أطفال مصر عانوا نفسيًّا وبدنيًّا من ثورة 25 يناير
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

أطفال مصر عانوا نفسيًّا وبدنيًّا من "ثورة 25 يناير"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أطفال مصر عانوا نفسيًّا وبدنيًّا من

القاهرة ـ وكالات

لعله ليس مُفاجئاً للمهتمين بالبُعد النفسي في الإنسان، ما كشفته دراسة مصرية طبية حديثة أُجريت على تلاميذ المدارس في المنطقة المحيطة بـ «ميدان التحرير»، عن إصابة أطفال هذه المدارس بأعراض نفسية متّصلة بحوادث العنف التي شهدتها تلك المنطقة في سياق «ثورة 25 يناير» ومابعدها. ووفق هذه الدراسة التي نوقِشَت في إطار المؤتمر السنوي العاشر للعلوم الطبية في مصر، تمثّلت الأعراض النفسيّة التي ظهرت على أولئك الأطفال بالتوتر والقلق والاكتئاب ومظاهر «اضطراب ما بعد الصدمة» Post Traumatic Stress Disorder وغيرها.  اندرجت هذه الدراسة المثيرة ضمن قرابة 150 بحثاً قُدّمت في المؤتمر الذي يُشرف عليه سنويّاً «المركز القومي للبحوث». وحملت دورة انعقاده العاشرة عنوان «البحوث الطبية: نحو مجتمع صحي»، ورعتها وزيرة البحث العلمي الدكتورة نادية زخاري، ورئيس المركز القومي للبحوث الدكتور أشرف شعلان ورئيسة شعبة البحوث الطبية الدكتورة عزة عبد الشهيد. وتناول المؤتمر مجالات طبيّة متنوّعة شملت المستجدّات في بحوث التغذية والمناعة وطب الأطفال والطب التجديدي والأمراض الباطنية وعلوم الجراحة وغيرها. وأفرد المؤتمر مساحة كبيرة للبحوث المتّصلة بالأضرار الصحيّة المتّصلة بـ»ثورة 25 يناير».  في إطار المؤتمر، أعلن شعلان إنشاء أول مركز تميّز طبي في مصر، يضع البحوث والدراسات العلمية المختلفة موضع التطبيق في الرعاية الصحية. وأشار إلى أن هذه الخطوة قابلة للتعميم في حال نجاحها.  وأكد أن إنشاء هذا المركز يعكس مدى التقدّم العلمي الذي وصل إليه علماء «المركز القومي للبحوث».  وكذلك أشاد الدكتور حسين كامل بهاء الدين، وهو أستاذ في طب الأطفال ووزير سابق للتعليم، بالأداء العلمي لبحّاثة المركز القومي، متمنيّاً أن يتمكّن المركز من إحداث ثورة علمية في مصر. فيما أكدت الدكتورة عزّة عبد الشهيد، التي ترأّست المؤتمر، أن هذه الدورة أولَت عناية كبيرة لشباب الباحثين من الحاصلين على الماجستير والدكتوراه، الذين تقدّموا للمؤتمر بما يزيد على 50 بحثاً، مشيرة إلى تخصيص 6 جوائز لأفضل بحوث بينها.  وناقش المؤتمر مستجدات البحوث عن التهاب الكبد بالفيروس من النوع «سي»، وارتفاع نسبة الدهون في الدم، وسُمنَة الأطفال، واستخدامات النانوتكنولوجيا في علوم السرطان، واستعمالات خلايا المنشأ Stem Cells في علاج تشمّع الكبد ومرض «ألزهايمر»، والاستخدامات الصيدلانية المقنّنة للأعشاب والنباتات الطبيّة، وطُرُق الاستفادة من المُغذّيات الصيدلانية ومُضادات الأكْسَدَة في علاج مرض السكري وتليّف الكبد.  واستعرض الباحثون الشباب بعض المستجدّات في بحوث السموم والمخدرات. وقدّموا مُلصقات تُلخّص 30 بحثاً عن «الكبد الدهني» Fatty Liver، وسرطان القولون، إضافة إلى المُنشّطات والأدوية والملوّثات البيئية والطب التكميلي وغيرها.  وفي السياق نفسه، دقّت دراسة طبية للدكتور ياسر الحصري ناقوس الخطر حيال ارتفاع نِسَب الإصابة بسرطان الكبد في مصر خلال السنوات الخمس الأخيرة، بأثر من غياب الوعي بسُبُل مواجهة فيروسات الكبد في مراحلها المبكرة. وأوضح الحصري أن الدراسة شملت 27 ألف إصابة بالتهاب الكبد بفيروسي «سي» و»بي» (أحدهما أو كلاهما معاً) وبمعاناة الكبد الدهني، إضافة إلى الالتهاب المناعي. واستمرّت الدراسة 15 عاماً.  وأضاف الحصري أن النتائج أشارت إلى أن 6.1 في المئة من الإصابات بالفيروسين ترافقت مع أورام سرطانية، ووصلت إلى 0.7 في المئة في الالتهاب المناعي وذلك الذي يرافق الكبد الدهني. وكشف عن دراسة عن التشخيص المُبكّر لفيروس الكبد من النوع «سي»، تُجرى بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي.  وألقت الاختصاصية الألمانية الدكتورة بلوروك بوش، وهي رئيسة «المعمل الإكلينيكي العالمي للعناصر النادرة» محاضرة عن السُميّات البيئية ودورها في حدوث الأمراض العصبيّة.  وتناولت الدكتورة داليا عنبة، وهي مدرّسة الأمراض النفسية في كلية الطب في جامعة القاهرة، موضوع الأعراض النفسية المسجلة لأطفال المدارس الابتدائية حول منطقة «ميدان التحرير»، في سياق «ثورة 25 يناير». وشملت الدراسة 515 طفلاً من تلامذة الصفين الخامس والسادس الابتدائي في 6 مدارس. وأضافت أن الدراسة بيّنت أن الإناث كُنّ أكثر تأثراً من الذكور بأحداث العنف بنسبة 44.4 في المئة.  وأشارت عنبة إلى أن 67 في المئة من التلامذة أكّدوا أن حياتهم أسوأ في فترة ما بعد الثورة، في ظل معاناتهم أعراضاً نفسيّة تشمل كوابيس وأحلاماً مفزعة، وضعف التحصيل الدراسي والتواصل مع الآخرين. وخلصت إلى تأكيد ضرورة إجراء كشف نفسي للأطفال في المدارس، والاهتمام بالأطفال نفسياً، خصوصاً الإناث.  ناقش المؤتمر عينه قرابة 25 بحثاً متّصلاً بطب الأطفال، تناولت العلاقة بين نقص فيتامين «د» وارتفاع مستوى الدهون لدى الأطفال والدور الوقائي لفيتامين «ﻫ» عند الأطفال المُصابين بالربو الشعيبي «الأزما» Bronchial Asthma. وكذلك رصدت بعض البحوث العلاقة بين نشاط أنزيمات الكبد في أطفال يعانون مرض «أنيميا البحر الأبيض المتوسط» Mediterranean Anemia، والإصابة بفيروسات الكبد، إضافة إلى دراسة التوازن بين المُكوّنات المختلفة لجهاز المناعة في الأطفال المُصابين بالربو.  في السياق عينه، تناول المؤتمر مستجدّات البحوث في الجراحة والقدم السكري Diabetic Foot، وعلاج دوالي الساقين، ومعالجة الجروح القطعية بواسطة نسيج جديد مُعالج بجزئيات نانوية من الفضة. كما ناقش بحوثاً عن خلايا المنشأ (تُسمّى «الخلايا الجذعية» في ترجمة غير دقيقة لأسمها الإنكليزي) ودورها في علاج أمراض مثل نوبات الكهرباء في الدماغ («الصَرَع»)، وفشل الكبد وغيرها. وطاولت بحوثٌ أخرى صحة المرأة وعلاقة السُمنة بظاهرة «مقاومة الأنسولين» المتّصلة بالسكّري، والوظائف الإدراكية للمرأة في منتصف العمر، وبرامج الرياضة التي تقي من السُمنَة عند النساء، والأدوية الحديثة في علاج هشاشة العظام عند المرأة في فترة ما بعد انقطاع الطمث.  وفي سياق أعمال هذا المؤتمر، ألقت الدكتورة إيمان محمود فودة، وهي أستاذة طب الأطفال في كلية الطب بجامعة عين شمس، إرشادات عامة عن علاج الربو الشعيبي عند الأطفال. وقدّم الدكتور محمد مخلص، هو أستاذ في علوم الكبد، محاضرة عن علاج التهاب الكبد بالفيروس من النوع «سي».  وعلى ألسنة متنوّعة، قُدّمَت بحوث عن الأكسدة في أنسجة الجسم، ودور الفيتامينين «ج» و«ﻫ» في علاج التهاب الكبد، وتأثير زيت «حبة البركة» في تحسين الذاكرة وغيرها. وجرى التداول أيضاً في بحوثٍ عن التغذية والتعرّف إلى عوامل الخطورة في سُمنة الأطفال، وتأثير التغذية في الوظائف الإدراكية في الأطفال وســلوكهم النفسي الاجتماعي.  وتحدّثت مجموعة من البحوث عن علاجات طبيعية تشمل استخدام سم العقرب علاجاً لمرض السكر، واستعمال مستخلص الفول السوداني ومادة «الكركم» في علاج طفيليات الأمعاء. وكذلك ناقش «المؤتمر السنوي العاشر للعلوم الطبية» أوراقاً عن الوراثة ومُكوّناتها، والاضطرابات الجينية المتّصلة بتراكيب الأنزيمات المساهِمَة في التسبّب بأمراض القلب لدى الأطفال والأمّهات، واختلالات الجينات المتعلّقة ببعض مناحي مرض الكلي المزمن وغيرها.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفال مصر عانوا نفسيًّا وبدنيًّا من ثورة 25 يناير أطفال مصر عانوا نفسيًّا وبدنيًّا من ثورة 25 يناير



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya