الرباط ـ وكالات
ثار خبر منع مدير مؤسسة إعدادية في طنجة ثلاث تلميذات من ولوج المدرسة بسبب ارتدائهنّ الحجاب موجة غضب واسعة،
خاصة في الحي الذي توجد فيه المؤسسة الذي تقطن به الفتيات، والتابع لمقاطعة بني مكادة، تجلت في احتجاجات سكان المنطقة والمتضامنين مع الفتيات اللواتي ابتعدن عن دراستهنّ منذ أسبوع. في هذا التقرير، تنقل «المساء» تفاصل القصة الذي تجاوز صداها المغرب، بعد تداولها من طرف وسائل إعلام عربية، وتقف على روايتي الطرفين: الفتيات اللواتي يؤكدن تعرضهنّ للمنع و«الإهانة»، ومدير المؤسسة، المسانَد من طرف نيابة التعليم، والذي يعتبر الاتهامات الموجّهة له «مُغرّضة».
طفت قصة التلميذات الثلاث فاطمة الزهراء وأسماء ونسرين، اللواتي يدرُسن في مؤسسة ابن سينا الإعدادية في مقاطعة بني مكادة، على السطح في الأسبوع الماضي، بعدما قرّرت إدارة المؤسسة منعهنّ من الدخول إليها بحجة عدم ارتدائهن اللباسَ الموحَّد، حسب الإدارة، غير أنّ التلميذات فجّرن مفاجأة كبيرة عندما أطلعن الرأي العامّ على أن مدير المدرسة منعهنّ من الدخول لارتدائهن «حجابا طويلا»..
في حديثها إلى «المساء»، كشفت التلميذة فاطمة الزهراء، البالغة من العمر 17 سنة، والتي تدرس في السنة الثالثة من السلك الإعدادي، أنّ أصول القضية ترجع إلى الدورة الأولى، عندما مُنعت -رفقة تلميذة أخرى- من ولوج المدرسة لمدة أسبوع، حسب روايتها، لأنهما كانتا ترتديان «حجابا مشرقيا»، إلى أن تدخلت نيابة التعليم وطلبت من المدير إعادة التلميذتين إلى صفوف الدراسة، وكانت فاطمة، تردّ بذلك على ما أورده المدير في روايته من أن «القرار لا يستهدف الحجاب وإنما إرغام التلاميذ والتلميذات على ارتداء اللباس الموحّـَد».
وقالت فاطمة الزهراء إنّ المدير أصرّ، في الدورة الثانية، على «منع التلميذات من ارتداء الحجاب الطويل»، وتوعّد بمنعهن من الولوج إلى المدرسة إن هنّ أصررن على ذلك، ليقرر في بداية الأسبوع الماضي، منع ثلاث تلميذات من ولوج المؤسسة، هن أسماء، ذات الـ17 ربيعا، والتي تدرس في السنة الثانية، ونسرين، ذات الـ15 سنة، والتي تدرس بدورها في السنة الثانية، إضافة إلى فاطمة الزّهراء.
تواصلت «المساء»، أيضا، مع التلميذة نسرين، التي روت تفاصيل منعهنّ من الدراسة، قائلة إن الإدارة كانت تحظر عليهن حتى ولوج بوابة المدرسة، وإن المدير سبق أن قال لهنّ: «إن أردتنّ ارتداء هذا اللباس اذهبن إلى السعودية أو سوريا».. مبديا إصرارا على منعهنّ من الدخول. واستمر الحال كذلك طيلة الأسبوع، ليخترن التوجّه إلى النيابة، حيث التقين بأحد أطرها، والذي لم تذكر المتحدثة اسمه أو صفته، فاقترح عليهنّ الوقوف أمام بوابة المدرسة احتجاجا على تصرّف الإدارة..
اتجهت التلميذات الثلاث، يوم الخميس الماضي، للوقوف أمام بوابة الإعدادية، لتعرف قصتهنّ منعرجا جديدا، فحسب رواية كلتا التلميذتين، اللتين حاورتهما «المساء»، فإنّ حارس الأمن الخاص، الذي هو في الوقت نفسه عضو في جمعية آباء وأوليات تلاميذ المؤسسة، أمرهنّ بالانصراف، وعندما أبَين، انهال عليهنّ بالشتم والكلام النابي، وهدّدهن بنزع حجابهنّ، وفق روايتهنّ.. وبعد إصرارهنّ امتدت يده إلى حجاب التلميذة نسرين، محاولا تمزيقه، حسب قولها.. ويظهر فيديو اطلعت عليه «المساء» آثار محاولة تمزيق الحجاب..
جعل هذا الموقف القضية تخرج إلى العلن، حيث انتشر خبر المنع بسُرعة، وتحولت وقفة التلميذات إلى وقفة احتجاجية شارك فيها متضامنون معهنّ من أولياء أمور التلاميذ، إضافة إلى أفراد من أسرهنّ، وظهرت الفتيات في مقطع فيديو وهنّ يطالب وزير التعليم محمد الوفا بالتدخل لإعادتهن إلى صفوف الدراسة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر