كيف تُعملي ابنك الصبر
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

كيف تُعملي ابنك الصبر؟

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - كيف تُعملي ابنك الصبر؟

برلين- د.ب.أ

يرغب الأطفال الصغار في أن يلبي الوالدان نداءهم على الفور، وكثيرا ما يحدث ذلك في الوقت الذي يكون فيه الآباء مشغولين للغاية وليس لديهم متسع من الوقت، فيلبون نداء أطفالهم في عجلة من أمرهم. غير أن هذا الإيقاع المحموم يزيد الطفل توترا وصراخا، ويعد تحلي الآباء بالهدوء الحل الأمثل لتهدئة الأطفال وإكسابهم صفة الصبر. وتشرح الخبيرة التربوية فابينه شتول أن الطفل الصغير يرغب دائما في أن يكون والداه رهن إشارته، فلذلك هو لا يصبر على تنفيذ طلباته، إذ يشد ثياب أبيه أو أمه ويضرب الأرض بقدميه منفجرا في البكاء والصراخ كي يلبى طلبه فورا. وأضافت فابينه -وهي رئيسة المعهد الألماني للتربية في مرحلة الطفولة المبكرة بمدينة ميونيخ- أن هذا السلوك يتسبب في إزعاج الآباء وإثقال كاهلهم، ولاسيما إذا كانوا مشغولين بتأدية إحدى مهام المنزل كالطهي أو ترتيب المشتريات، مما يجعلهم يحاولون الإسراع في إنجاز تلك المهام من أجل تلبية طلبات طفلهم. نتيجة عكسية ولكن الإسراع في الاستجابة للطفل سيأتي بنتيجة عكسية، إذ لن يعلمه الصبر بل ويزيد توتره. وعوضا عن ذلك، توصي فابينه الأم بإشراك الطفل في ما تعمله عندما يطلبها، كأن تطلب منه إحضار أكياس الخضار، وهذا يشعره بالسعادة والرضا ويسهم في القضاء على استعجاله لأمه ويعلمه الصبر. وتؤكد خبيرة التربية كوردولا تيتسه أن العجلة في الاستجابة للطفل لا تساعد على  تهدئته مطلقا، بل غالبا ما تزيد توتره، إذ عندما يلاحظ وقوع أمه تحت الضغط العصبي سيزيد صراخه وبكاؤه. ولذلك من الأفضل أن تحاول الأم التحلي بالهدوء في مثل هذه المواقف، وأن تقول عبارات واضحة لطفلها، وبذلك سيمكنها إلزام طفلها بالصبر على طلبه حتى تنتهي من مهامها. وأشارت كوردولا -وهي من الرابطة الألمانية لحماية الأطفال بالعاصمة برلين- إلى أنه يفضل أن تحتضن الأم طفلها في هذا الوقت وتحاول تهدئته بأن تشرح له أنه لا وقت لديها الآن، إذ يسهم شعور الطفل بهدوء أبويه في تهدئته. طبيعة الطفل ويعمد الأطفال بطبيعتهم إلى اكتشاف العالم من حولهم، فنجدهم يهتمون مثلا بتعلم كيفية فتح سحّاب الملابس، ومعرفة كيفية إدخال القدم داخل الحذاء على نحو سليم، بل ويحاولون مرارا وتكرارا تعلم ارتداء الملابس بأنفسهم. ولكن تعامل الأطفال يختلف من طفل إلى آخر، فبعضهم لا ييأس على الإطلاق من محاولة إدخال قدمه في الحذاء مثلا، إذ يستمر في ذلك مهما طال به الوقت حتى ينجح، بينما يحبط البعض الآخر إذا ما باءت محاولته الأولى بالفشل ويلقي بالحذاء غاضبا في زاوية الغرفة. وتلفت كوردولا إلى أن إصرار الأطفال على إنجاز هذه المهام بأنفسهم راجع إلى أنهم لا يمكنهم معرفة المهام التي يصعب عليهم تأديتها، فالكل بالنسبة لهم سواء، لذلك قد يصابون بالإحباط عند الإخفاق في إنجاز ما يريدونه. ولذلك على الآباء مساعدة طفلهم وجعله أكثر صبرا على تعلم هذه المهارات، إذ عليهم إطلاع الطفل على أنه عادة لا ينجح الإنسان في تعلم أي شيء من المرة الأولى، وأن عليه تكرار المحاولة، وهذا يهيئ الطفل للإقدام على المحاولة والتجربة للمرة الثانية وهو سعيد بذلك. الصبر ثم الصبر وعادة ما يختار الأطفال الأوقات غير المناسبة من أجل تنفيذ محاولاتهم، فمثلا يريد الطفل تجربة ارتداء حذائه بنفسه وقت ذهاب الأم إلى العمل. وعندها تنصح كوردولا بتعليمه الصبر بأن تقول له مثلا "سأقوم أنا الآن بربط الحذاء، ولكن يمكنك بعد الظهيرة أن تجرب ذلك بنفسك". وتؤكد أخصائية التربية الاجتماعية آنكه فايسنزيه على أهمية الوضوح في التعامل مع الطفل حتى لو كان صغيرا، إذ يمكن للطفل ذي العام والنصف مثلا فهم أمه عندما تقول له "أعلم أنك تريد شيئا مني، ولكن بمجرد أن أنتهي من طهي الحساء سألعب معك". وتشير آنكه إلى أن الوضوح في التعامل مع الطفل يسهم في شعوره بالأمان، كما يعلمه أن الإلحاح على أمر ما لن يجديه نفعا، مما سيعلمه الصبر. وأخيرا ينبغي على الآباء التحلي بالصبر إذا ما أرادوا تعليمه لطفلهم، وهذا يتطلب منهم أن يصبروا عليه ويعطوه وقتا كافيا لاكتشاف العالم من حوله، إضافة إلى أن يدعوا الطفل يلعب بهدوء دون إزعاجه بشكل متكرر.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف تُعملي ابنك الصبر كيف تُعملي ابنك الصبر



GMT 17:55 2020 الثلاثاء ,26 أيار / مايو

هل عدم اكتشاف ميول الأطفال تساهم في فشلهم؟

GMT 19:28 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

حسام عمارة يحذر من العنف البدنى والنفسى ضد الأطفال

GMT 20:25 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

كيف تتعاملين مع الصداع وقت الحمل؟

GMT 20:23 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هل تغير لون عيني الطفل أمر طبيعي؟

GMT 20:38 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

كيف تعالج مشكلة قضم الأظافر عند الأطفال؟

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya