باريس ـ المغرب اليوم
أكدت رئيس "فدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة المغربية" فوزية العسولي أن لبلدان الربيع العربي وعموم المنطقة حضورًا قويًا في كل المحطات السياسية الأساسية، ما كان له تأثير على جعل قضية حقوق الإنسان قضية رئيسية في أجندة كل الفاعلين السياسين.
واستطردت العسولي خلال افتتاح أعمال الندوة الدولية، الجمعة، في أحد فنادق الدار البيضاء، عن موضوع "الحقوق الإنسانية للنساء: أي آفاق سياسية في بلدان الربيع وعموم المنطقة؟"، والتي ستسمر على مدى يومين، قائلة: "إن الحركة النسائية في المغرب اضطلعت بدور رئيسي في تفعيل المكتسبات الدستورية٬ وإنجاز أوراش الإصلاح الكبرى الرامية إلى ترسيخ الدمقراطية والمساواة، والنهوض بأوضاع النساء الاجتماعية والحقوقية".
واعتبرت رئيس "فيدرالية الرابطة الديمقراطية" أن هذا الحضور جعل من النساء قوة اقتراحية كان لها إسهامها الملحوظ في الحراك الاجتماعي الذي عرفه المغرب إثر التحولات العميقة التي عرفتها المنطقة٬ مشيرة إلى أنها تراهن اليوم على تفعيل المكتسبات التي جاء بها الدستور الجديد لصالح المرأة٬ وتحصين الإنجازات التي راكمتها الحركة النسائية خاصة في المجالين السياسي والحقوقي.
وذكرت العسولي أن ندوة الجمعة، هي مناسبة للوقوف على المستجدات التي تشهدها البلدان العربية على ضوء الانتقالات السياسية التي تمر بها٬ لا سيما في ما يتعلق بموقع النساء ضمن حركية تلك المجتمعات نحو بناء ديمقراطي يضمن العدل والمساواة لأطياف المجتمع كافة.
أما الأستاذ جامعي محمد عصيد، فأكد من خلال مداخلته أنه في المغرب لم يتم الوصول إلى كل الضمانات رغم اتخاذ بعض الخطوات الإيجابية، مشيرًا إلى أن الأمر يتعلق بأزمة ثقة في المؤسسات، ولا يمكن لأحد أن ينكر ذلك.
ويرى عصيد أن أزمة الثقة في المؤسسات عمقتها الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والبطالة والتنافسية الانتخابية، مضيفًا أن الانتخابات السابقة لم تستطع إعطاء الشرعية، ما نتج عنه عزوفًا عن التصويت في الانتخابات التشريعية.
وانتقد عصيد التيار الإسلامي الحزبي، بدعوى أنه يريد إفراغ المضمون السياسي من مدلوله، وإعطاء حقوق الإنسان تعريفًا مغايرًا، خوفًا من أن يؤكدوا أنهم ضد حقوق الإنسان.
وتقدم الأستاذ الجامعي بمقترحات عدة، من ضمنها عدم التخلي عن منظومتنا لإصلاح التعليم، وأن تكون مطابقة لحقوق الإنسان وللتقاليد، موضحًا أنه من خلال قراءته للمقررات الدراسية لاحظ أنها ما زالت تعرف تعثرات وارتباكًا وتناقضات وصفها بالخطيرة، ولا تسمح بتربية سليمة، ومن شأنها أن تخلق لدى المتعلمين اضطرابًا نفسيًا.
أما على مستوى الإعلام فيرى عصيد أنه لا بد من معركة لاستقلال الإعلام عن تكتيكات السلطة، حتى يكون الإعلام مرآة للمجتمع.
وألح عصيد من خلال مقترحاته على ضرورة كتابة تاريخ المغرب، وإعادة قراءته لتحقيق المساواة بين المواطنين.
ويأتي اللقاء، حسب أعضاء الفيدرالية، في سياق الديناميكية التي تشهدها الحركة النسائية في المغرب على الخصوص٬ والتي "أدت إلى حضور مطالبها ضمن حركية المجتمع في اللحظات الكبرى للمطالبة بالتغيير٬ كما أدت إلى تحقيق بعض المكتسبات المهمة في الساحة الوطنية بشكل متميز مقارنة بتجارب بلدان أخرى".
واعتبرت الأعضاء أن "إصلاح منظومة العدالة وإقرار هيئة المناصفة والكثير من التشريعات ذات البعد البنيوي٬ إضافة إلى الإصلاحات الخاصة بميادين الإعلام والتواصل وتداول المعلومات والتعليم والتكوين تمثل أوراشًا ضخمة لها أثر كبير على قضية الكفاح من أجل المساواة.
ويشارك في الندوة الدولية شخصيات وخبراء في مجال المرأة وحقوق الإنسان من كل من تركيا وتونس ومصر وليبيا، اعتبارًا لما تملكه هذه البلدان من تجارب تستدعي التفكير والمقارنة والتقييم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر