غزاوية تتحدّى التقاليد المُحافِظة وتُمارس الملاكمة بدعم عائلتها ومُدرّبها
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

غزاوية تتحدّى التقاليد المُحافِظة وتُمارس الملاكمة بدعم عائلتها ومُدرّبها

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - غزاوية تتحدّى التقاليد المُحافِظة وتُمارس الملاكمة بدعم عائلتها ومُدرّبها

الشابة هبة عبيد
غزة - المغرب اليوم

رغم التقاليد المحافظة ونظرة المجتمع السلبية إلى ممارستها لرياضة تتطلب الكثير من القوة فإن الشابة الغزاوية هبة عبيد تصرّ على ممارسة الملاكمة بدعم عائلتها ومدربها، حالمة بالألقاب العالمية.

تتجوّل الشابة هبة عبيد (20 عاما) بزيّها الرياضي وقفازاتها الضخمة داخل نادي خدمات البريج وسط قطاع غزة، إذ تستعد لتمرين لعبة الملاكمة مع مدربها، وتجري تمارينها بأنفاس قوية متتالية وتركيزها العالي للتعليمات مع إصرار بداخلها على الاستمرار.

وذكر تقرير لموقع DW، أن الرياضة هي موهبتها وتخصصها الجامعي اختارت أن تغامر في الملاكمة وتنضم لدورة تدريبية لكي تصبح ملاكمة وتنافس دوليا، حيث قالت هبة عبيد عن الملاكمة خلال حديثها مع DW عربية: "الملاكمة تحتاج إلى قوة وذكاء وتركيز في تصدي وتوجيه الضربات للاعب الذي أمامك، أحب الرياضة من الطفولة ولدي عدة أنشطة رياضية، لكن هذه اللعبة بالذات كانت مغامرة وما زلت مستمتعة بهذه المغامرة بتطوير قدراتي على مدار الثلاثة أشهر السابقة".

ورغم صعوبة هذه الرياضة التي يمكن أن تصبح نزالاتها دموية في بعض الأحيان، فعقبة انتقاد المجتمع لكونها لاعبة ملاكمة هي الأكبر بالنسبة لها، والتي أدت إلى توقفها عن اللعب لفترة ومن ثم العودة مرة أخرى.

تتذكر هبة ذلك قائلة: "تعرضت للكثير من الانتقادات من بينهم صديقاتي وغيرهن الذين يعتبرون اللعبة للشباب فقط ولا يفضل أن تلعب الفتاة ملاكمة أبداً، وانتقاد الشباب لي في كل مرة أذهب الى النادي عندما يروا معي قفازات الملاكمة بأن اللعبة ليست لي ولكنها لهم". تصمت هبة قليلاً وتتحسس قفازاتها الضخمة وتضيف قائلة: "جعلوني أتوقف عن التدريب وأنسحب منه، ولكن تشجيع المدرب جعلني أعود مرة أخرى للعب".

وتوضح الملاكمة الفلسطينية الشابة أن التعليقات التي تتعرض لها من الواقع أكثر من "فيسبوك" بكثير، "فالعديد من صديقاتي جعلوني أخاف من اللعبة بأنها قد تصيب وجهي بتشوه من الضربات".

وتقول هبة مضيفة: "المجتمع قاسٍ بطبعه على الفتاة لأنه لا يتقبل وجودها في رياضة مثل هذه، ولكني لا أهتم كثيرا للتعليقات لأن أهلي موافقين على ما أقوم به".
رغم الانتقاد الواسع من المجتمع والذي يقسى عليها كثيراً، تجد هبة حضناً دافئاً بين عائلتها التي تشجعها، حيث تتمسك والدتها برغبة ابنتها في هذه اللعبة وتشجعها على المشاركة في مسابقات دولية.

عن ذلك تقول صبحية أبو قينص (41 عاماً)، والدة هبة: "طلبت لابنتي جواز سفر لكي تشارك في أي مسابقة دولية، ولا زلت أشجعها رغم الانتقاد للعبة، فأنا أرى ابنتي عندما تخرج وأعلم ماذا تفعل لهذا لا أهتم للمجتمع ولما يقوله، ولكن أحافظ على ابنتي بنصائحي لها دائما ودعمها المستمر".

كما وتعتبر هبة "فيسبوك" من الأدوات المهم بالنسبة لها لأنها ترى أن الناس عرفوا أنها لاعبة ملاكمة من خلاله، قائلة: "أنشر صوري بشكل مستمر على الفيسبوك وعائلتي خارج غزة عرفوا بلعبتي وأعجبوا بها كثيراً، بالإضافة إلى أن التواصل المستمر مع اللاعبات في الخارج أستفيد منه كثيراً ويشجعني على الاستمرار".

هذا وتعتبر هبة من أقوى اللاعبات والتي كان عددهن 45 لاعبة لكن عددهن تقلص إلى ست لاعبات في النادي بسبب نظرة المجتمع ورفضه للعبة، حيث تمتلك هبة يد قوية في اللعب وذكاء في حماية نفسها من الضربات.

ويعود سبب تركيزها إلى غياب أدوات الحماية التي يجب ارتداؤها خلال اللعب، بالإضافة إلى عدم وجود حلبة بسبب قلة الإمكانيات، إذ تقول: "انتبه جيدا للضربات، لأنه لا يوجد واقي رأس أو درع يحمي البطن وحتى واقي لفك الأسنان، هذا الأمر يجعلني حريصة أكثر على نفسي لكي أكون مركزة خلال اللعب لعدم إصابتي بكسر من عدم وجود حلبة تحمينا خلال اللعب".

وفي نهاية حديثها أشارت هبة الى طموحها في الملاكمة قائلة: "الخوف يراودني كثيراً في هذه اللعبة بسبب المجتمع، ولكني أتمسك بحلمي بأن أمثل فلسطين في مسابقات دولية في مختلف المحافل ورفع اسمها كأول ملاكمة تفوز في منافسات خارجية، وسوف أستمر الى حين تحقيقه".

من جانبه يتابع مدربها عماد سعود (35 عاماً)، الذي يشجعها دوماً على الاستمرار في ممارسة الملاكمة، مع اللاعبات بشكل مستمر ويعطيهن نصائح لمواجهة تعليقات وانتقادات المجتمع بمواصلة اللعب والفوز وتحقيق طموحهن. وذلك من خلال عدم الاهتمام للتعليقات وتجاوز كل شيء سلبي يؤثر عليهن، حيث يعقد ثلاثة لقاءات تدريبية في الأسبوع الواحد وكل لقاء مدته ساعة ونصف الساعة.

ويرى سعود أن تدريبات الملاكمة كانت تحدي كبير لخوفهم من عدم تقبل الفتيات لها، ولكنها نجحت بوجود لاعبات على الرغم وجود معيقات أخرى كثيرة: "من أهم المعوقات هي عدم الالتحاق بفرص المشاركة دولياً كأول فتيات ملاكمة من غزة بسبب إغلاق المعبر، إضافة إلى ذلك عدم وجود الأدوات الأساسية الواقية للجسد أثناء اللعبة لكي تستطيع الفتيات التأقلم والتكيف بوجودها خلال اللعب". لكن على الرغم من هذا كله لازالت هبة تواظب على حضور التمارين بشكل مستمر ويرى المدرب فيها لاعبة قوية تستطيع المنافسة دوليا ولديها قدرة على الفوز فيها.

بدوره تحدّث الخبير الرياضي أيمن وادي (45 عاما) عن نظرة المجتمع القاسية للفتاة الرياضية والتي يعتبرها شيئاً منافياً للعادات والتقاليد على الرغم من تساوي الفتاة والشاب في هذه النقطة وهي نصف المجتمع لديها حقوق في كل المجالات، قائلا: "الخناق يزداد على الفتاة في جميع المجالات على الرغم من أن الرياضة أمر عادي في الخارج، ويجب نشر ثقافة الرياضة للمرأة لأنها مهمة جدا".​

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزاوية تتحدّى التقاليد المُحافِظة وتُمارس الملاكمة بدعم عائلتها ومُدرّبها غزاوية تتحدّى التقاليد المُحافِظة وتُمارس الملاكمة بدعم عائلتها ومُدرّبها



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:09 2017 الأربعاء ,06 أيلول / سبتمبر

النجم أمين حاريث يقرر تمثيل المنتخب المغربي

GMT 08:35 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تمتع بسحر الإقامة في فندق "Amanfayun" في هانغتشو الصينية

GMT 23:26 2018 الثلاثاء ,18 أيلول / سبتمبر

جوجل تضيف ميزة التعرف على الأغاني في البحث الصوتي

GMT 02:17 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

تونس تزيد مساعدات الفقراء في محاولة لوقف التظاهرات

GMT 09:55 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

جولن لوبيتيغي يؤكد أن إسبانيا ستتعذب بحثا عن التأهيل

GMT 15:34 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهدي بنعطية يشارك في التشكيلة المثالية لليوفنتوس

GMT 13:51 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم طرق العلاج بالطاقة الإيجابية لجسم صحي ونشيط

GMT 15:10 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أولمبيك خريبكة يستقبل الوداد الأحد المقبل

GMT 06:28 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بنعطية يفتتح مؤسّسته الخيرية لدعم المعوزين‎

GMT 17:25 2014 الأربعاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

قطاع الزهور في قطاع غزة مهدد بالانهيار والمزارع خالية

GMT 17:00 2014 الجمعة ,17 تشرين الأول / أكتوبر

چاجوار تقدم سيارة " XE " خلال معرض باريس

GMT 07:38 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تصميمات المطاعم والبارات متاحة للمنازل

GMT 06:05 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

ناصيف زيتون يحيي حفلة ضخمة داخل سوق التنين في دبي

GMT 00:41 2014 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

نفوق حوت ضخم في شاطئ محافظة بوجدور المغربيَّة

GMT 07:19 2015 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

كب كيك عيد الأضحى

GMT 11:48 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

المهاجرون المغاربة يوقفون إضرابهم عن الطعام في ليبيا

GMT 18:31 2016 الأربعاء ,28 كانون الأول / ديسمبر

إيسكو يحصل على جائزة Mahou كأفضل لاعب في ريال مدريد
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya