الرياض ـ عبدالعزيز الدوسري
في السعودية تبلغ نسبة حاملي الشهادات الجامعية من النساء ستين في المئة، ولا يعمل منهن سوى خمسةَ عشرة في المئة فقط لأسباب جمة، ما دفع بإحدى الشركات للعمل عبر الإنترنت كهمزة وصل بين الشركات والنساءِ الراغبات في العمل.
تعاني نساء كثيرات في العالم العربي من صعوبات إيجاد فرص في سوق العمل رغم الكفاءات التي يتمتعن بها، ووضع المرأة في المملكة العربية السعودية أكثر تعقيدا. مؤسسة جلو وورك Glowork، التي تتخذ من العاصمة السعودية موقعاً لها، تركز بالتحديد على موضوع تشغيل المرأة السعودية نظرا لما تقابله من صعوبات، فمؤسسو الشركة الأربعة يعرفون ذلك من تجارب سابقة، إذ يكاد يكون من المستحيل تشغيل المرأة في معظم الأحيان. ويزيد الأمر تعقيدا أنه غير مسموح للمرأة السعودية بقيادة السيارة، كما أنه من الصعب عليها استخدام وسائل المواصلات العامة، لذلك تضطر الموظفة لإنفاق معظم دخلها لتوفير سائق يقود لها السيارة.
خالد الخدير، أحد مؤسسي الشركة يعتقد أن الأمر ليس "مسألة تمييز بين الجنسيين بل مسألة ثقافة وتقاليد سائدة. فكثيرا ما أسمع أرباب العمل يقولون: لا نعرف كيف نصل إلى المرأة السعودية ونفس الشيء ينطبق على المرأة، فهي لا تعرف كيف تصل إلى الوظيفة".
المشكلة إذاً تتمثل في الحاجز القائم بين رب العمل والباحث عن عمل، في رأي الخدير، ولذلك فـ"الهدف من الشركة هو تذليل هذه العقبة."
وتلعب شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، كالفيسبوك وتويتر، دورا محوريا في مجال عمل الشركة، فهذه الوسائط غيرت مسار الحياة وفرضت نفسها في الشركات بما فيها الشركات السعودية المحافظة التي تفصل بين الجنسين.
وفي هذا الإطار، تشكل شركة جلو وورك قاعدة وساطة لتأمين العمل عبر الإنترنت، وقد حققت هذه الشركة صدى جيدا، ففي فترة قصيرة قامت 13 ألف امرأة بتحميل سيرتهن الذاتية. عبر صفحة إنترنت بسيطة جداً، يمكن للسيدات التسجيل وتحميل سيرتهن الذاتية ويقوم أصحاب العمل بتقديم وظائفهم للسيدات أو يبحثون بأنفسهم عن سير ذاتية لهن. وبهذا يتم التغلب على الحواجز الثقافية، بالإضافة إلى الحلول التي تقدمها الشركة للسيدات الراغبات بالعمل من منازلهن.
معظم العاملين في جلو وورك حالياً هم من النساء، لم يرغب جميعهن في الظهور أمام الكاميرا، لكن واحدة منهن كانت مستعدة للحديث حول ما يعنيه لها أنها قد وجدت عملاً. تقول نوف عبدالله إن العثور على عمل "يجعل المرء أكثر قوة وفعالية في المجتمع".
لقد أصبحت جلو وورك مع الوقت تتلقى دعماً من قبل وزارة العمل السعودية. وهذا النجاح يرفع سقف طموحات مؤسسي الشركة، إذ يقول خالد الخدير: "سيكون لنا شركاء في العمل من الرجال ربما. من يعرف. فإذا ما استطعنا حل مشاكل النساء، فسوف نستطيع الانتقال لحل مشاكل الرجال في السعودية أيضاً". (خدمة DW).
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر