القاهرة ـ وكالات
عادة ما يتجه الطفل الصغير للعض والضرب دون التفكير فى عواقب ما يفعله مع الوضع فى الاعتبار أن مثل تلك التصرفات من جانب الطفل أمر يجب التعامل معه على الفور لأنه من شأنه أن يؤذى الطفل على المستويين النفسى والجسدى. وبالطبع فإنه يكون من الصعب على الأم أن ترى طفلا آخر يضرب طفلها أو أن ترى طفلها يضرب طفلا آخر. وعلى الأم أن تعلم أن العض والدفع والضرب كلها مراحل يمر بها جميع الأطفال ولكنها فى نفس الوقت تصرفات لا يكمن تجاهلها أو السكوت عنها. هناك الكثير من الأطفال الذين يمرون بمرحلة يعتمدون فيها على العض سواء كان هذا العض لأهلهم أولأطفال آخرين من حولهم.قد يتجه طفلك للتصرف بعنف وضرب أو عض من حوله ببساطة لأنه يستطيع فعل هذا الأمر، كما أن الطفل قد يتصرف بعنف لشعوره بالإحباط لأنه لا يتمكن من التعبير عما يشعر به بالكلام أو أنه قد يريد تنفيذ أمر ما بطريقة معينة ولكن هذا لم يحدث. ومع مرور الوقت فإن الطفل سيتعلم كيفية التعامل مع مشاعره المحبطة مع الوضع فى الاعتبار أن طفلك يجب أن يدرك أن الضرب والصفع والأسلوب العنيف ليس هو الطريقة المثلى للتعامل مع الأمور. وعادة ما يلجأ الطفل للتصرف العنيف للتعبير عن غضبه أو للتحكم فى موقف ما أو لإظهار قوته وعادة فإن لجوء الطفل للضرب أو للسلوك العنيف سيتوقف مع تقدمه فى العمر.إذا قام طفلك بضرب طفل آخر فعليك أن تقدمى الاعتذار لوالدى هذا الطفل وتخبريهما أنك تعملين على معالجة هذا الأمر ، أما إذا تعرض طفلك للضرب من قبل طفل آخر فيجب عليك ألا تفزعى وأن تأخذى نفسا عميقا مع الوضع فى الاعتبار أن الطفل عندما يضرب طفلا آخر صغيرا فى مثل عمره فإنه لن يؤذيه أذى كبيرا ولذلك يجب أن تحرصى آنذاك على ألا يكون رد فعلك مبالغا فيه. وإذا حدث بالفعل أن قام طفل آخر بضرب طفلك فعليك أن تعملى على طمأنة طفلك وجعله يذهب ليلعب مع أطفال آخرين.
لا تحاولى أن تصلحى من الأمور بأن تسألى طفلك عن شعوره إذا قام طفل آخر بعضه لأنه لن يكون لديه المنطق، والعقلية أو النفسية اللازمة للرد على مثل هذا الأمر، وعلى سبيل المثال إذا قام طفلك بضرب طفل آخر وهما يلعبان فى الحديقة فيمكنك أن تصطحبى طفلك للمنزل. أما إذا كان طفلك يلجأ دائما للعنف خلال وجوده مع الأطفال الآخرين أو إذا ضايقته شقيقته على سبيل المثال فعليك أن تحاولى إعداده لمواجهة مثل تلك المواقف. وإذا لاحظت أن طفلك يتحول لسلوك عنيف عندما يشعر بالجوع أو الإرهاق فعليك أن تصطحبيه للمنزل فى مثل تلك المواقف.
بالتأكيد فإنه قد يكون من الصعب أحيانا على الأم أن تتحكم فى أعصابها إذا رأت طفلها وهو يتصرف بعنف أو يضرب طفلا آخر ولكن يبقى الأمر الأساسى هو كيفية التحكم فى أعصابك وهو الأمر الذى سيعلم طفلك كيفية التعامل مع المواقف المختلفة التى تدعو للإحباط. واعلمى أن طفلك إذا رأى أنك تصرخين عليه أو تتعاملين معه بعنف فإنه سيعتقد أن تلك هى الطريقة المثلى للتعامل مع كل الأمور. إن طفلك إذا قام بعض طفل آخر فإنه سيشعر بالسوء حتى لو بدا أنه لا يشعر بشئ مع الوضع فى الاعتبار أن طفلك قد يبدأ فى العض فى الفترة ما بين عام وثلاثة أعوام. وقد يكون لجوء الطفل للعض أحيانا بسبب أن أسنانه تنمو. إن الأطفال أحيانا قد يتشاجرون بسبب لعبة معينة مما قد يجعل الطفل فى تلك اللحظة يلجأ للضرب. وعلى الأم أن تعلم أن لجوء طفلها المتكرر للضرب والعض أمر قد يعنى أن الطفل يعانى من مشاكل أخرى أعمق متعلقة بكيفية التحكم فى غضبه أو تعرضه للمضايقات سواء فى المنزل أو المدرسة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر