موسكو_الروسية
بموجب التصنيف الدولي "أفضل الجامعات في العالم بحسب QS" تم الاعتراف بجامعة باومان التقنية الحكومية في موسكو على أنها واحدة من الجامعات الروسية الثلاث الأولى. حيث تستضيف هذه الجامعة في كل عام مئات الطلبة الأجانب الذين يأتون إلى روسيا للحصول على جودة عالية في التعليم الهندسي بكلفة أسعار معقولة نسبياً.
وعن التخصصات التي يختارها الطلبة الأجانب وعن التطبيق العملي لهذه العلوم، يجيب إيفان أرخاروف، نائب رئيس جامعة باومان للعلاقات الدولية، على أسئلة آنا كورسكايا، مراسل وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية.
- كما تعلمون يا السيد إيفان سوف تبدأ حملة قبول الطلبة الروس الذين أنهوا المرحلة الثانوية المدرسية، في الجامعات الروسية. هل تتلقون بهذا الصدد طلبات من قبل المواطنين الأجانب للدراسة في جامعتكم ؟
ليس لدينا حملة قبول خاصة للطلاب الأجانب، وذلك لأننا نستقبلهم في واقع الأمر على مدار العام الدراسي تقريباً. بالطبع فإن ذروة التحاق الطلبة الأجانب تبدأ في شهر شباط/فبراير وتستمر حتى شهر حزيران/يونيو من كل عام، لأنه في هذه الفترة بالذات يحصل الطلبة في معظم البلدان على شهادات التعليم الخاصة بهم. وباستثناء المتدربين ضمن دورات تأهيل، فإنه لدينا في الجامعة 708 من طلبة البكالوريوس والماجستير والدراسات العليا من 35 بلداً، وهذا العدد يعادل 5% من إجمالي عدد الطلاب، منهم 460 شخصاً قدموا من بلدان بعيدة و248 شخصاً من جمهوريات رابطة الدول المستقلة ودول الجوار. بالطبع فإن ميانمار وكازاخستان والصين هي الدول الرائدة دون منازع في عدد الطلاب الأجانب الذين يدرسون في جامعتنا، كما أنه هناك عدد لا بأس به من الطلبة القادمين إلينا من فيتنام.
- هل تدرّسون الطلاب الأجانب اللغة الروسية في جامعتكم ؟
بالطبع نحن ندرّس اللغة لجميع الطلاب الأجانب الذين يبدون اهتماماً بذلك، كما نقوم بإعدادهم للدراسة في بيئة ناطقة باللغة الروسية. لدينا قسم خاص بالتحضيري وهناك اليوم نحو 72 شخصاً يتلقون الدراسة فيه. بالإضافة إلى ذلك نحن نقدم للطلبة الأجانب إمكانية الحصول على ساعات إضافية لتعلم اللغة إما ضمن مجموعات أو بشكل فردي. لدينا قسم قوي جداً لتعليم اللغة الروسية وأساتذتنا لا يرفضون تقديم المساعدة لأي طالب.
أما فيما يتعلق بالمناهج التعليمية للطلبة فإننا حتى العام المنصرم كنا ندرسها فقط باللغة الروسية، وهذا يعود قبل كل شيء لخصوصية جامعتنا. والقضية تكمن في أن التعليم التقني يستند في المقام الأول إلى المصطلحات، وهنا لابد أن نذكر بأن المصطلحات الروسية والإنكليزية مختلفة فيما بينها. ولدى تدريس الناس المواد والتخصصات التقنية، اعتمدنا بالدرجة الأولى على المدرسة الهندسية الروسية.
ومنذ العام الماضي بدأنا نقدم لطلابنا خمس دورات جديدة في الماجستير و40 مادة دراسية باللغة الإنكليزية، والتي يمكن من خلالها إنشاء وحدات تعليمية خاصة باللغة الإنكليزية.
- ما هي التخصصات الأكثر طلباً لدى الطلاب الأجانب؟
أولاً وقبل كل شيء هي التخصصات التي تتناسب مع هوية جامعتنا، والحديث يدور عن هندسة الطيران والتكنولوجيا وعلوم المواد وتكنولوجيا المعلومات وهندسة الطاقة.
- كيف يحصل الخريجون الأجانب على فرصة عمل؟
إن الغالبية العظمى من الأجانب يأتون إلينا خصيصاً للحصول على تعليم جيد ومن ثم العودة إلى بلدانهم. ولكن غالباً ما يحقق الطلاب نجاحاً استثنائياً، وبالتالي يقررون البقاء بعد الحصول على درجة الماجستير للدراسة من أجل الحصول على درجة الدكتوراه. لدينا في الجامعة دكتور أستاذ في العلوم التقنية من ميانمار دافع عن أطروحته العام المنصرم. وبهذا يكون قد درس وعمل في روسيا مدة 10 سنوات.
ليست لدينا معلومات دقيقة أين وفي أي شركة يعمل خريجو جامعتنا من الطلبة الأجانب السابقين. لكننا نعلم بأن كل من حصل على التعليم في جامعتنا هو محل تقدير كبير لدى المؤسسات الدولية. هناك حقيقة لابد من التذكير بها وهي أن عدد الطلاب الأجانب الراغبين في الدراسة لدينا يزداد كل عام، وإن معظم المتقدمين الأجانب يحصلون على معلومات عن جامعتنا من قبل خريجي جامعتنا السابقين، أي عن طريق الأخبار التي تتناقلها الألسن.
- هل يخضع الطلبة الأجانب في جامعتكم إلى مسابقة؟
لا، ليست لدينا أي مسابقات، ولكن توجد لدينا شروط قبول معينة وهي مرتبطة بحقيقة أنه لدينا منهاج تعليمي قوي وصعب للغاية، وهنا ينبغي أن يكون الطالب قادرا على دراسته.
- أنتم قلتم إن العديد من الطلاب الأجانب في جامعة باومان التقنية الحكومية في موسكو يجذبهم تناقل الأخبار من الطلبة السابقين إلى الطلبة اللاحقين، لكن ماذا عن التصنيفات الدولية؟ إذ أن جامعتكم تحتل مرتبة لا بأس بها في هذا التصنيف؟
تشكلت علاقة متباينة بين زملائي تجاه هذه التصنيفات. أعتقد بأن التصنيفات مهما كانت علاقتنا بها، فهي مؤشرات مترية مبنية على تقارير إحصائية. بطبيعة الحال فإن الراغبين بالدراسة وذويهم وأرباب العمل يولون اهتماماً بهذه التصنيفات، ولهذا فإنه يمكن بل وينبغي المشاركة فيها.
بدأت جامعتنا المشاركة في التصنيفات منذ عام 2010، وقتها شاركنا في تصنيفين داخليين وتصنيف دولي "أفضل الجامعات في العالم QS"، عندها شغلنا المرتبة 379 ولم تسبقنا من الجامعات الروسية سوى اثنتين: جامعة موسكو الحكومية وجامعة سانت بطرسبورغ الحكومية. وهذا أمر مهم جداً وذلك لأنه على عكس الجامعات الكلاسيكية، نحن متخصصون في مجال الهندسة والتكنولوجيا. وهذا يعني أنه ليست لدينا أي اختصاصات في مجال الطب والصحافة ومجموعة واسعة من العلوم الاجتماعية والإنسانية والكيمياء والمعمارية...إلخ. ولهذا فإنه من الصعب علينا أن نحصل على مؤشرات إحصائية متكافئة خلافاً لما هو الحال لدى الجامعات الكلاسيكية.
كنّا راضين عن هذه النتيجة، ونحن تدريجياً نعمل باستمرار للحفاظ على مكانتنا وتعزيزها. وفي كل عام نعمل على تحسين مركزنا في التصنيف بما يعادل 18-20 مرتبة. ووفقاً لآخر التقارير الواردة لعام 2013 نحن نشغل المرتبة 334 في العالم، لكننا في الوقت نفسه نسعى من أجل نزاهة الإحصائيات وذلك لتكون جميع المؤشرات متطابقة مع الواقع.
- هل تطبقون ممارسة تبادل الطلاب مع الجامعات الأجنبية الأخرى أو الحصول على شهادتي دبلوم في آن واحد؟
نعم بالطبع. لدينا 12-14 شخصاً كل عام يدرسون وفق برنامج يسمح بالحصول على شهادتي دبلوم، مع العلم أن أكثر العلاقات متانة توطدت وتعززت مع جامعات فرنسا وألمانيا. والحديث يدور عن "Ecole central de Lyon" و"ENSAM" (مدرسة الحرف والفنون في باريس)، وجامعات أخرى مثل "Ecole de Nantes" و"Ecole de Mines". في هذا الإطار نحن نتعاون مع هذه الجامعات وفق مناهج دراسية تسمح بالحصول على شهادتي دبلوم في آن واحد منذ أكثر من 10 سنوات.
- برأيكم، ما هي المزايا التي تتمتع بها الجامعات التقنية الروسية وكليات الهندسة لتعليم الطلاب الأجانب؟
أنا هنا سوف أتطرق إلى جانبين. الجانب الأول هو تعليمي مهني، فالتدريس الهندسي والتقني في جامعتنا مبني من قبل أسلافنا على أساس المدرسة التعليمية الألمانية، التي تتميز بنهجها الأساسي القوي واحترافها في مجال الهندسة. ونحن هنا نعد لإنشاء كوكبة من المبدعين والمصممين والمطورين القادرين على خلق وتجسيد الأفكار والمشاريع الجديدة. وهذا هو الفرق الأساسي بيننا وبين أكثر المدارس التقنية في الخارج.
الجانب الثاني هو اقتصادي. حيث تقدر تكلفة التعليم التقني الهندسي النوعي في روسيا أرخص بنسبة 35-40 بالمئة مما هو عليه في الجامعات الأجنبية المرموقة. آمل بأن يتمكن الراغبون الأجانب في المستقبل من تقييم وتقدير هذه المزايا من خلال تجربتهم الخاصة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر