ماهي الوسائل العلاجية فعالية لحالات بول الفراش
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

ماهي الوسائل العلاجية فعالية لحالات بول الفراش؟

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ماهي الوسائل العلاجية فعالية لحالات بول الفراش؟

الأطفال المصابون ببول الفراش
واشنطن - المغرب اليوم

بول الفراش حالة شائعة عالمياً تصيب حوالي 15% من الأطفال الذين تجاوزوا 5سنوات من العمر مع شفاء حوالي 15% منهم تلقائياً وبدون أي علاج سنوياً بعد هذه السن حيث أنه عند تجاوزهم سن ال 15سنة لا تستمر إلا بنسبة حوالي 1% إلى 2% منهم. وتلك الحالة اذا ما استمرت إلى سن المراهقة وبعده قد تسبب القلق والقنوط واليأس والاكتئاب للمصابين بها وأهلهم وتؤثر على جودة حياتهم ونشاطاتهم اليومية والتربوية والمهنية. ورغم كثافة الاختبارات والمقالات والندوات حول تلك الحالة المنغصة فإننا لا نزال نجهل أسبابها وأفضل السبل لمعالجتها بنجاح في معظم الحالات.
خلل جيني
وفي المؤتمر السنوي للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال عقدت ندوة خاصة حول تلك الحالة ضمت خبراء عالميين منهم الدكتور هوسمان من الولايات المتحدة والدكتور كونغ من هونكونغ والدكتور روبسون من كندا والدكتور نيفوس من السويد والدكتور روشتون من الولايات المتحدة تمت مناقشة كافة مزايا تلك الحالة من جميع جوانبها السببية والمرضية والتشخيصية والعلاجية فتوفرت بعض المعلومات القيمة والجديدة حولها. وإلى قرائنا الأعزاء موجزاً لآخر المستجدات التي نوقشت خلال تلك الندوة.
تبين أن حوالي 50% الى 75% من الأطفال المصابين ببول الفراش أي السلس البولي أثناء النوم ينتمون الى عائلات أصيب فيها احد الوالدين في طفولته بنفس الحالة مع تواجد تغير جيني في بعض الكروموزومات 8، 12و 13و 22كسبب رئيسي. وقد كشفت عدة اختبارات عالمية وجود خلل جيني مهم في جين يدعى "أكوابورين" فئة Aquaporin 2للقناة المائية التي في حال اصابتها بعيب خلقي يسبب فرط افراز البول أثناء النوم الذي يفوق سعة المثانة ويسبب السلس البولي. وأهمية وجود بول فراش عائلي يعود الى أن أمل الشفاء التلقائي بإذن الله لتلك الحالات مرتفع جداً مما يبشر بخير للأطفال المصابين به وأهلهم. وأما بالنسبة الى العوامل النفسية فأبرزها حالات القلق التي تصيب حوالي 50% من الأطفال خصوصاً اذا ما حصل بول الفراش الثانوي أي معاودته بعد غيابه لأكثر من 6أشهر والذي يستدعي معالجة السلس البولي بدلاً من التركيز على اسبابه النفسية. ومن أبرز الحالات النفسية المنشأ التي تترافق مع بول الفراش ما يدعى باضطراب عجز الانتباه وفرط النشاط Attentive Disorder Hyperactivity Deficit (ADHD) الذي قد يسبب السلس البولي بنسبة حوالي 20% نتيجة خلل مشترك في جذع الدماغ مع حصول فرط نشاط المثانة لدى حوالي 50% من تلك الحالات حسب نتائج الديناميكيات البولية والذي لا يتجاوب عادة للعلاج المنبه الليلي بل يستدعي المعالجة الدوائية والتعديل السلوكي.
وقد لخص الخبراء في تلك الندوة الطبية أسباب بول الفراش وقسموه إلى 3فئات: الفئة الأولى سببه فرط في إفراز البول والثانية نقص في سعة المثانة والثالثة النوم العميق مع صعوبة الاستيقاظ للتبول، مع التشديد على ان أي سبب من تلك الأسباب قد يسبب السلس البولي افرادياً أو بسبب تشابكهما معاً. وقد يعود فرط افراز البول أثناء النوم الى شذوذ في انتاج هرمون فيزوبريسين Vasopressin في الليل المسؤول عن امتصاص الماء داخل الكلية ومنع فرط افرازه في البول او الى زيادة افراز عامل إدرار الصوديوم في اذين القلب أو زيادة تناول الملح في الغذاء او شذوذ في مستقبلات "أكوابورين" في الكلية. وأما بالنسبة إلى المثانة فإن نقص سعتها بحوالي ضعفي السعة الطبيعية بالنسبة للسن قد يكون من أسباب السلس بنسبة حوالي 20% من تلك الحالات مع فرط نشاطها عند ثلثي هؤلاء الأطفال وبنسبة حوالي 50% منهم أثناء النوم وحوالي 50% في حالة الاستيقاظ خلال النهار خصوصاً مع تقدم السن فضلا عن أن حوالي 30% من هؤلاء الأطفال يشكون من نوم عميق مع صعوبة في الاستيقاظ للتبول.
امتصاص البول في الكلية
واما بالنسبة إلى نجاح المعالجة بعقار "ديسموبريسين" الذي يساعد على امتصاص البول في الكلية وتخفيض افرازه أثناء النوم فإنه يفشل عادة عند هؤلاء الأطفال الذين يتبولون عادة أقل من حوالي 70% من سعة المثانة الطبيعية حسب السن مما يستدعي في تلك الحالات الى استعمال المنبه الليلي الذي يساعد على ايقاظ الطفل عند تسرب البول في سرواله الداخلي الذي يحتوي على سلك موصول بالساعة اليدوية ومن ثم قبل تسربه للتبول قبل حصول السلس. واما اذا ما كان حجم البول اثناء النوم اكثر من 70% من سعة المثانة الطبيعية فان العلاج الأمثل يتم باستعمال المنبه الليلي او عقار "ديسموبريسين" أو أحياناً كلاهما معاً. أما معالجة السلس الناتج عن فرط نشاط المثانة بمضادات الفعل الكوليني فإنها عادة فاشلة ومن الأفضل استعمال المنبه الذي قد يساعد على الشفاء بعون الله سبحانه وتعالى بنسبة حوالي 70%. وكما تبين من عدة اختبارات عالمية فإن استعمال المنبه والتعديل السلوكي يعتبر أفضل الوسائل العلاجية لحالات بول الفراش عامة إلا أنها قد تفشل في حالات النوم العميق حيث يصعب على الطفل او المراهق سماع رنين المنبه للإستيقاظ والتبول مما قد يستدعي استعمال العلاج الدوائي ب"الديسموبريسين" أو بمضاد الكآبة "الأيميبرامين" الذي قد يسبب نادراً بعض الإضطرابات القلبية.
وخلاصة القول إن أفضل معالجة لبول الفراش عند الأطفال بعد تجاوزهم 5سنوات واليافعين والبالغين، ترتكز على الأسباب المشخصة وتشمل في معظم الحالات المنبه الليلي مع او بدون عقار "ديسموبريسين" والتعديل السلوكي واحياناً عقار "الأوكسيبيوتينين" و"الأيميبرامين" في بعض الحالات المستعصية مع أمل كبير بالنجاح ان شاء الله.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماهي الوسائل العلاجية فعالية لحالات بول الفراش ماهي الوسائل العلاجية فعالية لحالات بول الفراش



GMT 17:55 2020 الثلاثاء ,26 أيار / مايو

هل عدم اكتشاف ميول الأطفال تساهم في فشلهم؟

GMT 19:28 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

حسام عمارة يحذر من العنف البدنى والنفسى ضد الأطفال

GMT 20:25 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

كيف تتعاملين مع الصداع وقت الحمل؟

GMT 20:23 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هل تغير لون عيني الطفل أمر طبيعي؟

GMT 20:38 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

كيف تعالج مشكلة قضم الأظافر عند الأطفال؟

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya