واشنطن - المغرب اليوم
يعتبر الإنسان بطبعه مخلوقا اجتماعيا حريصا على التعامل والتواصل مع مَن حوله، حتى الطفل وهو لا يزال حديث الولادة يقوم بتوجيه رأسه ناحية أى صوت يسمعه. وعادة فإن الطفل الصغير قد يبدأ فى التعامل مع أطفال من خارج عائلته داخل نطاق النشاطات الترفيهية والمدرسية، مع الوضع فى الاعتبار أن صداقة الطفل بأطفال آخرين تختلف عن معرفته وصداقته بأقاربه وعائلته. وبالرغم من أن العلاقات والصداقات العائلية تكون مهمة للطفل إلا أن هذا الأمر لا يعنى أن الطفل سيستغنى عن الصداقات المختلفة خارج نطاق العائلة. وتظل الصداقات التى يكونها الطفل منذ الصغر من أهم الأمور فى حياته. إن امتلاك الأصدقاء فى أى مرحلة عمرية أمر يمثل نوعا من الدعم للطفل ويساهم فى الحفاظ على صحته النفسية، كما أنه يساهم فى جعل الطفل ينمى مهاراته الاجتماعية. وفى العادة فإن الطفل الذى يمتلك الأصدقاء يكون أكثر ثقة بالنفس من الطفل الذى لا يمتلك أصدقاء ، كما أن أداءه على المستوى الأكاديمى والدراسى يكون أفضل. إن الطفل عندما يواجه صعوبة فى الحصول على أصدقاء فإنه قد يبدأ فى الشعور بالوحدة والتعاسة. ولذلك يجب على الأم أن تحرص على تعليم طفلها المهارات الاجتماعية المختلفة التى ستساعده في التعرف على أصدقاء جدد، مع الوضع فى الاعتبار أن فكرة الطفل عن الصداقة تختلف مع مرور الوقت.
يجب على الأهل والأشخاص البالغين حول الطفل فى حياته أن يكونوا مثلا أعلى إيجابيا فى حياة الطفل فيما يخص تكوين الصداقات وامتلاك الأصدقاء، كما أنهم يجب أن يوفروا لهم فرصا يتمكن الطفل خلالها من اختبار مهاراته الاجتماعية فى التعامل مع أصدقائه. هناك بعض المهارات الاجتماعية الأساسية التى يجب على الأم تعليمها للطفل مثل التعاون والتواصل مع الآخرين والتعاطف معهم وتحمل المسئولية. إن أى طفل قد يمر بحدث حيث يقوم أحد أصدقائه برفضه، مع الوضع فى الاعتبار أن هذا الأمر قد يهز ثقته بنفسه، وقد يبدأ فى لوم نفسه بسبب فشل صداقاته مع الآخرين. وفى تلك الحالة فإن التحدث مع الأم أو مع شخص بالغ سيكون أمرا مفيدا جدا للطفل، وسيمكنه من تنمية مهاراته الاجتماعية بطريقة إيجابية وأكثر نضجا.
وقد أثبتت العديد من الأبحاث والدراسات أن صحة الطفل النفسية تكون أفضل وأقوى بناء على علاقات الطفل مع الآخرين أى مع أصدقائه وليس بناء على أدائه الأكاديمى أو الدراسى. تعتبر الصداقات أمرا مهما فى حياة الطفل لأنها تساعد على تنميته من الناحية العاطفية والاجتماعية، فمن خلال التعامل مع الأصدقاء يتعلم الطفل كيف يكون معطاء وهو يتعلم أيضا التعامل مع القواعد المختلفة وكيف يزن الخيارات المختلفة وكيف يقوم باتخاذ القرارات المختلفة فى المواقف الصعبة. ومن خلال علاقات الصداقة يختبر الطفل عددا من المشاعر المختلفة مثل الخوف والغضب والرفض، ويتعلم أيضا كيف يفوز وكيف يخسر. ويتعلم الطفل أيضا كيفية التعامل مع شخصيات مختلفة فى مواقف مختلفة، كما أنه يتعلم تفهم وجهات النظر المخالفة لوجهة نظره. وبالإضافة لما سبق فإن الطفل من خلال علاقات الصداقة يقوم بتعزيز ثقته بنفسه، مع الوضع فى الاعتبار أن الأصدقاء يقفون بجانب بعضهم البعض فى المواقف الصعبة.
إن الصداقة ليست نوعا من الر فاهية فى حياة الطفل، بل هى أمر ضرورى لسلامة صحته النفسية، مع الوضع فى الاعتبار أن الطفل الذى يواجه مشاكل متعلقة بالصداقة يشعر بالوحدة، كما أن المشاكل السلوكية قد تبدأ فى التأثير على شخصيته. إذا كان طفلكِ يواجه مشكلة مع أصدقائه أو مع صديق له، فعليكِ أن تحاولى التحدث معه عن هذا الأمر وأن تساعديه على التعامل مع الموقف بطريقة إيجابية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر