الرباط - المغرب اليوم
أكّدت عارضة الأزياء ماجدة، 22 عامًا، من الدار البيضاء، أنّها ""وجدت إعلان عن تقديم عرض "كاستينغ" لعارضات الأزياء في احدى الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، تواصلت معهم وأرسلت لهم بياناتي الشخصية وبعض الصور"، واعتقدت ماجدة أن الإعلان حقيقي، مضيفة "تلقيت مكالمة هاتفية من شخص يدعي أنه مسؤول كاستينغ، طلب مني أن أرسل له صورة عارية لي و أخبرني أن هذا الإجراء طبيعي اذا أردت أن أشارك في عرض هام للشركة"، وبعد مدة قصيرة من إرسالها لصورتها بدأت تتلقى ماجدة رسائل ابتزاز لتكتشف أن الإعلان غير موجود.
وأضافت ماجدة أنّه "طلب مني أن أرسل له مبلغ 20 ألف درهم مقابل أن لا ينشر صورتي عارية على مواقع التواصل الاجتماعي"، وترفض التوجّه إلى شرطة بسبب خوفها من أن تكتشف عائلتها ذلك، وتحكي بنبرة مستاءة "أنا متأكدة من أن أخي سيقتلني إذا علم بذلك، لا أحد سيتفهمني، لأني مذنبة".
وتقطن يسرى، اسم مستعار، في مدينة المحمدية في المغرب، وتعمل عارضة أزياء وتبلغ 19 عامًا، تعيش موقفًا مشابهًا لماجدة منذ فترة، وتقول في حوارها مع "DW عربية" إنّه "طُلب مني إجراء المقابلة على برنامج التواصل "سكايب" ، وقال لي أحد المسؤولين في شركة تهتم بعروض الأزياء إنه من الضروري أن أتعرى ليتأكد من أن جسدي مناسب للعرض، "تطلق تنهيدة عميقة وتواصل حديثها أنّه "بعد المقابلة على "سكايب" أصبح يطلب مني أن أرسل له المال ويهددني أنه في حالة رفضت سينشر الفيديو على مواقع إباحية، لأكتشف بعد فوات الأوان أن لا وجود للوكالة وأن الصفحة التي نشر فيها الإعلان لم تعد موجودة".
يسرى وماجدة، هما نموذجان للعديد من الحالات الموجودة في المغري، واللاتي يتخوفّن من الفضيحة ويفضّلن التسوية بشكل ودّي وسرّي مع المبتز بدون أن تكتشف عائلاتهن الأمر، بحسب رضى الكبير نائب رئيس جمعية حماية ضحايا "الويب كام" ومحاربة الابتزاز، وتحاول الجمعية مكافحة هذه الظاهرة، وهي تحاول حذف صور الضحايا التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى اليوتيوب ، ويشير رضى الكبير إلى أن الجمعية "تحاول التواصل مع المبتز وتوضح له أن ما يقوم به يعاقب عليه القانون"، مشددًا على أن الجمعية "تحاول جاهدة حل المشكلة بسرية وذلك بطلب من الضحية التي تتخوف من لجوء إلى القضاء بسبب الفضيحة".
ويعتبر الكبير "أن عارضات الأزياء المبتدئات والمهووسات بمجال الأزياء هن ضحايا يسهل خداعهن من طرف المبتز موضحا أن هوسهن يدفعهن للثقة في أي شيء حتى وإن كانت صفحة وهمية لذلك لا يكلفن أنفسهن عناء التأكد من اذا كانت هذه الوكالة موجودة فعلا، تخوّف الفتيات من العار والفضيحة يدفع بعضهن إلى الانتحار"، منوّهًا إلى أن الجمعية تتواصل مع أزيد من عشر حالات ضحايا ابتزاز يوميا.
وعن كيفية حماية عارضات الأزياء في المغرب من الابتزاز؟ يقول واليم عماد الدين مسؤول الكاستينغ ومدير مسابقة ملكة الجمال ستار بلادي في المغرب في حواره مع DW عربية، "إن دولة ينبغي أن تحمي العارضات وأن تفعل قانون ينظم مجال عروض الأزياء في المغرب"، وأشار واليم إلى أنه ينبغي تشديد المراقبة على هذا المجال معربا عن امتعاضه من تعرض عارضات للابتزاز والتحرش الجنسي من طرف من يستغل هوسهن بأن يصبحن من المشاهير، وأضاف "أنه أصبح من الممكن لأي أحد أن ينشئ صفحات وهمية وينشر إعلانات لوكالات وهمية تبحث عن عارضات أزياء بسبب غياب المراقبة".
وأوضح الخبير القانوني محمد الحسنى الإدريسي في حواره مع DW عربية أن هناك ما يصطلح عليه "قانون الحق في الصورة" الذي يعتبر الصورة الملتقطة لأي شخص هي جزء من حياته الخاصة لا يمكن انتهاكها من طرف الآخرين، مضيفا أن نشر صورة مأخوذة لشخص بدون إذنه يعتبر اعتداء على الشرف والاعتبار الشخصي، وبحسب الخبير القانوني فإن ذلك يعتبر تهديدا بحسب الفصل 425 وما يليه من القانون الجنائي المغربي وما يترتب عنه من ابتزاز ومحاولة الثراء على حساب الغير، معتبرًا أن هذه المقتضيات القانونية تشكل حماية للأشخاص من التعرض لمثل هذه الأفعال المشينة . وشدد الخبير القانوني على ضرورة تقديم المعني بالأمر شكوى في الموضوع إلى الجهات القضائية المختصة.
وأضاف الحسنى الإدريسي أنه يمكن للجمعيات الفاعلة في الميدان الدفع في اتجاه التنظيم الجيد للقطاع بفرض توقيع عقد كتابي مع المعنيات قبل القبول بالتقاط صور لهن وتحديد مسؤوليات الجهات المتعامل معها في حال تسريب تلك الصور أو استعمالها للابتزاز .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر