موناكو - أ.ف.ب
قالت الممثلة جريس كيلي عام 1954، وهي تطل على موناكو في سيارة مكشوفة، إلى جانب كاري جرانت “هل من مكان في العالم أجمل من هذه الجنة!”. ومنذ ذلك العام، وجريس كيلي هي أفضل سفيرة لهذه الإمارة. وقال جيوم روز مدير هيئة السياحة لإمارة موناكو “إن هذه العبارة في مشهد من فيلم تو كاتش إيه ثيف (إخراج هيتشكوك وبطولة جريس كيللي) هي أكبر إعلان في التاريخ بالنسبة لنا”. والتقت الممثلة الشقراء جريس كيلي رمز المرأة المثالية، التي أبرزها آلفريد هيتشكوك في صورة المرأة الباردة الأنيقة التي تخفي طابعا ناريا، زوجها الأمير رينييه في 1955 على هامش مهرجان كان للفيلم. وتزوجا عام 1956 لتضع حدا لمسيرتها الفنية في أوج مجدها الفني، وهي ما زالت في السابعة والعشرين.
وقال جيوم روز “لم تخفت صورة الأميرة جريس أبدا، حتى بعد مرور 30 عاما على وفاتها”، في حادث سيارة على أحد الطرقات الملتوية بموناكو في 14 سبتمبر 1982 عن 52 عاما. وأضاف أن صورة الأميرة تحيي في النفوس الحنين إلى فترة الخمسينيات، لأنها “كانت رمزا لمرحلة من الازدهار المطلق.. كانت تجسد الأناقة بكل معاني الكلمة”.
وحافظت أسطورة الأميرة الرائعة الجمال بفساتينها التي تعود إلى فترة الخمسينات من القرن الماضي على سحرها كاملا طوال العقود الثلاثة الماضية. وخلال سهرة أقيمت بشهر يوليو الماضي في كابري لاستقطاب رجال الأعمال الإيطاليين إلى موناكو، زين رئيس البلدية مدينته بصور للأميرة التقطت عام 1959.
كما تنقل معرض يستعيد مسار نجمة هوليوود التي أصبحت أميرة، بعد انطلاقه في موناكو عام 2007 في الذكرى الخامسة والعشرين على رحيلها، إلى باريس وموسكو ولندن وروما وساو باولو وتورونتو. واستقطب في محطته الأخيرة باستراليا هذه العام استقطب 153 ألف زائر.
وقال مدير هيئة السياحة “لطالما جسدت شخصيات ساحرة ترمز إلى الشجاعة أو العفوية خلال مسيرتها كممثلة”. وأضاف جيوم روز أنه “عندما أصبحت جريس أميرة.. استقطبت الجميع إلى هنا” من خلال تطوير المناسبات الثقافية. وكانت إمارة موناكو في الخمسينات تواجه صعوبة في الخروج من آثار مرحلة ما بعد الحرب. وهي مرحلة يتردد فيه المرء في إبراز ثروته. ثم شهدت موناكو التي اشتهرت باسم “الصخرة” ازدهارا سريعا. وأضاف جيوم أن “الأميرة ترمز إلى الثقافة، فهي فنانة وهبت نعمة الحياة وخلفت وراءها نفحة من الحياة والسحر طغت على واقعية الأمير رنييه المجردة”.
وقالت لويزيت ليفي-سوسان إتزاليو المساعدة الشخصية للأميرة طوال 19 عاما “أضفت الأميرة بريقا وألقاً على موناكو، ما إن ترجلت من السفينة التي نقلتها من الولايات المتحدة”. وأضافت “لقد طوت صفحة مسيرتها الفنية، إلا أنها ظلت وفية جدا لأصدقائها، فقد استقبلت بانتظام فرانك سيناترا وجاري جرانت وآفا جاردنر وليز تايلور وريتشارد بورتون وديفيد نيفن وآلفرد هيتشكوك”. وأوضحت مساعدتها السابقة أن الأميرة “أتت من عالم مختلف. فقد قدمتها السينما على أنها باردة وبعيدة، إلا أنها كانت مفعمة بالحماسة ومهتمة كثيرا باكتشاف هذه الحياة الجديدة”، مشيدة “بحس الفكاهة الكبير الذي كانت تتمتع به”. وشددت على أنها “كانت ممثلة محترفة أميرة محترفة أيضا، فقد كرست نفسها لدورها كأم لكل سكان موناكو” فأنشأت المؤسسات الخيرية ودور الحضانة “وعند وفاتها رأيت الحزن يعم موناكو”.
ويصادف غدا الجمعة يوم إحياء ذكرى وفاتها. وستجتمع عائلتها بعيدا عن الأضواء في القصر. أما نجلها الأمير آلبير الثاني فسيحضر السبت عرض فيلم “تو كاتش إيه ثيف” بنسخة جديدة (بلو-راي) موجهة إلى الأجيال الجديدة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر