القاهرة ـ وكالات
تتمنى الأم دائما أن يكون طفلها سعيدا غير محمل بالهموم، ولكن فى الحقيقة فإن الطفل فى السن الصغيرة وفى فترة بلوغه من العمر ستة أعوام فإن حياته تكون مليئة بالأمور التى تقلقه أو قد توتره والتى قد تحبطه أيضا. إن أى أمر لا يمكن للإنسان التحكم فيه قد يسبب له القلق والتوتر، مع الوضع فى الاعتبار أن الطفل لديه الكثير من الأمور فى حياته، وخاصة فى مرحلته العمرية تلك والتى لا يمكنه التحكم فيها. هناك العديد من الأمور والخطوات التى يمكن للأم اتباعها لمساعدة الطفل على عدم الشعور بالتوتر، مع الوضع فى الاعتبار أن هذا الأمر يبدأ بتعليم الطفل إستراتيجيات تساعده على الاسترخاء.
إن الطفل يمر بفترات يشعر فيها بالتوتر وبالضغوط المختلفة بسبب المدرسة والحياة الاجتماعية، وبالطبع فإنكِ لن تتمكنى من حماية طفلكِ تماما من التوتر ولكن يمكنكِ أن تساعديه على تطوير طرق للتعامل مع التوتر والضغوط المختلفة مع تعلم كيفية حل المشاكل. ويجب على الأم أن تعلم أن الطفل يمكنه أن يتعامل مع الضغوط والتوتر بطريقة صحية أو بطريقة غير صحية. وبالرغم من أن الطفل قد لا يفتح الحديث حول ما يضايقه ولكنه يكون فى الحقيقة يحتاج لأن تساعده أمه على التعامل مع مشاكله. واعلمى أنه هناك نوعا من التوتر والضغوط والذى يكون طبيعىا ومفيدا للطفل فقد يساعده مثلا على الانتهاء من إنجاز فروضه المدرسية فى الوقت المحدد. ولكن على صعيد آخر فإن التوتر والضغوط عند الطفل إذا استمرا لفترة طويلة فقد يكون تأثيرهما سلبيا على الطفل، فهما قد يسببان للطفل الصداع وألم المعدة وألم الظهر وعدم القدرة على النوم وإضعاف مناعة الطفل. وبالإضافة لما سبق فإن الطفل إذا كان يعانى فى الأصل من مشكلة صحية فإن التوتر قد يجعل الأمر أسوأ وقد يجعل الطفل مزاجيا ومحبطا.
قد لا يتمكن الطفل وخاصة وهو صغير السن من التعبير بطريقة واضحة عن شعوره بالقلق والتوتر، مع الوضع فى الاعتبار أن الأم يجب أن تنتبه لعلامات وأعراض التوتر عند الطفل التى قد تتمثل فى شعوره بالصداع وفى تغير مزاجه وفى عدم قدرته على النوم. يجب على الأم أن تنتبه لأعراض التوتر على الطفل جيدا، وخاصة إذا كان يمر بتغيير كبير أو مهم فى حياته مثل الانتقال لمنزل جديد أو استقبال مولود جديد فى العائلة. يجب أن تنتبهى جيدا لمزاج الطفل وسلوكياته لاكتشاف ما إذا كان يعانى من أى نوع من أنواع المشاكل ويمكنكِ أن تقومى بطرح الأسئلة على معلمي طفلكِ فى المدرسة للاستفسار عن أدائه الدراسى وكيفية تعامله مع الأصدقاء. وسيكون من الجيد أيضا أن تحاولى التحدث مع الطفل عما قد يضايقه ويمكنكِ أن تطرحى على الطفل أسئلة عما قد يضايقه.
كونى حريصة على الإنصات لطفلكِ جيدا وبهدوء وباهتمام وبصبر مع الابتعاد تماما عن الحكم على الطفل أو إخباره بطريقة جافة كيف كان يجب عليه التصرف فى مواقف معينة. يجب أن تشجعى طفلكِ على إخباركِ بكل ما يريده أثناء ممارستكما مثلا لنشاط معين معا أو أثناء لعب الرياضة معا. فى كثير من الأحيان قد يكون الطفل غير قادر على التعبير بكلمات محددة عما يشعر به، ولذلك يمكنكِ أن تساعديه على محاولة التعرف على مشاعره وتحديدها. وأحيانا قد يكون كل ما يحتاجه الطفل هو التحدث معكِ والشعور بأنكِ تفهمينه ويمكنكِ بعد ذلك أن تقومى بتغيير الموضوع وجعل الطفل يفكر بطريقة إيجابية والاسترخاء مع الحرص على عدم تضخيم مشاكل الطفل بطريقة مبالغ فيها. يجب على طفلكِ أن يدرك أن الجميع يرتكبون الأخطاء ويمكنكِ أن تعطى طفلكِ أمثلة على مواقف بها توتر قد تكونين مررتِ بها وكيف تعاملتِ مع تلك المواقف.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر