المبادرة النسوية تحاول إدماج المرأة في محيطها وفضائها العام انطلاقا من شخصيتها وثقافتها وتوجهاتها". وتبرز أن المبادرة تهدف إلى "إعطاء الكلمة للنساء، وفي نفس الوقت تيسير التواصل بين نساء من مشارب ومناطق مختلفة". وتؤكد الدكتورة ستوك المتخصصة في الجغرافيا والتي تعمل في مجال المرأة والوسط الحضري، "أن المشروع كان في البداية مقتصراً على تونس العاصمة. ولكن أمام النجاح الذي وجده الموقع الإلكتروني المخصص للمبادرة وتفاعل نساء من مناطق أخرى معه، قررنا فتحه لإسهامات نساء من خارج العاصمة".الكلمة للنساء وعرفت فكرة المشروع طريقها إلى التنفيذ بعد أن قررت أنيا بيتش، التي سبق وأن نفذت مشروعاً فنياً نسائياً في دمشق، ومريم ستوك التي أعدت رسالة الماجستير حول "المرأة والفضاء العام في تونس" الاستفادة من تجارب بعضهما البعض. ليثمر هذا التعاون إخراج مبادرة "بلاصتي" إلى الوجود. وقد تم تنفيذ مبادرة "بلاصتي" بدعم من معهد العلاقات الثقافية الخارجية الألماني (ifa). وتسهر جمعية رؤى اجتماعية (SocialVisions)، وهي منظمة غير ربحية يوجد مقرها في برلين، بالاشتراك مع مؤسسات اجتماعية محلية تونسية على إنجاح هذه الفكرة. ثلاث مراحل، وفضاءات مختلفة وتتكون المبادرة حسب الساهرين عليها من ثلاثة مراحل وفي فضاءات مختلفة، الموقع الإلكتروني وورش التصوير والمعرض الفني. وتقول صاحبات الفكرة أن الموقع الإلكتروني للمبادرة، مكّن العديد من النساء والفتيات من نشر صور الأماكن المفضلة لديهن وتنزيلها على الموقع وعلى الخريطة وإرفاقها بتعليق صغير. ويتيح موقع المبادرة لمتصفحيه فرصة التعرف على العديد من الأماكن الخاصة بفتيات ونساء من تونس، حيث تقدم كل واحدة منهن مكانا خاصا بها من زاوية معينة. ونتيجة تفاعل العديد من الفتيات مع المشروع بدأت خريطة تونس العاصمة المنشورة على الموقع تزدان بصور النساء وأماكنهن المفضلة.وتوفر ورشات التصوير فرصة للمشاركات في المشروع لتعلم تقنيات التصوير الشمسي لإنجاز صور حول النساء في الفضاء العام في تونس ونظرتهن لمحيطهن من شوارع وأزقة ومقاهي ومنازل وساحات وغيرها. وتستضيف دار الفنون بأريانة هذه الورشة الفنية التي تجري أيضا داخل المدينة العتيقة أو ضواحيها أو في الأسواق العامة والأحياء. بالإضافة إلى عدد من الأماكن التي تختارها المشاركات. ويلاحظ الزائر لفضاء دار الفنون بأريانة حركية كبرى ونشاط يغري بالمشاركة في هذه الورشة. وتحرص المشرفات على المبادرة على إذكاء روح الفريق لدى المشاركات عبر جملة من الألعاب الهادفة التي تسبق عادة انطلاق العمل في الورشة. وبخصوص محاور هذا العمل الفني، تقول نهاد خليفة، إحدى المشاركات في المبادرة في تصريح لـ DW، "إن التصوير الشمسي يمكنها من التعبير عن آرائها وأفكارها وتمرير رؤيتها الخاصة عن المحيط الذي تعيش فيه". وتضيف نهاد، الطالبة الجامعية في تخصص اللغة الألمانية "أنها تعمل على "تنفيذ فكرة فنية تعتبر تونس بلداً رائعاً وجميلاً، وأنه على كل الناس مهما كانت اختلافاتهم الفكرية أن يتكاتفوا لبنائه والمحافظة عليه". التعبير عن الذات وتعتبر هذه الورشة ليس فضاء لتعلم تقنيات التصوير فقط بل فضاء أيضاً للتواصل مع الآخرين والتعبير عن الذات. وترى أمينة غراد، طالبة لغة إنجليزية "أن المبادرة تحاول أن تساعد الفتيات والنساء على التواصل فيما بينهن ومع محيطهن. كما توفر فرصة للمشاركات لتقديم أفكارهن ونظرتهن عن المحيط الذي يعشن فيه". وتصف أمينة هذا المشروع بالمتميز لأنه يمكّنها ورفيقاتها من ترك "بصمتها عبر الصورة" ولا يحاول أن يفرض عليها زاوية معينة لمعالجة الرسالة التي تريد التعبير عنها. كما تؤكد أنه "لا أحد يفرض عليها فكرته أو رأيه بل يتم ترك مساحة للمشاركة من أجل التعبير بحرية عن وجهة نظرها ورؤيتها الخاصة المختلفة عن رؤية المشاركات الأخريات."وإذا كان بعض المشاركات يحاولن التعبير عن موضوع ومكان ما، فإن البعض منهن يعاود اكتشاف الأمكنة المحيطة بهن من زاوية جديدة. وتقول مريم التواتي، طالبة بالمرحلة الأولى بمعهد الفنون الجميلة بتونس، في هذا السياق، "إن المشروع في حد ذاته إعادة لاكتشاف الأزقة والزخارف التي تحيط بنا في المدينة ومناسبة لبناء نظرة جديدة عنها وتقديمها للآخر". وتستحسن مريم الطريقة المعتمدة لتنشيط الورشات، والتي دائماً ما تسبقها أنشطة وألعاب لبناء روح الفريق. وتسهر أنيا بيتش ومريم ستوك على تنشيط الورشات في جو من الحيوية مؤكدتان على أن بوادر نجاح المشروع يشعرهما بالبهجة. وستتواصل فعاليات هذه الورشة الفنية حتى أواخر شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، حيث ستختتم بمعرض جماعي للمشاركات في المشروع في الـ29 منه بفضاء المكتبة الوطنية في قلب المدنية العتيقة بتونس العاصمة. وتؤكد المشرفتان على المبادرة على أن المعرض "سيقدم للجمهور العريض رؤية نسائية ذاتية للفضاء"

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مبادرة بلاصتي المرأة التونسية تعيد اكتشاف محيطها مبادرة بلاصتي المرأة التونسية تعيد اكتشاف محيطها



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 02:07 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"ذا أوبيروي بيتش ريزورت"يدعو ضيوفه للاستمتاع بموسم الأعياد

GMT 04:24 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

روسيا تواصل حصد الذهب في بطولة أوروبا للجمباز

GMT 18:46 2019 الجمعة ,12 إبريل / نيسان

خمسة كواكب داعمة خلال الشهر

GMT 10:10 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

بدوي يؤكّد استعداد مصر لطرح السيارات الكهربائية

GMT 04:11 2019 الأحد ,06 كانون الثاني / يناير

أهمّ وأجمل المَعالِم والوجهات السياحية في ساوثهامبتون

GMT 21:38 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

الرجاء يؤهل نناح ونغا لخوض الديربي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya