تجربة التدوين فى السودان الهروب من سيف الرقابة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

تجربة التدوين فى السودان الهروب من سيف الرقابة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تجربة التدوين فى السودان الهروب من سيف الرقابة

الخرطوم - وكالات

تحظى حركة التدوين في السودان، بإقبالٍ من الشباب في السنوات الأخيرة. ويؤكد بعض المدوِّنين أن التدوين صار بمثابة "حصن آمن" لحرية الرأي والتعبير، بعيداً عن الرقابة وملاحقة الأجهزة الأمنية لما يكتبون في الصحف والمجلات. في السنوات التي أعقبت توقيع اتفاقية السلام عام 2005، بدأت تجربة التدوين في السودان بشكل متواضع. وبعد سنوات قليلة، قويت هذه التجربة لتبرز تجربة شبكة (مدونون سودانيون بلا حدود) بواسطة المدوِّن وائل مبارك، والتي تضم حوالي 300 مدوِّن ومدوِّنة. ويقول وائل مبارك، إن الشبكة تأسست في تموز/يوليو 2010 ولديها فعاليات وتقوم بتنفيذ دورات في التدوين والإعلام الجديد. وتهدف الشبكة لإثراء المحتوي السوداني على الإنترنت، إلى جانب الترويج لضرورة التدوين وأهميته كإعلام ذي فاعلية إضافة لتوثيق ونشر الثقافة السودانية. أما الكاتبة والمترجمة ميسون النجومي، وللهروب من سيف الرقابة المسلّط على الصحف في عام 2007، فقد لجأت إلى النشر في المدونات. وفى عام 2010 أنشأت النجومى مدوَّنتها الشخصية وكانت محاولة منها لإبداء أرائها الشخصية حول مختلف الأحداث التي مرت بها البلاد في تلك الفترة. وترى النجومي أن تجربة الكتابة في المدوَّنات تختلفُ كثيراً عن النشر في الصحف، وذلك من خلال تعامل المدوِّن مع ردود فعل القراء المباشر مع ما يكتب. وترى النجومي أن المدوَّنات، بعكس الصحف، تتيحُ للمدوِّن إمكانيات التنقيح والتحرير المتواصل للمادة المنشورة. وتعتبر النجومي التدوين نوعا جديدا من الكتابة، لأنه يتيح إضفاء الجانب الشخصي والحميم في الكتابة. وأوضحت أن تجربة التدوين صهرت مختلف أنواع الكتابة وبدأت تُزيل الحواجز بين شتى أنواع المساهمات الكتابية من اقتصاد وسياسة واجتماع وتصهرها في نوع جديد. ريم عباس شوكت لها قصة طريفة مع تجربة الكتابة عموماً والتدوين على وجه الخصوص. فهي بحكم تنقل وسفر أفراد أسرتها بين مختلف دول العالم، لم تكن لها صلة ببلدها. وبدأت تجربتها مع التدوين في عام 2006 وأسهمت في ربطها بقضايا السودان المختلفة بصورة كبيرة، خصوصاً وأنها عاشت وتجولت مع أسرتها في دول أوربية مختلفة بحكم عمل والدها في إحدى المنظمات الدولية. مساهامات شوكت المختلفة في عدد من القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية عبر مدونتها الشخصية، باللغتين الانجليزية والعربية، فتحت لها أبواب مشاركات خارجية في الدورات التدريبية حول الإعلام الجديد وتجربة التدوين على وجه الخصوص. الأمر الذي دفع بعض المنظمات ذات الصلة لترشيحها لجائزة مرموقة في الولايات المتحدة عام 2011، لتنال الجائزة تقديراً لمساهماتها المميزة في تجربة التدوين في السودان. أما حمد النيل خليفة، الناشط المسرحي والمدوّن، فلم يكن التدوين يمثل له سوى "تغيير" في أدوات الكتابة والتوثيق. ويكشف خليفة ذهوله مما كان يقوم به من تدوين طوال فترة تعامله مع منتجات الثورة التقنية. ويقول: "مع الزمن اكتشفت أن كل ما كنتُ أقوم به كان شيئاً مُذهلاً حقاً بالنسبة لي، إذ اكتشفت أنني قد حملَّتُ الكثير من المعلومات في الأثير واحتفظت بالكثير من الوثائق والمناقشات المهمة بالنسبة لي ولغيري من ذوي الاهتمامات المشابهة في الشبكات الاجتماعية والمهنية المختلفة". يشير خليفة إلى أنه كغيره من جيل السودانيين الذين حظوا بالتعليم، يستخدم وسائل الاتصال الحديثة التي أنتجتها ثورة الاتصال والمعلوماتية للتعبير عن شخصه وعن آرائه أو لمشاركة ما وفرته له هذه الوسائل من معرفة. ويقول خليفة: "خلاصة ما استطيع قوله هنا هو أنني قد قمت بما لم يقم به والديَّ في مجال التعبير والمشاركة عبر ضغطة واحدة في جهاز الاتصال الخاص بي". واقع الأمر أن ثمة آراء تشير إلى محدودية تجربة المدوّنات في السودان مقارنة مع غيرها من وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك الذي يحظى بإقبال منقطع النظير. فيما يرى آخرون أن أغلب المدوَّنات في الفترة الأخيرة تحولت إلى "مفكرات شخصية" لا تتواصل بالصورة المُثلى مع القراء، بحسب وجهة نظر المدوِّنة ميسون النجومي. وبالإجمال، ورغم الإقبال الشبابي، فإن تجربة التدوين ما تزال في بداياتها في السودان. إنها تجربة تحبو ولم تشكِّل بعد تجربة قوية يمكن أن تُسهم بفاعلية كبيرة في تسليط الضوء على قضايا البلاد الحيوية.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجربة التدوين فى السودان الهروب من سيف الرقابة تجربة التدوين فى السودان الهروب من سيف الرقابة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 16:10 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

جان دارك يمثل مصر في مهرجان الشتات الإفريقي بنيويورك

GMT 11:57 2019 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

المنتخب المغربي للفروسية يشارك في الدوري الملكي

GMT 21:58 2019 الخميس ,07 شباط / فبراير

فيديو فاضح لـ "أدومة" يثير غضب المغاربة

GMT 11:00 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

مدرب ليفربول السابق يحذر من سيناريو 2014

GMT 11:08 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

أفكار ديكور مميزة لاختيار باركيه المنازل لموسم 2019

GMT 02:11 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

قائمة تضم أفضل عشرة مطاعم على مستوى العالم

GMT 09:06 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

تطورات مثيرة في قضية صفع شرطي لقاض في سيدي سليمان

GMT 23:16 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

أستاذ يفارق الحياة داخل الفصل في الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya