رجال بلا أخلاق والنساء يدفعن الثمن
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

رجال بلا أخلاق والنساء يدفعن الثمن

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - رجال بلا أخلاق والنساء يدفعن الثمن

رجال بلا أخلاق والنساء يدفعن الثمن
القاهرة - المغرب اليوم

ليس هناك أشد ثقلاً على النفس، حينما تجد المرأة الشَّريفة نفسها واقعة في شرك رجل فقد كل معاني الرجولة، فراح يحاول استخدام عرضه وسيلة لتحقيق غاية مالية، أو منصب ما، أو ما إلى ذلك من غايات رخيصة؛ فبدلاً من أن يلوذ دفاعاً عنها، وعن شرفها، وعن عرضها الذي هو شرفه وعرضه، يريد أن يستخدمها في ما لا يمكن توقُّعه، ولا يوضع في الحسبان، ليكون سبباً في مأساة بكلِّ معنى الكلمة. القصَّة الأولى تبدأ صاحبة القصَّة التي طلبت التحفُّظ على ذكر اسمها أو الإشارة إليه قائلة: «كنت كأيّ فتاة تحلم في هذه الدنيا بزوج يسعدها، وتشعر معه بالاستقرار والأمان والحب، كانت أحلامي ورديَّة لا يشوبها كدر؛ حتى تلقيت أوَّل صدمات حياتي قبل زواجي عندما عادت أختي الكبرى إلى بيت العائلة تحمل لقب مطلَّقة، فعاصرت أحداث مأساتها، ورفض والدي لأطفالها وطرده لهم أمامنا.

وشاء الله بعد طلاق أختي بخمسة أشهر أن تقدَّم لي شاب من عائلة محترمة، وذو وظيفة مرموقة، طارت الفرحة بي إلى السماء، وشعرت بأنَّ زواجي يمثِّل هروباً لي من أسرتي، وتمَّ الزواج بحمد الله، واستمر12 عاماً، منها ثماني سنوات عاديَّة مثل أيّ زوجين، وبعدها أصبحت في جحيم لا يعلم مداه إلا الله».

صدمة العمر بعد 8 سنوات التغيُّر في قصَّة هذه السيِّدة كان انحداراً مأساوياً بكل معنى الكلمة، حيث تخبرنا عن بدء صدمتها وفاجعتها غير المتوقَّعة قائلة: «بدأ الجحيم عندما طلبت من زوجي كالعادة مصروفاً، فردَّ عليّ بردٍّ صادم: «عندكِ كنز في جسمكِ يساوي ملايين»، فقلت له: «أنت مجنون أو عاقل»، قال: «بل أعقل منكِ»، فابتعدت عنه لأيام، ولم أكلِّمه؛ حتى عادت المياه لمجاريها من دون أن نناقش الموضوع، معتقدةً أنَّه تكلَّم في لحظة غضب، وتوقَّعت أنَّها زلة لسان، وبعد فترة طلبت منه أن يوصلني للسوق؛ لكي أشتري لأبنائي بعض احتياجاتهم، فقال: «تقصدين مقابلة حبيبكِ، ليس لديّ أيّ مانع لو كان عندكِ «بوي فريند»، أهم شيء هو سعادتكِ وراحتكِ، ولو أردتِ مقابلته في البيت، أخبريني، وسأخرج أنا والأولاد؛ حتى تأخذي راحتكِ معه»، فبدأت أصرخ وأتهمه بالدياثة».

التفكير في حل وتكمل: «اتصلت بأخي وأخبرته، فذهل، واتفقت معه على أنَّه سيكون «البوي فريند»؛ لأرى ماذا سيقول زوجي، بدأت الاتصالات بيني وبين أخي، وأصبحت أترك هاتفي النقَّال عامدة لعلَّه يفتِّشه أو يلاحظ شيئاً، ولكن لا حياة لمن تنادي، ففكَّرت أن أثير غيرته أكثر، فأجريت مكالمة مع أخي، وحددت موعداً معه في السوق، فسمع زوجي الموضوع، فقال لي: «مبروك، وأخيراً سمعتِ الكلام»، فصعقت من بروده ودناءته، وذهبنا إلى السوق، واتصلت بأخي على أنَّه حبيبي الوهمي، فجاء إليّ عند سيارة زوجي، وهو ملثِّم؛ لكي أذهب معه، ونزل زوجي، فبادره أخي بضربه حتى تجمع الناس، وأصبحت أصرخ لأبعد زوجي وأخي عن بعضهما، ولكن من دون جدوى، وحضرت الشرطة، وتمَّ نقلنا للسجن». الرأي الاجتماعيّ والأسريّ يخبرنا المستشار الأسريّ والاجتماعيّ عبدالرحمن القراش عن دوره ورأيه في هذه القصَّة قائلاً: «اعتقدت في البداية أنَّ القصَّة خياليَّة، فلا أظن أنَّ هناك رجلاً في وجهه حياء يقبل بهذا الحال، ولكن الحمد لله تعالى أن خلَّصها منه بالطَّلاق السريع، وطلبت مكالمة والدها، واتصلت به، وأعاد لي القصَّة كاملة التي تثبت دياثة الزوج ورفضه التام لقبول بناته، فتواصلت معه لفترة طويلة تقارب الشهرين؛ حتى تمَّ بحمد الله إقناعه بقبول بنات ابنته المغلوبة على أمرها».

القصَّة الثَّانية كانت الفتاة في العقد الثَّاني من عمرها، قادها انهيارها لعيادة نفسيَّة، فقد كانت تعاني من اكتئاب حاد ونوبات هلع شديدة؛ بسبب والدها، وكانت كأيّ فتاة بعمرها تحلم أحلاماً ورديَّة تعيشها في ظلِّ أسرة مترابطة؛ حتى بدأت تتعرَّض للتحرُّش من قِبَل ابن صديق أبيها الذي يكبرها بسنين، وبحكم الصَّداقة العائليَّة بين الأسرتين كانوا يتبادلون الزيارات بشكل دائم، ويستغل ذلك الشَّاب انشغال الأهالي لينفرد بالفتاة ويتحرَّش بها، ويأمرها ويهددها بالسكوت، وإلا ستتعرَّض للعقاب من أهلها، فصمتت سنين على ذلك؛ خوفاً من الإفصاح والفضيحة، وعندما طفح بها الكيل، ذهبت لتستنجد بذلك الرَّجل الذي لا ترى صدراً حنوناً ولا قلباً رحيماً غيره، ذهبت لتشتكي لأبيها ظلمها وضعفها، وكانت الصدمة ردَّة فعل أبيها عندما قال لها: «إن ذلك الابن الذي تحرَّش بكِ هو ابن لرجل شريك لي في العمل، ولا أستطيع أن أخسر تلك الشّراكة؛ لأنَّها ستعرِّضني لانهيار ماديّ»، وهذا الموقف كان كفيلاً بأن يجعل الفتاة تحقد على كلِّ ذكور العالم. الرأي النفسيّ تُخبرنا المستشارة النفسيَّة صفاء مراد عن تحليلها النفسيّ لمن يطلق عليهم من الرِّجال لقب «الديوث» فتقول: «الرَّجل الديوث هو ذلك الرَّجل المنعدم الغيرة على أهل بيته من أمّ، وأخت، وزوجة، وقد يصل به ذلك البرود الذكوريّ إلى أن يكون هو سبباً محرِّضاً لهنَّ على ارتكاب أفعال لا يرضاها لنا الدين ولا المجتمع؛ ظناً منه أنَّ ما يفعله هو الصحيح، وبذلك هو رجل متفتِّح، ويواكب تطوُّرات العصر، وهو لا يدري أنَّه يفتح على نفسه أبواباً تجعله في مهب رياح اقتلاع الرُّجولة والدين، وحتى الإنسانيَّة منه، وللأسف أصبح ذلك الرَّجل موجوداً، وظاهراً، ومجاهراً بذلك في مجتمعاتنا، ولا ننسى أنَّ السكوت على فعل هو نفسه جريمة قد تقدَّر بقيمة وشناعة الفعل المذكور». وتكمل: «من وجهة نظري كأخصائيَّة نفسيَّة، أنَّ سبب ذلك الانحطاط للقاع الذي تأباه النفس البشريَّة السويَّة هو الفقر، فكلَّما صعبت الحياة وزادت متطلَّباتها، ضاقت فسحة العيش على ذلك الرَّجل قليل الصبر ومتذبذب الرُّجولة، وسمح لأهل بيته من النساء، بل قد تصل لأن يأمرهنَّ أن يخرجن يومياً بأيّ وقت وبأيّ وسيلة؛ حتى يحصلن على قوت يومهنَّ بأنفسهن، وهناك من يستغل ضعف تلك الفتيات ويغريهنَّ بأموال كثيرة مقابل ساعة يوميَّة من المتعة والفاحشة، والعياذ بالله، ويتمثَّل السبب الثَّاني بالهشاشة الأسريَّة».

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رجال بلا أخلاق والنساء يدفعن الثمن رجال بلا أخلاق والنساء يدفعن الثمن



GMT 17:55 2020 الثلاثاء ,26 أيار / مايو

هل عدم اكتشاف ميول الأطفال تساهم في فشلهم؟

GMT 19:28 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

حسام عمارة يحذر من العنف البدنى والنفسى ضد الأطفال

GMT 20:25 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

كيف تتعاملين مع الصداع وقت الحمل؟

GMT 20:23 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هل تغير لون عيني الطفل أمر طبيعي؟

GMT 20:38 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

كيف تعالج مشكلة قضم الأظافر عند الأطفال؟

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 21:40 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة الفنانة شادية إلى منزلها بعد استقرار حالتها الصحية

GMT 02:37 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

"عارضة الأزياء بيلا حديد تتظاهر من أجل "القدس

GMT 04:39 2016 الأحد ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المكسيكي غابرييل داو يصمِّمم "قوس قزح" بألوانه الزَّاهية

GMT 09:40 2016 الثلاثاء ,06 أيلول / سبتمبر

الذكرى 46 لرحيل الأب جيكو

GMT 16:24 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

خالد الصاوي ينعي رحيل الفنان مصطفى طلبه

GMT 01:47 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أطعمة تساعد على تحسين مزاجك وإحساسك بالراحة

GMT 01:43 2016 الإثنين ,15 آب / أغسطس

متي يمكن معرفة جنس الجنين بوضوح

GMT 23:56 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

عبد السلام وادو يحصل على شهادة مدير عام نادي رياضي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya