طلبات الأطفال الزائدة عبء يثقل كاهل الأسر
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

طلبات الأطفال الزائدة عبء يثقل كاهل الأسر

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - طلبات الأطفال الزائدة عبء يثقل كاهل الأسر

عمان ـ وكالات

إحراج كبير تسبب فيه الطفل سامر (6 سنوات)، عندما كان برفقة والديه في أحد "المولات". لم يكن الأب يمتلك النقود الكافية لشراء العديد من الحاجيات اللازمة، وغير اللازمة لطفله، فطلب من ولده إرجاع بعضها، لتبدو على وجه الطفل علامات الحزن والغضب، فلم يكن من الوالد سوى الخضوع لرغبات طفله وشرائها جميعا. يؤكد والد سامر أن الآونة الأخيرة شهدت تزايدا في شراء واستهلاك الأطفال للمشتريات، بحاجة أو بدونها، مما يشكل عبئا على الأسر، خصوصا أن البعض قد لا يحتمل كثرة المصروفات. ويقول "إن التنشئة الأسرية للطفل هي الدافع وراء سلوكياته في الشراء، وللأسف الغالبية منا يرغب في تربية أبنائه على "الخير"، وعدم حرمانهم من أي شيء، لكن في المقابل لا يقدّر الأبناء قيمة ما يحصلون عليه، ويعتبرون الأمر واجبا أو أمرا عاديا". ويضيف "كنا في الماضي نفرح بأي شيء يقدم إلينا، من ملابس أو مستلزمات مدرسية، أو ألعاب، أما الآن فإذا لم نخضع لأذواقهم ورغباتهم فإنهم لا يقنعون بالأشياء التي نقدمها لهم، ويطلبون استبدالها، أو شراء حاجيات أخرى". لعل هوس الشراء وكثرة متطلبات الأبناء يشكلان عبئا ماديا إضافيا في الحياة، فالأطفال لا يشبعون أهواءهم إلا بتحقيق رغباتهم، إما إعجابا بسلعة، أو تقليدا لمن حولهم، بمبرر أو بدونه. وقد أصبح كثير منهم لا يستطيعون مقاومة أنفسهم تجاه الرغبة في الشراء والتسوق من دون شعور. وتتفاوت الأسباب حيال ذلك، إما تقليدا للأقران أو الكبار، وربما نتيجة لضغوط نفسية منزلية أو مدرسية. وكذلك تبرز عاطفة الأهل الزائدة، خاصة من الأم التي تزيد من ولع الأطفال بالأشياء، وتحقيق رغباتهم. سلوى عمران (32 عاما) تقول "من خلال تجربتي مع أطفالي رأيت أن الطفل يكتسب العادات من أهله، فإذا استشعر أنهم مندفعون لسلوك معين اتبعه دون مبالاة، إلى أن يصل إلى مرحلة قد يعجز الأهل عن علاجها، خاصة إذا وصل إلى مرحلة الهوس الشرائي، وهنا يزداد الأمر صعوبة على الأسر خصوصا، مع وجود الإغراءات الدعائية، سواء للمأكولات أو الألعاب، أو الملابس". وتشير أم حسام (38 عاما) إلى أن للأطفال رغبات يجب تلبيتها حتى لا يشعروا بالكبت، فهي لا تريد أن يكون ابنها أقل من غيره عندما يكون بين أقرانه، وذلك من خلال منحه مصروفا يوميا يلبي كل رغباته. وتساءلت عن سبب منع الأطفال من تحقيق رغباتهم الشرائية، خصوصا إذا كانت الأسرة مقتدرة ماديا. ويرجع الاختصاصي النفسي، د. خليل أبو زناد، ولع بعض الأطفال نحو الشراء، إلى تقليد الأقران، إضافة إلى أن بعض الأطفال يرغبون في تضييع وقتهم في التسوق، فنجدهم لا يملون وهم يتفحصون بعض السلع التي تروق لهم، حتى يحصلوا عليها، بإقناع والديهم بأي طريقة كانت. ويضيف، إلى جانب عدم التوجيه السليم من الأسرة، واستغلال الطفل لعاطفة الأم الزائدة، مؤكدا أن الدلال الزائد للطفل يعد من أهم أسباب تزايد شغف الأطفال للشراء. ويبين ضرورة تعويد الطفل على ضبط النفس، واستشعار الإحساس بأهمية الشراء، بحاجة أو بدونها، فالشراء دون الحاجة إليه يعد تبذيرا وإسرافا، كما أن حصول الطفل على كل ما يريده ينعكس عليه سلبا عندما يكبر. أبو محمد (46 عاما) لديه أطفال، وفي اعتقاده أن سبب الشراء المتعدد لدى الأطفال يعود للحملات الترويجية الإعلانية، ولشطارة البائعين، وقدرتهم على إقناع الطفل بالشراء. ويقول "فإما أن يضطر الوالدان لتلبية طلبات الأبناء أو ردهم عن تحقيقها، فأنا وزوجتي عادة نختلف في هذا الأمر، فأوصيها بأن لا تشتري لهم كل ما يطلبون حتى لو توفر المال، لكن دون إستجابة تذكر". ويضيف "عندما أرى غرفة أبنائي مليئة بالألعاب، وتكاد الخزائن لا تتسع لها، أو أراها متناثرة هنا وهناك، أو أن العديد منها تحطمت بعد يومين من شرائها بمبلغ وقدره، أنزعج كثيرا، فأعتقد أن كثرة الدلال وتلبية جميع حاجيات الأبناء تفسدهم ولا تصلحهم". وتبين الطفلة تولين بدر (8 سنوات) أن الذهاب إلى التسوق ممتع بحد ذاته، فتقوم هي وأشقاؤها بشراء الألعاب والحلوى المتعددة، ووضعها في سلة البضائع عندما تقوم أسرتها بالتسوق من إحدى المولات. وتقول "عندما أرى الدمى الجميلة لا يمكنني رؤيتها دون شرائها، فأخبر والدتي برغبتي في الحصول عليها، لكن في بعض الأحيان يفاجأ والداي بتكلفة هذه اللعبة، أو كثرة الألعاب التي قمنا بانتقائها أنا وأخواني، لكنهم يضطرون لشرائها عندما نلجأ للبكاء والصراخ". وترى الاختصاصية الأسرية والإرشاد التربوي، سناء أبو ليل، أن أهم شيء أن يتعلم الطفل كيف يميز بين الأشياء الضرورية وغير الضرورية، مهما كانت مغرية، فهناك مثلا المواسم، كالأعياد التي يستطيع الطفل فيها شراء ما يتمناه، أو حسب أوضاع العائلة المادية. وتبين أهمية الأثر الإيجابي لإشراك الطفل في إعداد ميزانية الأسرة، فدمجهم في الاقتصاد المنزلي يجعلهم يدركون كيفية تدبير أمورهم في المستقبل، كما تنمي بداخلهم الرفق والرحمة بالأهل. وتقول "الطفل الذي يتعلم في البداية كيف يحصل على احتياجاته وفقا لإمكانات أسرته، سوف يتكيف بسهولة في المجتمع، لأن السلوكيات التي يمارسها المربي على المتربي تصقل شخصيته وتنمي قناعته". وتضيف، "مهارات الإقناع التي يكتسبها فكر الطفل وعاطفته تجاه الأهل تجعل منه قنوعا منذ الصغر، حيث يدرك كيف ينفق المال في أشياء مفيدة ومهمة".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طلبات الأطفال الزائدة عبء يثقل كاهل الأسر طلبات الأطفال الزائدة عبء يثقل كاهل الأسر



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya