الرياض ـ وكالات
يبدي مجموعة من التربويين استياءهم من الحيز الذي شغلته الهواتف الذكية، ودورها في عرقلة خط سير المذاكرة لدى شريحة واسعة من الطلبة، إذ يقول علي مال الله مدير مدرسة الصفا للتعليم الثانوي، إن إدمان استخدام الهواتف النقالة أمر سلبي سواء كان في المدارس أو في البيوت، وتتجلى خطورة الموقف من خلال عدم انتباه البعض أثناء شرح المعلم للدرس والعبث بالجهاز، وفي المقابل يصعب على إدارة المدرسة تفتيش الجميع وحجب الهواتف عن المخالفين.
ويتلقى مال الله شكاوى كثيرة من أولياء الأمور يتمحور غالبها حول استخدام الأبناء المفرط للأجهزة الذكية، ويستنجد البعض بالمدرسة عند الشعور بخطر الإعراض عن المذاكرة واللهو بما لا ينفع، وقد يعرض بعض أولياء الأمور عن الإفصاح للاختصاصي الاجتماعي خجلاً.
ويثني علي مال الله على مجموعة من الطلبة حريصين على المذاكرة، وهم يتخذون من المدرسة مقراً لهم كي يجتمعوا ويناقشوا الدروس بينهم، مشيراً إلى أنه يسمح لهم باستخدام الفصل، وهناك نماذج أخرى من الطلبة يلتقون في المساجد أو المكتبات العامة، مفيداً بأن بعض الطلبة يخدعون ذويهم أثناء الامتحانات، ويقولون إنهم ذاهبون للمذاكرة مع مجموعة من الطلبة، بينما هم في حقيقة الأمر يتجمعون بهدف اللهو والثرثرة في المجالس، فضلاً عن الذهاب للتنزه بالسيارات.
ويطالب مال الله بتنظيم ندوات وورش عمل مشتركة بين إدارات المدارس وأولياء الأمور، لتوجيه الطلبة نحو الطريق الصحيح للمذاكرة، إذ يعاني الجميع من عدم القدرة والسيطرة على الأبناء، لاسيما طلبة الثانوية الذين هم في حاجة إلى من يقف إلى جوارهم، ووضع خطة محكمة تساندهم كي تتكلل مسيرة 12 عاماً بالتميز.
ومن منظور تربوي أيضاً، يؤكد المعلم أحمد السيد أن قناعة الطالب نحو المذاكرة وجدواها لا تتأثر باستخدام الهاتف، فالطالب إن كان حريصاً على تحقيق الامتياز، لا يمكن لأي عوامل خارجية التأثير على مذاكرته، ومبدأ الثواب والعقاب لن يجدي نفعاً كما يعتقد البعض بل سيزيد الأمر تعقيداً بتوسيع الفجوة بين الطالب وولي الأمر.
وينوه إلى أن الطالب المتفوق قد ينشغل عن المذاكرة في حالات استثنائية، إن كان على علاقة هاتفية مع فتاة، أو انجرف خلف الاستخدام السلبي لشبكات التواصل الاجتماعي، وثمة نماذج من الطلبة المتميزين تراجعت مستوياتهم إلى مراكز متأخرة نتيجة انشغالهم بالدردشات الكتابية والمكالمات الهاتفية غير المجدية، وهنا يجدر بولي الأمر مراقبة استخدام ابنه عن بعد إن شعر بتراجع مستواه.
من جهة أخرى، يشير الطالب عبدالرحمن محمد إلى أن استخدامات الأجهزة الذكية كانت إيجابية نسبياً لدى بعض الطلبة، واختصرت الطريق لديهم في استخراج المعاني لبعض المفردات والقصائد في دروس اللغة العربية، وترجمة المصطلحات الأجنبية في مادة اللغة الانجليزية، إلى جانب نسخ المنهج إلى الأجهزة بطرق ذكية ما جعل القراءة وتصفح الكتب إلكترونية محببة للنفوس.
ويوضح أن الطالب قد يرتكب خطأ فادحاً أثناء استخدام الإنترنت أو الأجهزة الذكية في عملية المذاكرة، فعلى سبيل المثال تجده يتنقل بين المواقع الإلكترونية ويسرح في مواضيع بعيدة عما يبحث عنه، وقد يهدر وقتاً طويلاً في ذلك الضياع، لذلك يجب أن يتحكم الطالب وأن يسيطر على نفسه عندما يستخدم الأجهزة الذكية باختلاف أنواعها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر