تدريس اللاهوت الإسلامي في ألمانيا قصة نجاح رغم المعوقات
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

تدريس اللاهوت الإسلامي في ألمانيا قصة نجاح رغم المعوقات

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تدريس اللاهوت الإسلامي في ألمانيا قصة نجاح رغم المعوقات

برلين ـ وكالات

قبل ثلاثة أعوام أعلنت الحكومة الألمانية إنشاء تخصص دراسي للاهوت الإسلامي في ألمانيا، واليوم يرى المختصون أن هذه الخطوة بدأت تظهر أولى ثمار نجاحها. هذا التخصص منح ألمانيا مكانة متميزة أوروبياً في مجال الدراسات الإسلامية. تدريس اللاهوت الإسلامي في الجامعات الألمانية يثبت خطاه في الجامعات الألمانية بوتيرة مستمرة، فقد زاد حجم الإقبال عليه بشكل مفاجئ. كما يؤكد المختصون الألمان أن تأثير هذا الإقبال بدأ ينتقل إلى دول أوروبية أخرى. عن ذلك يقول راينهارد شولتسه، أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة بيرن السويسرية: "لم توجد مثل هذه العملية في الجامعات الأوروبية من قبل". في جلسة نقاش تخصصي في لجنة التعليم التابعة للبرلمان الألماني "البوندستاغ" عُقدت مؤخراً أتضح أن أساتذة الجامعات الألمانية على قناعة بأن تدريس اللاهوت الإسلامي سيشهد توسعاً سريعاً. "فرصة للمساواة" أستاذة الدراسات الإسلامية في جامعة هامبورغ، كاتايون أميربور، تصف هذا التخصص الدراسي بأنه "فرصة للمساواة". أما ماتياس روهه، المختص بالقانون والدراسات الإسلامية في جامعة إيرلانغن، فيقول إن تثبيت هذا التخصص جامعياً يعطي "دفعة قوية كبيرة للغاية". من جانبه أمتدح أستاذ التربية الإسلامية في جامعة أوسنابروك، بولنت أوغار، الساسة على الصعيد الاتحادي وصعيد الولايات لاهتمامهم في السنوات الماضية بهذا الموضوع. إذن يسود بشكل غير مألوف الكثير من التفاؤل والثناء للفاعلين في المشهد السياسي الألماني. ماتياس روهه: تثبيت هذا التخصص جامعياً يعطي "دفعة قوية كبيرة للغاية" لكن على الرغم من ذلك ما تزال توجد بعض المشاكل المتعلقة في المقام الأول بالضوابط المنصوص عليها دستورياً. فعلى النقيض من الكنائس والجالية اليهودية ما تزال لا توجد في ألمانيا حتى الوقت الراهن ضوابط قانونية للتعامل مع المسلمين في ألمانيا. في الأسابيع الماضية بدأت ولايات هامبورغ وبريمن باتخاذ الخطوات الأولى في هذا الاتجاه. لكن في هذه الولايتين أيضاً لم تنل الجمعيات الإسلامية واتحادات المسلمين الاعتراف بها كـ"هيئات للقانون المدني". مثل هذه الخطوات تزيد الدعم والتعاون في هذه الاتجاه. لكن ما تزال توجد حاجة كبيرة إلى مثل التعليم الأكاديمي منذ زمن طويل، فالحكومة الألمانية تتوقع أن توسيع الدراسات الإسلامية في ألمانيا سيوفر الوظائف لـ220 معلم للتربية الدينية. كما أن قرابة 1000 رجل دين في ألمانيا، الكثير منهم لم ينهي دراسة أكاديمية، يقدمون إمكانية إضافية لتوسيع هذا التخصص. مراكز اللاهوت الإسلامي ترسيخ اللاهوت الإسلامي عام 2010 بدأ بقرار من المجلس العلمي، الذي يعد أهم هيئة استشارية في مجال السياسة التعليمية في ألمانيا، والذي تولى مسؤولية وجود اللاهوت في الجامعات الألمانية لمدة ثلاث سنوات، وتطرق إلى موضوع الإسلام من خلال الكثير من المحادثات والاستشارات. "في البدء لم تكن الدراسات واللاهوت الإسلامي مطروحاً للنقاش"، يوضح راينهارد شولتسه، المنتمي إلى مجموعة عمل المجلس. "ثم كان الأمر نتاج منطقي لدراسة خلاقة للاهوت الأكاديمي في ألمانيا". وفي نهاية المطاف تكفلت وزيرة التعليم الألمانية آنيتا شافان (من الحزب الديمقراطي المسيحي) بمراكز للاهوت الإسلامي في أربعة أمكنة مختلفة. ونشأت هذه المراكز بين عامي 2010 و2011 في مونستر/ أوسنابروك وتوبينغن وفرانكفورت/ غيسن ونورنبيغ-إيرلانغن. مشاكل لغوية أستاذة الدراسات الإسلامية في جامعة هامبورغ كاتايون أميربور لكن توجد العديد من التحديات المختلفة في هذا المجال. كاتايون أميربور تراهن في هامبورغ على "أكاديمية أديان العالم"، التي تهدف إلى إدخال المسلمين أكاديمياً في حوار مع المسيحيين والبوذيين والهندوسيين وأتباع الديانات الأخرى. ويشير الكثير من الخبراء الآخرين إلى ضرورة إجراء حوار داخلي بين طوائف الدين الإسلامي نفسه. ويصور روهه، الذي يعمل في هذا المجال منذ سنوات طويلة، هذه المصاعب، المتعلقة "بشغل الكثير من مناصب الأساتذة الجامعيين هذه بشكل متوافق". لكن هذا الأمر نجح في جميع المراكز التعليمية. وعلى الرغم من وجود مشاكل إضافية أخرى، لكن روهه يرى فرصة للتفاؤل. أما العقبات الأخرى فتتعلق بالإلمام الكافي باللغتين الألمانية والعربية على حد سواء. الطالب في الفصل الدراسي الأول إنيس أردوغان يقول إن هذه الدراسة الجديدة "تعد حلماً كبيراً" بالنسبة له. ومسيرة حياته توضح أبعاد هذا التخصص الدراسي، فالطريق من حي نويكولن البرليني، الذي يقطنه الكثير من المهاجرين، إلى أوسنابروك "كان النقلة الأولى في حياتي". وقد شهد أنيس في حيه البرليني "الكثير من الأحداث" بسبب الجهل بالدين. ويقول "تُعطى للدين مكانة كبيرة جداً، لكن لا يوجد من يعرف عنه كل شيء". المسألة تتعلق بتكوين الهوية، كما يقول إنيس، الذي لا يعرف من سيمول مهنته مستقبلاً. "مثير للغاية" وزير الدولة لشؤون الأبحاث توماس راخيل يتحدث عن بعد "تاريخي" ويقارن هنا بنشوء اللاهوت البروتستانتي بعد حركة الإصلاح قبل خمسة قرون تقريباً. ويرى راخيل أن اللاهوت الإسلامي سيترسخ في الجامعات الألمانية وبذلك في المجتمع الألماني أيضاً. وفي حوار مع DWيقول راخيل إن "من المثير للغاية" هو أن قرار، تدريس اللاهوت الإسلامي في الجامعات الألمانية، له جاذبية كبيرة تنتشر سريعاً بين طلاب ألمانيا وسواها من الدول الأوروبية. أما شولتسه فيقول إن الكثير من الطلاب يقصدون ألمانيا لدراسة هذا التخصص من الدول الناطقة بالإنجليزية وفرنسا أيضاً. كما أن بعض زملائه من المدرسين في الجامعات الألمانية يتحدثون عن اهتمام متزايد من دول إسلامية في آسيا.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تدريس اللاهوت الإسلامي في ألمانيا قصة نجاح رغم المعوقات تدريس اللاهوت الإسلامي في ألمانيا قصة نجاح رغم المعوقات



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya