العنف في الجامعات المصرية انعكاس لأوضاع المجتمع السياسية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

العنف في الجامعات المصرية: انعكاس لأوضاع المجتمع السياسية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - العنف في الجامعات المصرية: انعكاس لأوضاع المجتمع السياسية

القاهرة - د.ب.أ

رغم محاولات الحكومة المصرية مّد فترة عطلة منتصف العام لتزيد شهرا كاملا إلا أن عودة الدراسة، في 15 مارس/ آذار الماضي، يتخللها اندلاع المظاهرات وتأجج العنف مرة أخرى خاصة من قبل جماعة الإخوان المسلمين ومؤيديها. تشهد جامعة القاهرة اشتباكات ببن طلاب الأخوان المسلمين والامن أمام الحرم الجامعي. وقد تعود هذه الاشتباكات إلى قرار المحكمة المصرية منذ يومين بإحالة أوراق 528 من مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين إلى المفتي لتأييد للحكم بإعدامهم. فيما يُتوقع أن يجتمع المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع اليوم مع المجلس الاعلى للقوات المسلحة، حيث يُتكهن بعزمه تقديم استقالته من الجيش تمهيدا لترشحه للانتخابات الرئاسية، بحسب ما ذكرت صحيفة الاهرام الحكومية. حق الطلاب في التظاهر...ولكن وقد شهدت الجامعات المصرية مؤخراً فصل مئات الطلاب وإحالة الأساتذة بهيئات التدريس لمجالس تأديب ووقفهم مؤقتا عن العمل سواء لاتهامهم بالتورط في أعمال "تخريبية" أو لتحريضهم على التظاهر، حيث فصلت جامعة الأزهر وحدها أكثر من 200 طالبا. كما سقط قتلى (10 حسب تقديرات حقوقية)، إلى جانب استمرار حالات العنف دون أي بادرة لوقفه. من جانبه يؤكد الأستاذ الجامعي محمد الشحات الجندي، أستاذ الشريعة الأزهري وعميد كلية الحقوق بجامعة حلوان سابقا، علي حق الطلاب في التظاهر والاحتجاج وحقهم كذلك في إبداء الآراء فيما يجد من أحداث، لكنه يقول لـ DWعربية " يجب ألا تتحول هذه المظاهرات إلى وسيلة لتخريب منشآت الجامعة، وكذلك ألا تكون هادفة لتعطيل العملية التعليمية". ويشير الجندي إلي أن " ما جرى داخل الحرم الجامعي، قيام بعض الطلاب برفع علم تنظيم القاعدة، أو استقطاب طلاب من داخل قاعات الدراسة في محاولة لإسقاط العملية التعليمية ووقفها تماما وهو ما يعد مصادرة على حق الطلاب الآخرين في تحصيل العلم".. لهذا يعتبر أن مظاهرات الطلاب، وطلاب الأزهر تحديداً، "تهدف إلى تقديم رسالة تظهر الوضع في مصر كما لو أن هناك من يتمسك بإعادة حكم الإخوان المسلمين من قلب جامعة الأزهر..مما يؤكد أن استمرار هذه المظاهرات أمر متعمد، كما يدفع الشكوك حول علاقة هذه المظاهرات بوجود تمويل خارجي يدعمها"! يجب الدخول في حوار جاد رغم ذلك يري الأستاذ الجامعي أن الحل الأمني ليس كافيا، حيث يقول موضحاً "ينبغي الدخول في حوار جاد مع الطلاب الذين يريدون التعبير عن آرائهم ولديهم رغبة في نقاش كيفية إدارة الأعمال في الفترة القادمة"، لكنه يستنثني "الطلاب الذين تورطوا في أعمال تخريبية"، على حد تعبيره، ويقول موضحاً :" لا يمكن إجراء حوار مع هؤلاء، بل يجب أن يحقق معهم.. وأقصد بذلك كل من أدين بالخروج عن السلمية". كما يوضح الشحات أن "الجامعات أصبحت ساحات للقتال وبعض الطلاب يستغلون تواجدهم بالمدينة الجامعية ولا يكفوا عن التظاهر حتي في ساعات الليل"..لهذا يؤيد إجراءات فصل العديد من الطلاب بالجامعات المصرية، حيث يقول "إذا ثبت تورطهم في أحداث العنف، من خلال التحقيقات، فلا مانع من فصلهم، وفي هذه الحالة يمكنهم اللجوء للقضاء والطعن على قرارات فصلهم أمام القضاء الإداري..وهناك العديد من الطلاب تم فصلهم مطلع العام الداراسي الحالي وعادوا لكلياتهم بموجب أحكام قضائية". بينما يقول محمد صالح الطالب بجامعة القاهرة (الفرقة الرابعة - كلية العلوم) لـ DWعربية :" أن بداية المظاهرات تكون عادية مثل كل المظاهرات في تاريخ الحركة الطلابية المصرية، تتحرك من داخل الجامعة نحو الخارج.. وتتعالى الهتافات المعتادة مثل يسقط حكم العسكر، أو هتافات أخرى ضد الشرطة المصرية، بينما تكون بداية العنف من جانب قوات الأمن". دخول الأمن للحرم الجامعي في بعض الأحيان يتصدى الطلاب للأمن مع تزايد العنف، هكذا تتولد أساليب الدفاع، كما يوضح صالح: " أن أساليب الدفاع المستخدمة من جانب الطلاب لا تختلف عن الأساليب المتبعة في المظاهرات المصرية حيث يستخدم الطلاب "الشماريخ"، المستخدمة في مدرجات كرة القدم، وقنابل الموّن وهي قنابل مصنوعة من مواد البناء، إطارها الخارجي من مادة "الجبس"، وتحتوي على قطع من الزجاج والمسامير الحديدية كذلك، هي قنابل إنشطارية محلية وبدائية الصنع". كما يعتبر صالح" أن سبب تصاعد العنف هو دخول الأمن للحرم الجامعي". في مطلع العام الدراسي كانت الاشتباكات لا تحدث داخل أسوار الجامعة، وكانت قوات الأمن المدني (الإداري الخاص بالجامعة) تحاول حماية سلامة الطلاب خلف أسوار الجامعة من قوات الأمن الشرطية، لكن مع تصاعد العنف سمحت إدارات الجامعات بدخول هذه القوات خلف أسوار الجماعة، ويعلق صالح: "كانت جامعة القاهرة آخر من سمحت بدخول الأمن، لكن الحل الأمني الذي تنتهجه الدولة المصرية حاليا لن يؤدي إلي شىء، كما أن لا أحد سيحاسب الداخلية على انتهاكاتها، التي وصلت لدخول الكلاب جامعة المنصورة مثلا، أو إطلاق الشرطة للرصاص الحيّ علي واحد من مباني كلية هندسة القاهرة عن طريق الخطأ مما تسبب في إصابة طالبة". ويضيف موضحا "الحكومة أعلنت الإخوان جماعة إرهابية، والحركة الأبرز حاليا هي "طلاب ضد الإنقلاب"، المحسوبة على هذه الجماعة.. لهذا يسكت الجميع على ما يجري من اشتباكات"! تسأله DW عربية لماذا يستمر العنف؟ فيجيب صالح قائلاً:" لأن الأمن يريد وقف المظاهرات والمسيرات عن طريق العنف، وتكون نتيجة ذلك استمرار دائرة العنف..لهذا صار من المعتاد احتشاد الطلاب في أيام محددة بشكل أسبوعي للتظاهر لتحدث مواجهات مع الأمن وتقتحمْ الجامعة ويقبض على الطلاب بشكل عشوائي". ويضيف:" الحل المناسب لما يحدث في الجامعات يجب أن يكون من خارجها.. أي أن يقدم المجتمع الحل لهذه الأزمة، لأن ما يحدث الآن هو إنعكاس وصورة مصغرة لما يحدث خارجها". من ناحية أخرى أصدرت مؤسسة حرية الفكر والتعبير، المعنية بالحريات الأكاديمية، عدة توصيات هامة منها" إلغاء القيود المفروضة على حق لتظاهر السلمي، وضمان شفافية ونزاهة التحقيقات في قضايا قتل الطلاب داخل الجامعات، ووقف التدخل الأمني بالجامعات، والإلتزام بحكم طرد الحرس الجامعي الصادر من المحكمة الإداراية العليا حيث أنه حكم نهائي بات غير قابل للطعن عليه بأي وجه من أوجه التقاض"، للرد على حكم محكمة "الأمور المستعجلة" الخاص بعودة الحرس الجامعي للجامعات المصرية!

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العنف في الجامعات المصرية انعكاس لأوضاع المجتمع السياسية العنف في الجامعات المصرية انعكاس لأوضاع المجتمع السياسية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 01:11 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب الرفاعي يؤكد أن مكتبة الإسكندرية تضم الكتب النادرة

GMT 12:05 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 22:28 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الرجاء يعلن تأجيل مباراته أمام الدفاع الحسني الجديدي

GMT 19:25 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

بركان يواجه الاتحاد الليبي في كأس الكاف

GMT 01:05 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

رابطة المحترفين الجزائري يصفون تصرف زطشي بغير القانوني

GMT 11:29 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

الدبلوماسية المغربية توجه ضربة جديدة لجبهة "البوليساريو"

GMT 01:51 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

سيارة كادت أن تخترق واجهة مقهى في طنجة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya