بداية متعثرة في تعليم الدين الإسلامي في المدارس الألمانية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

بداية متعثرة في تعليم الدين الإسلامي في المدارس الألمانية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - بداية متعثرة في تعليم الدين الإسلامي في المدارس الألمانية

برلين ـ وكالات

منذ بداية السنة الدراسية الحالية تقوم بعض المدارس الألمانية بتقديم دروس في التربية الإسلامية. غير أن إقبال التلاميذ على هذه المادة الجديدة لا يزال ضعيفا. ويعود السبب في ذلك إلى النقص الحاصل في عدد المعلمين المتخصصين. في يوم أربعاء بارد توجه حوالي 18 تلميذ مسلم من الصف الثاني بمدينة دويسبورغ ماركسلوه للمشاركة في درس التربية الإسلامية. وبدأ المعلم التركي حسين سيتن في تلقين التلاميذ مبادئ الدين الإسلامي. إنها تجربة جديدة في مستهل الموسم الدراسي الحالي في بعض المدارس الألمانية. وركز الدرس على موضوع تبادل المساعدات داخل الأسرة، حيث بدأ المدرس حسين ستين يسأل التلاميذ عن تجربتهم في مساعدة أوليائهم في الأعمال المنزلية. ولكن الجديد في هذه التجربة الجديدة في المدارس هو أن هذه المادة التي ركزت في الماضي على تعريف التلاميذ بالإسلام أصبحت الآن بالدرجة الأولى مادة للتربية الإسلامية للتلاميذ من بين المسلمين. وتعتبر ولاية شمال الراين فيستفاليا، حيث يعيش فيها عدد كبير من المسلمين، رائدة في هذه التجربة، خاصة وأن حوالي 100 ألف تلميذ في هذه المنطقة ينتمون الى الدين الإسلامي. غير أن حوالي 2000 تلميذ فقط يستفيدون من هذه الشعبة الجديدة، أي ما يعادل 2 في المائة فقط من مجموع التلاميذ المسلمين. ويرجع السبب في ذلك إلى النقص الحاصل في عدد المعلمين المتخصصين في مادة تعليم التربية الإسلامية. ولهذا فإن تعميم هذه المادة في مدارس الولاية قد يحتاج إلى وقت طويل، على حد تعبير سيلفيا لورمان، وزيرة التعليم في ولاية شمال الراين وستفاليا التي تعتبر أنه: "ليس لدينا بديل، فقد كان من الصعب سابقا القيام بتدريب وتحضير المعلمين ونحن لا نعلم ما إذا كان ذلك ستحقق". فالأمر كان يتحاج أولا إلى أرضية قانونية، كما تؤكد وتضيف قائلة: "إن عملية إدخال هذه الشعبة في المقرر التعليمي ستتم بشكل تدريجي." وعلاوة على ذلك فإن عملية تكوين وتدريب المعلمين المختصين في الدين الإسلامي بدأت منذ وقت قصير فقط في الجامعات الألمانية. في جامعة مونستر ينتظر أن تتخرج الدفعة الأولى من مدرسي الدين الإسلامي عام 2017.يقوم حسين ستين بتعليم تلاميذ الصف الثاني في دويسبورغ ماركسلوه باعتباره واحدا من 40 مدرسا متخصصا في الدين الإسلامي في ولاية شمال الراين وستفاليا. وكان ستين قد درس العلوم الدينية والإسلامية بجامعة أولوداغ في مدينة بورصة التركية. ومنذ عام 1999 استطاع أن يكتسب تجربة مهمة في تدريس الدين الإسلامي في عدة مدارس. ويقول ستين إن المستوى المعرفي للتلاميذ في الدين الإسلامي يختلف حسب نسبة ترددهم على الدروس الإسلامية في المساجد والمراكز الإسلامية. وبالإضافة إلى ذلك تلعب الخلفية الثقافية للتلاميذ دورا مهما في مستوى المعرفة الدينية، ولهذا يرى ستين أن المهمة الأساسية للمدرسة تكمن في " توحيد مضامين هذه المعرفة لدى التلاميذ وتصحيح بعض المعلومات الخاطئة لديهم". كما يعتبر ستين أن تعليم الدين الإسلامي في المدارس الألمانية قد يكون له وظيفة هامة في نوعية هذه المعرفة. السؤال المطروح الآن هو عن كيفية استقطاب معلمين أكفاء لسد حاجيات التلاميذ المسلمين وتعريفهم بمبادئ الدين الإسلامي بشكل صحيح. حاليا يزور فقط حوالي 10آلاف تلميذ صفوف مادة الدراسات الإسلامية،حسب ما صرحت به وزيرة التعليم سيلفيا لورمان. ولكن مادة" الدراسات الإسلامية"تختلف عن مادة "التربية الإسلامية". ويكمن القاسم المشترك بين المادتين في النقص الواضح في عدد المدرسين المتخصصين. ولهذا فإن هناك حاجة ملحة لتكوين أطر متخصصة في تعليم الدين الإسلامي، كما يقول مهند خورشيد، المسؤول عن تدريب وتكوين مدرسي الدين الإسلامي في جامعة مونستر. ويدعو الأستاذ خورشيد أيضا إلى حل مؤقت مثل الاستفادة من بعض المسلمين الأكاديميين، من خلال إعادة تكوينهم في دورات تدريبية وإضافية "فمن جهة يمكن الاعتماد على القادمين الجدد من المسلمين المختصين في الدراسات الإسلامية، ومن جهة أخرى التركيز على مجموعة أكثر أهمية وهي التي تتمثل في المعلمين المسلمين الذين يدرسون شعبا أخرى". و يرى خورشيد أنه يمكن تدريب هذه المجموعة الثانية لتصبح قادرة أيضا على تعليم الدين الإسلامي.يقوم عزير فولادياند أحد هؤلاء القادمين الجدد بتدريس مادة تعليم الدين الإسلامي في عدة مدارس بمدينة بون، وخاصة في الصفوف العليا منها. غير أنه يشتكي من نقص "الكتب والمقررات التعليمية"، خاصة بالنسبة للمستويات المتقدمة. ويقوم فولادياند بتدريس مادة السياسة والدراسات الإسلامية في ثانوية فرايه فون شتاين من الصف الخامس إلى الصف العاشر. ومن بين المشاكل التي يواجهها هوغياب مقررات موحدة للصفوف المتقدمة وعدم وجود كتب مدرسية خاصة لبعض المستويات التعليمية. ويشير فولادياند إلى أن الأطفال والشباب الذين لم يتمكنوا من الاستفادة من التعليم الديني في المدرسة يضطرون في كثير من الأحيان الى تعلم الدين من الوالدين أو داخل المساجد وفي المدارس الدينية. ويضيف عزيز فولادياند: "أحاول داخل الدرس أن أتيح المجال لانتقاد المعارف التقليدية وطرح الأسئلة، حيث تنطلق نقاشات ساخنة مفيدة لا تجدها بالطبع داخل الأسر أو في المراكز الدينية التقليدية." ومع الإشارة الى أهمية خلفية الوالدين وتأثيرها على التلاميذ، فإنه يؤكد أيضا على ما قد تلعبه المدارس من دور جيد في هذا الاتجاه. ورغم هذه البداية المتواضعة في مسارتعليم الدين الإسلامي في ألمانيا يرسم الأستاذ مهند خورشيد صورة إيجابية عن هذه المبادرة، فهو يلاحظ اهتماما كبيرا ومتزايدا لدى الطلاب الدارسين في شعبة تعليم الدين الإسلامي، كما تجد هذه الشعبة صدى طيبا في أوساط المسلمين في ألمانيا " إنها إشارة مهمة ترمز إلى التقدير والاحترام للإسلام وللمسلمين كمواطنين متساوين في هذا البلد" كما يستخلص المتحدث.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بداية متعثرة في تعليم الدين الإسلامي في المدارس الألمانية بداية متعثرة في تعليم الدين الإسلامي في المدارس الألمانية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya