واشنطن - المغرب اليوم
لا شك أن مستوى الإبداع والابتكار عند الأطفال يختلف باختلاف مراحلهم العمرية ، وفى الفترة ما بين ستة وسبعة أعوام فإن الطفل يكون فضوليا، ولديه ملكة الابتكار، ومع الوقت فإنه يبدأ فى استخدام حلول مبتكرة لعدد من المشاكل التى قد يواجهها. إن الطفل فى تلك الفترة يظهر ثقة عالية بالنفس، ويكون شديد الإيمان بمهاراته وقدراته. وفى الواقع فإن الطفل فى السادسة أو السابعة من العمر يمتلك حافزا شديد القوة، ويكون لديه قدرة هائلة على تخيل الكثير من الأمور، مع الوضع فى الاعتبار أن مهاراته المختلفة تتطور فى تلك الفترة. ولكن على الأم أن تعلم أنه فى تلك الفترة يبدأ الطفل فى مقارنة نفسه بأصدقائه، ويحاول أن يكون مقبولا من الناحية الاجتماعية. إن الطفل فى تلك الفترة أيضا قد تتحكم فى قدرته على الابتكار والتخيل عدد من العوامل، ومنها أن تفكير الطفل يكون محصورا فى عدد من الموضوعات المحددة، ولا يكون قادرا على مواجهة أى مواقف جديدة تساعده فى النمو على المستوى الفكرى.
يجب على كل أم أن تساعد طفلها على التعامل مع المشاعر المختلفة التى تنتابه، مع الوضع فى الاعتبار أن الطفل ما بين السادسة والسابعة من العمر يبدأ فى اكتساب قدرة التحكم فى المشاعر. إن التجارب الابتكارية التى قد يتعرض لها الطفل ستساعد على تنمية ذكائه وستشجعه على تجربة طرق جديدة فى التفكير والتفكير فى حلول مبتكرة للمشاكل المتنوعة التى قد تواجهه. إن اللعب أيضا سيساعد كثيرا فى تنمية حس الابتكار عند الطفل، ويجعله لا يلجأ دائما للحلول التقليدية. وهناك العديد من الأمور التى يمكن للأم أن تقوم بها لتنمية مخيلة الطفل وحسه الابتكارى. فعلى الأم مثلا ألا تقدم الحلول لطفلها دائما جاهزة، بل عليها أن تشجعه على البحث عن إجابات وحلول. احرصى على أن يكون تفكير طفلكِ مبتكرا. ويمكنك مثلا أن تستخدمى أدوات الرسم بطريقة مبتكرة، ويمكنكِ مثلا أن تطلبى منه أن يرسم مجموعة من الأشكال المختلفة.
شجعى طفلكِ على أن يفكر فى أكثر من حل للمشكلة الواحدة، ويمكنكِ أيضا أن تقرئي له قصص المغامرات، مع الوضع فى الاعتبار أن الوصول لحل المشكلة يجب أن يكون هدفا للطفل. يجب أن تقومى بتوسيع مدارك طفلكِ، ويجب الانتباه إلى أن الطفل فى عمر السادسة أو السابعة يكون أنانيا بعض الشيء وغير قادر على تخيل أى رأى غير رأيه. يمكنكِ أن تطلبى من طفلكِ على سبيل المثال أن يحكى قصة معينة من وجهة نظر غير وجهة النظر الخاصة به. تناقشى مع طفلكِ،
واطلبى منه أن يفكر فى استخدامات مبتكرة لأغراض تقليدية اعتدتم على استخدامها يوميا.
يجب على الطفل أن يدرك أن الأخطاء التى قد يرتكبها فى التأخير من شأنها أن تجعله يصل فى النهاية للحل الذى ينشده مع اعتبار أن عدم فهم الطفل للأمور من حوله فى البداية أمر من شأنه أن يجعله يتعلم أمورا جديدة. شجعى طفلكِ أن يكون دائما قادرا على طرح أى أسئلة قد تدور بباله. جهزي صندوق الأزياء المكون من ملابس قديمة وبعض الإكسسوارات ودعي ابنكِ يتخيل سيناريوهات مختلفة. لإعداد المسرح، اربطي حبلا بين حائطين وألقي عليهما ملاءة فيصبح لديكِ خلفية مسرحية . من أكثر الألعاب التي يحبها الأطفال. إن لم تتوافر لكِ خيمة تعديها داخل البيت، فاستغلي الملاءات والوسائد لتبدعوا خيمتكم المخصوصة. اقرأوا القصص وغنوا على ضوء خافت واسألي ابنكِ أن يحاول التفكير في طرق إبداعية لتحسين تجربة الحصن! تعزيز الابتكار لدى الأطفال يتطلب الكثير من الابتكار من جانب الكبار، وهذا يدعونا لإبراز الحلول المبتكرة للمشاكل التي تحدث كل يوم، وجعلها جزءاً أساسياً في منهج تربية الأبناء، يشاهدونها ويتأثرون بها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر