القاهرة - المغرب اليوم
الشخصية المحبوبة لها بريق يخطف الأنظار وجاذبية خاصة كالمغناطيس تجذب حولها الأحباب، كالوردة التى يجتمع عليها الفراش من أجل رحيقها، ولكل شخصية مجموعة من العادات التى تميزها عن غيرها فإما تكون عادات جيدة تجعل صاحبها محبوبا بين الناس وإما تكون عادات سيئة غير مستحبة.
فالشخصية المحبوبة تمتلك مجموعة من المميزات والصفات والعادات تميزها عن غيرها من الناس. ويتسم صاحبها بشخصية فذة وناضجة، وإرادة قوية، وعاطفة متوقدة، كما إنه يتميز بصفات رائعة، وأخلاقيات ممتازة، وعادات ناجحة، وتفكير سليم متزن، تجده يفكر دائماٍ فى أفكار سعيدة، وبهذه المميزات يبعث رسالة إيجابية بالحب والتواصل لكل الناس فهو يحب نفسه، ويحب من حوله، ويتفاعل ويتواصل معهم بطريقة ممتازة، وإذا أردت أن تحدد سمات الشخصية المحبوبة، فحدد شخصية محبوبة إلى قلبك واسأل نفسك ما هى السمات التى جعلتنى أحب هذه الشخصية وبعد تحديدها حاول أن تتخذها مثال وتتحلى بهذه السمات والصفات. فمن منا لا يرغب فى الاستئثار بإعجاب وحب الآخرين، والاستحواذ على ثنائهم، فهل سألت نفسك قبل ذلك هل أنت شخصية محبوبة؟ هل سألت نفسك عن كونك ابن بار أو أب محبوب أو أخ محبوب أو زوج محبوب أو صديق محبوب أو زميل محبوب؟ وللإجابة على هذا التساؤل يجب أن تلاحظ كيفية تواصل الناس معك، فهل عندما تعود إلى المنزل يجرى عليك أطفالك مرحبين بك أم يهربون منك؟ أو عندما تعود إلى المنزل تجد زوجتك تستقبلك بابتسامة وسعادة بوصولك؟ هل أنت دائم فعل ما يثير ضيق الآخرين أم تحرص على فعل ما يسعدهم؟ هل عندما تغيبين عن المنزل يفتقدك زوجك وأطفالك وعند عودتك يستقبلوكى بابتسامة؟ هل يفتقدك الأصدقاء ويرغبوا دائما فى التواجد معك؟ هل عندما يأتى الأعياد والمناسبات تنهال عليك رسائل المعايدة ؟ فإذا كانت إجابتك نعم فأنت شخصية محبوبة أما إذا كانت إجابتك لا فإليك بعض أسرار الشخصية المحبوبة؛ فإن أردت أن تكون محبوباً بين الناس فعليك بالتالى: أبتسم فالابتسامة تثير فى الناس الراحة والطمأنينة، فهى بوابة التوافق والطريقة المثلى لكسر الحاجز الجليدى مع من حولك، ففى المقابل يثير العبوس الريبة والحذر فى نفوس الآخرين ويختصر تعاملهم معك إلى أدنى الحدود، وعبوسك يسبب للمحيطين مشاعر التوتر والحذر وتجعل كل إنسان يعتقد أن عبوسك موجه إليه فيعاملك بالمثل، وتذكر دائماً قول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم "وتبسمك فى وجه أخيك صدقة"... الكلمة الطيبة تأثيرها كالسحر فكن مجاملا وأستخدم الكلمات الرقيقة المحببة للقلب دون نفاق، أجعل لغة الحوار هى اللغة السائدة وابتعد عن لغة الجدال والمناظرة واعرض وجهة نظرك بحيادية دون تسفيه لوجهة النظر الأخرى، وتعلم كيف تنصت فالآخرين يحبون دوماً من يسمعهم، وحاول إقناع الآخر بوجهة نظرك دون فرضها ولكن باستخدام الحجة. عامل الآخرين كما تريد أن يعاملوك والتمس للآخرين الأعذار وابتعد عن القتلة الثلاثة؛ النقض، واللوم، والمقارنة، فالحديث يزول ويبقى أثره فى العقل الباطن، واجعل بينك وبين الغضب درع وواقى ولتكن فترة من الثوانى المعدودة ما بين المؤثر الذى أغضبك وبين رد فعلك فهذه الفترة مهما قصرت فرصة لتفكر فيها لتختار رد الفعل العقلانى وليس الانفعالى، وتذكر أنك عندما تغضب لا تحل المشاكل ولكن حل المشكلة يكون بالهدوء وحسن التصرف، واجعل نصيحة الرسول صلى الله عليه وسلم نصب أعينك "لا تغضب" فالغضب من الشيطان، وعالج الأمور بهدوء وادرأ بالحسنة السيئة. "أفشوا السلام" نصيحة غالية من رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فالسلام الصادق هو سبيلك نحو خطب ود أى شخص، وتعلم أن تسامح دائماً وأدفع بالتى هى أحسن وبالقول الطيب تجبر من أمامك على أن يحترمك. "تهادوا تحابوا"، هادى من حولك وأعلم أن قيمة الهدية فى معناها وليس بقيمتها المادية فالهدية لها مفعول سحرى رائع على القلوب. فكر بنفس مرحة وانشر حولك التفاؤل والأمل وابتعد عن التشاؤم، ولا تقف فى طابور أصحاب النصائح، وجه ما تريد ولكن بصورة تجعل من أمامك لا ينفر منك. تواضع مع الكل فالطبيعة البشرية تنفر من المغرور والمتعالى وتعلم أن تكون حليماً صبورا، فالله سبحانه وتعالى قال لرسوله الكريم "لو كنت فظا غليط القلب لانفضوا من حولك"، فالرحمة ولين القلب من صفات الشخصية المحبوبة. وتتكون الشخصية من مجموعة عادات، وهذه العادات إما أن تكون جيدة، أو عادات سيئة أو غير مستحبة. فإذا أردت أن تكون شخصية محبوبة يجب أن تتخلص من العادات السيئة، وإذا أردت أن تنجح فى تعاملك مع الآخرين يجب أن تتغير، وكى تكون هذه الشخصية المحبوبة ساعد نفسك دائماً فى أن تكون أفكارك رائعة، واجعل من نفسك مثلاً أعلى، ونموذجاً حياً من المبادئ والقيم السامية. واعلم أنك لا تستطيع أن تغير الكون من حولك، ولكنك تستطيع أن تغير طريقة تفكيرك، ومنهاج حياتك، وبالتالى لن تستطيع جعل كل الناس أن تقبلك وتحبك ولكن تستطيع أن تجعل من نفسك شخصية مقبولة ومحبوبة بين الناس.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر