المخدرات تصل إلى مدارس الجزائر
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

المخدرات تصل إلى مدارس الجزائر

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المخدرات تصل إلى مدارس الجزائر

الجزائر - المغرب اليوم

انتشرت ظاهرة تناول المخدرات بين تلامذة المدارس في الجزائر، أمام صمت ملحوظ للأطقم التربوية وغياب قانون واضح يجرم التجارة بالمخدرات. في الوقت الذي تزايد فيه نشاط شبكات المخدرات داخل المدارس وفي محيطها. " أطفال المدارس لا يتجاوز عمرهم 16 سنة، بلغ بهم الأمر إلى سرقة هواتف زملائهم لشراء المخدرات"؛ هذه شهادة التلميذة لمياء البالغة من العمر 14 عن انتشار ظاهرة ترويج وتعاطي المخدرات داخل مدرستها شرق العاصمة الجزائر. في البداية رفضت لمياء الحديث إلينا لما كانت تشعر به من خوف، لكنها أوضحت في ما بعد أن "بعض التلاميذ في مدرستنا يعملون مع شبكات المخدرات التي باتت تستقطب المراهقين المطرودين من المدارس والذين عادة ما يحملون حقدا دفينا على المؤسسة التي كانوا يدرسون فيها". وواصلت الصبية "عادة ما تستهدف هذه العصابات أحد التلاميذ النشطين في المؤسسة وتستعمله كوسيلة لترويج سمومها، وذلك عن طريق حيل تعتمد على دفع التلاميذ إلى الإدمان تدريجيا عن طريق أقراص مخدرة توزع مجانا على أنها حلويات في المدرسة، وهذا ما يزرع الرعب فينا داخل المدرسة". التلميذة التي كانت شاهدة عيان على ظاهرة تعاطي المخدرات في مدرستها، أرادت عبر شهادتها إلينا التحذير من انتشار تلك السموم في المدارس. صمت الطاقم التربوي أما "لمين" البالغ من العمر17 عاما، فهو أحد ضحايا شبكات المخدرات؛ وقد أشار إلى أن الطاقم التعليمي في مؤسسته على دراية تامة بانتشار المخدرات، لكنه يخاف من تهديدات التلاميذ، إذ تحول بعضهم إلى لصوص وباعة للمخدرات داخل المدارس. ويضيف الشاب "أنا أتناول المخدرات منذ أن كان عمري 15 سنة، وأحصل على حاجتي من أمام باب المدرسة فالمروجون في كل مكان". وحول سؤاله عمن يمده بالمال لشراء المخدرات، يقول الشاب "أشتري جرعاتي التي تصل إلى خمسة كيلوغرامات كل يوم من المصروف اليومي الذي يعطيه لي والدي و أتناول المخدرات في مرحاض المدرسة، وهم إلا يومنا لم يكشفوا أمري". مخدرات في الحلوى وبعد جولتنا في العديد من المدارس، اكتشفنا أن "لمين" ما هو إلى حالة من بين العشرات. وهذا ما أكده أيضا بوفاتح محمد بلقاسم، المختص في علم الإجرام حين أشار إلى أنه عالج العديد من الحالات المتعلقة بإدمان المراهقين على المخدرات بعد أن حصلوا عليها مجانا داخل المدارس الثانوية التي كانوا يدرسون فيها. وبعد التحقيق المعمق في القضية، تبيّن بأن شبكات المخدرات تعمل على الترويج لأقراص مخدرة توضع داخل علب حلويات توزع على التلاميذ مجانا؛ كما أنها توظف تلاميذ المدارس الثانوية مقابل مبالغ مالية كبيرة تصل لحد مليون سنتيم شهريا. وأضاف المتحدث، بأن التلاميذ عندما يتعودون ويدمنون على هذه الحلويات المخدرة، تباع لهم. فيلجأ العديد منهم إلى سرقة المال من عائلاتهم لشرائها، ومن لم يسعفه الحظ يلجأ إلى سرقة الناس والاعتداء عليهم. الإدمان على المخدرات داخل المؤسسات التربوية من أكثر أسباب الرسوب المدرسي. فاهتمام التلميذ المدمن همه الوحيد ربح المال مهما كانت الوسيلة لشراء المواد المخدرة، هذا ما قاله حسب رئيس جمعيات رعاية المراهقين عبد الكريم عبيدات  مضيفا أنه تم تأسيس هذه السنة لجان إصغاء وتوجيه التلاميذ داخل المؤسسات التربوية هدفها مراقبة سلوك التلاميذ وتوجيههم، نظرا لاستفحال ظاهرة ترويج المخدرات في المؤسسات التربوية على شكل حلويات، وسط غفلة المسؤولين والأولياء، مؤكدا "أن مروجي المخدرات اعتمدوا في البداية على حلويات "تيك تاك" وهي عبارة عن علبة صغيرة تحتوي على أقراص حلويات تباع بثمن عشرين دينارا، حيث عمدت عصابات المتاجرة بالمخدرات إلى استغلال هذه العلب وتعويضها بحبوب مخدرة حلوة المذاق، توزعها على التلاميذ عن طريق زملاء لهم". من فضاء تربوي إلى مكان للسرقة من جهته، يقول البروفيسور مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العملي لـ ، إن المؤسسات التربوية "تحولت من فضاء تربوي وتعليمي إلى مكان للسرقة والمتاجرة بمختلف أنواع السموم، وفيها سيتحول المراهقون بعد فترة إلى أرقام إضافية في معادلة الجريمة المنظمة". وحسب الإحصائيات التي أعدها البروفيسور خياطي، بلغ عدد التلامذة المدمنين في العاصمة الجزائر 2073 طفل خلال السنة الجارية، وذلك أمام غياب قانون واضح يجرم المتاجرة بتلك السموم.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المخدرات تصل إلى مدارس الجزائر المخدرات تصل إلى مدارس الجزائر



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 01:30 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاء عامر توضّح أسباب تأخر عرض مسلسل"السر"

GMT 21:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد المغربي يحرم الوداد من منحته السنوية

GMT 13:41 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ليلى أحمد زاهر تهنئ هبة مجدي بخطوبتها

GMT 22:26 2017 الإثنين ,04 أيلول / سبتمبر

وفاة فتاة تحت عجلات قطار الدار البيضاء

GMT 09:19 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

شالكه يحصل على خدمات موهبة مانشستر سيتي رابي ماتوندو

GMT 07:52 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

رحيل الممثل المصري ومغني الأوبرا حسن كامي

GMT 12:58 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

فنانات مغربيات يحققن نجاحًا كبيرًا في بلدان الخليج

GMT 09:47 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

مقتل عارضة الأزياء الشهيرة تارة فارس في بغداد

GMT 22:20 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

العثور على رضيع متخلى عنه في أحد شوارع مدينة وزان

GMT 07:02 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

فوائد العسل الأبيض في نظام الرجيم الغذائي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya