الصداع النصفي والأداء الدراسي
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

الصداع النصفي والأداء الدراسي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الصداع النصفي والأداء الدراسي

القاهرة ـ وكالات

على العكس من الاعتقاد بعدم شيوع مرض الصداع النصفي (Migraine) عند الأطفال مثلما هو الحال مع البالغين، فإن الحقيقة أنه يعتبر من أنواع الصداع الحادة والمتكررة الشهيرة التي يمكن أن يعاني منها الكثير من الأطفال. وقد أشارت الإحصائيات التي أجريت في الولايات المتحدة الأميركية إلى أن نحو 10% من المراهقين عانوا لوقت ما من آلام الصداع مبكرا بداية من سن العاشرة. * ظهور الصداع النصفي * ويمكن أن يصاب بالمرض الذكور والإناث حتى ما قبل عمر الثانية عشرة بشكل متساوٍ، ولكن بعد الثانية عشرة تكون نسبة الإصابة في الإناث ثلاثة أضعاف الذكور، وبالطبع يمثل الصداع النصفي مشكلة كبيرة بالنسبة للأطفال وأسرهم، وعلى الرغم من أن هناك الكثير من الدراسات والأبحاث التي تناولت الصداع النصفي وأسبابه وأعراضه وطرق علاجه عند المراهقين، فإن الدراسات كانت أقل كما بالنسبة للأطفال. وعلى سبيل المثال كان هناك الكثير من الدراسات التي ربطت بين المعاملة السيئة للأطفال سواء الاعتداء البدني أو الجنسي أو العاطفي وزيادة احتمالات الإصابة بالصداع النصفي في فترة المراهقة أو لاحقا في البلوغ، وخصوصا الفتيات. وأشارت دراسة حديثة إلى أن الأطفال الذين يعانون من الصداع النصفي لديهم خطر متزايد من تدهور الأداء الدراسي لديهم. وكانت الدراسة التي تم نشرها في مجلة علم الأعصاب (journal Neurology) التي أجريت على 5671 طفلا من أطفال المدارس في البرازيل تتراوح أعمارهم بين الخامسة والثانية عشرة، ذكرت أن الأطفال الذين يعانون من الصداع النصفي لديهم فرصه أكثر من غيرهم بمقدار 30% لتراجع مستواهم الدراسي والحصول على درجات منخفضة أقل من زملائهم الذين لا يعانون من الصداع النصفي. وقام الباحثون بقيادة الدكتور مارشيلوبيجال (Marcelo E. Bigal)، أستاذ مساعد في طب الأعصاب بجامعة ألبرت أينشتاين بالولايات المتحدة، بتجميع البيانات الخاصة بالأداء الدراسي للطلاب الذين يعانون من الصداع النصفي، من المدرسين المشرفين على التلاميذ في الفصول. وتم عمل استبيان للمدرسين وسؤالهم عن الحالة المزاجية لهؤلاء الأطفال وكذلك سلوكهم وتعاملهم مع أقرانهم، وتم سؤال الآباء عن الحالة الإكلينيكية للطلاب وعن عدد المرات التي يختبرون فيها الصداع ودرجة شدته ومدى تكراره، وإذا كانت هناك أعراض مصاحبة للصداع من عدمه. وكانت النتيجة أن 0.6% من الطلاب عانوا من صداع نصفي مزمن أو من أعراض الصداع التي استمرت لأكثر من 15 يوما وفي بعض الأحيان حتى شهر، وكان 9% منهم قد مروا بنوبات الصداع النصفي بشكلها المعتاد، بينما كان هناك 17.6% من الطلاب من الذين عانوا من الصداع الذي يشبه الصداع النصفي، ولكن يختلف عنه في تفصيلات بسيطة. وكان هناك ارتباط وثيق أيضا بين التراجع في الأداء الدراسي والأطفال الذين يستمر ألم الصداع النصفي لديهم وقتا أطول، وكانت آلام الصداع أقوى، أو الذين عانوا من صداع مزمن، أو الطلاب الذين عانوا من ضغوط نفسية وعصبية مع الصداع النصفي. وأوصت الدراسة بأنه مع وجود ما يقرب من ربع الأطفال في سن الدراسة يعانون من الصداع النصفي، خصوصا إذا كان متكررا ومتزايد الشدة ولا تختفي أعراضه بسهولة، فإن ذلك يستوجب البحث والدراسة وبذل المزيد من الجهود. * أعراض الصداع النصفي * من الضروري أن يحيط الآباء علما بأعراض الصداع النصفي حتى يستطيعوا التفرقة بين الصداع العادي والنصفي، وبداية تعني كلمة صداع (Headache) ألما أو أوجاعا بالرأس، وهناك الكثير من الأسباب التي تسبب الصداع، وهو الأمر الذي يجعل من الصداع أكثر عرض في الطب يحمل دلالات للكثير من الأمراض، وتقريبا لا يوجد إنسان لم يختبر الإحساس بالصداع من وقت لآخر، ولكن الصداع النصفي يختلف في الكثير من العلامات، وعلى سبيل المثال: - في الأغلب يكون الصداع النصفي متكررا. - في الأغلب يكون الألم أكثر حدة من الصداع العادي بشكل لا يمكن الطفل من التركيز على أي شيء آخر، ويشبه النبضات ويكون على أحد جانبي الرأس (يمكن حدوثه على الجانبين). - الشعور بالدوار، ويمكن حدوث زغللة في العين. - الشعور بالغثيان والرغبة في القيء وتقلصات بالبطن. - معظم الأطفال يتجنبون الضوء أو الضوضاء أو بعض الروائح في الأغلب لأنها تزيد من تأثير الألم. - تتحسن الحالة بالنوم. وبمرور الوقت يكتسب الطفل خبرة في الإحساس بأنه مقبل على نوبة الصداع النصفي، والتي تختلف بدايته من طفل لآخر، فالبعض لا يحسون بأعراض إلا الإحساس بعدم الارتياح والتوعك، والبعض الآخر يعاني من الحساسية، بالنسبة إلى الصوت أو الضوء، وهكذا. * الأسباب والمحفزات * من المعروف أنه ليس هناك سبب محدد للصداع النصفي، وهناك بعض النظريات التي تشير إلى أن السبب يمكن أن يكون نتيجة لنقص أو اختلال مؤقت لمادة كيمائية موجودة بالمخ، وهي مادة السيروتنين (serotonin)، وهي المادة المسؤولة عن تنظيم الإحساس بالألم والتقليل من حدته في الجهاز العصبي. وهذا النقص يمكن أن يحفز بدوره العصب الخامس لإفراز مادة كيمائية تصل إلى الغشاء المخاطي المبطن للجمجمة (السحايا - meninges) مما يسبب الصداع، وهناك بعض النظريات غير المؤكدة التي تشير إلى احتماليه أن يكون الصداع النصفي نتيجة لجين وراثي، وتعتمد هذه النظرية على وجود احتمالية لإصابة أكثر من فرد من أفراد العائلة بصداع نصفي. أما محفزات الصداع النصفي فإن معظم الأطفال الذين يعانون من الصداع النصفي يعرفون أن هناك بعض المحفزات لنوبته. وهذه المحفزات قد تكون طعاما أو شرابا أو غيرهما، وهناك عدة مواد محفزة، ومن هذه المواد التي يمكن أن تكون محفزة تناول الشوكولاته والآيس كريم والأطعمة التي تحتوي على كمية كبيرة من الدهون مثل الوجبات الجاهزة والجبن والسكريات والمشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين والمكسرات. وبعيدا عن الطعام والشراب يمكن للتوتر والضغوط النفسية أن تكون محفزة، وبالنسبة للفتيات يمكن أن تصبح الدورة الشهرية محفزا لنوبة صداع نصفي لديهن، وكذلك يمكن أن يؤدي إليه تغيير في عادات النوم مثل نقص فترة النوم، وأيضا يمكن أن يتأثر بالتغيير الحاد في الطقس. وبالنسبة للمراهقين يكون التدخين من المحفزات المهمة لديهم. ومع تكرار هذه المحفزات لا بد أن ينتبه الآباء أو الأطفال الأكبر سنا منها ويحاولوا تجنبها قدر الإمكان. * علاج الصداع النصفي * في الأغلب لا تكون نوبة الصداع النصفي في الأطفال بنفس الحدة التي يعاني منها البالغون، ولكن يجب الأخذ في الاعتبار إذا كانت نوبات الصداع تتكرر بشكل متقارب أو تستمر لفترات طويلة أو تتعارض مع الانتظام في الدراسة واستشاره الطبيب. ولا يوجد علاج يشفي من الصداع النصفي، ولكن يتم العلاج في الأغلب بالمسكنات مثل عقار الإيبوبروفين (ibuprofen) التي تخلص الطفل من الألم، ويمكن أيضا إعطاء العقاقير التي تقلل من حدة الشعور بالغثيان والميل إلى القيء، وفي حالات النوبات الشديدة يمكن أن يلجأ الطبيب إلى إعطاء بعض الأدوية المهدئة لتمكن الطفل من النوم، ولكن لا يفضل استخدام هذه الأدوية إلا في الضرورة القصوى.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصداع النصفي والأداء الدراسي الصداع النصفي والأداء الدراسي



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya