نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية تقريرًا يتناول تداعيات مقتل الزعيم الحوثي صالح الصماد، على المشهد اليمني الداخلي وتوزيع الأدوار الخارجية وسط تزايد طموحات الإمارات في المنطقة.
واعتبرت المجلة وفق موقع RT ARABICأن استهداف الصماد بطائرة إماراتية بلا طيار صينية الصنع، يسلط الضوء على "الحزم المتزايد لدولة الإمارات في اليمن".
وقالت منذ 2006 و تحاول الإمارات ترسيخ نفسها كشريك رئيسي للغرب في مجال مكافحة التطرف في المنطقة، وفي نفس الوقت تعزيز قدراتها العسكرية من خلال صفقات السلاح مع الصين".
ولفتت المجلة إلى أن الإمارات استثمرت بكثافة في المساعدات العسكرية لقوات التحالف العربي في اليمن، وشكلت وحدات أمنية مختلفة تخضع لقيادتها، وتعتبرها الأمم المتحدة قوات "بالوكالة".
وتقول الإمارات حسب المجلة، إنها تستخدم تلك الوحدات لمكافحة تنظيم "القاعدة" في الساحل الجنوبي لليمن، لكنها الآن تدعم طارق صالح ابن شقيق الرئيس الراحل علي عبد الله صالح الذي يسعى لاستعادة ميناء الحديدة الاستراتيجي من الجماعة.
وتابعت المجلة، أن الضربة التي استهدفت الصماد تؤكد أن الإمارات تتمسك بالخيار العسكري وتعتزم اختبار قدرات جديدة، ففي العام الماضي باعت الصين للإمارات طائرة من دون طيار Wing Loong II تضاهي طائرة "أم كيو 9" الأميركية.
وقال الخبير في شؤون السلاح جاستين برونك حسب المجلة:"كانت الإمارات تميل إلى نشر الطائرات دون طيار..، ورأينا أنهم على استعداد لاستخدامها في مناطق حساسة سياسيا، مثل ليبيا".
واعتبر برونك أن الصماد قتل برأس حربية شديدة الانفجار وتتسق مع ما يسمى "AKD-10"، وهو ما يوازي صاروخ هيلفاير الأميركي.
وتشير المجلة أن "هذا جزء من سياسة أوسع للإمارات لتوسيع نفوذها في كل أنحاء المنطقة"، مع العديد من القواعد العسكرية على طول الساحل الجنوبي لليمن، وقاعدة جوية في أريتريا، إضافة إلى مشاريع للتعاون العسكري مع الصومال وتعزيز علاقاتها مع السودان والسنغال اللذين أرسلا قواتهما إلى جبهات القتال في اليمن.
وذكرت المجلة نقلًا عن ضابط استخبارات في الناتو أن واشنطن منحت السعودية والإمارات تفويضًا مطلقًا للتوسع عسكريا في المنطقة، باعتبار ذلك يخفف العبء عن الجيش الأميركي والخزانة الأميركية في محاربة الإرهاب.
وحذرت المجلة، من أن استهداف الصماد، يمثل في الوقت ذاته تحديًا للحكومات الغربية، التي تدعم بقوة جهود التسوية التي ترعاها الأمم المتحدة في اليمن.
ووصفت المجلة مقتل الصماد، بأنه "ضربة قاضية لعملية السلام المتعثرة أصلا في البلاد"، كون الصماد يعد زعيمًا وسطيًا يسعى للتوصل إلى تسوية تفاوضية للأزمة اليمنية، وأضافت: "بقدر ما تنوع السعودية والإمارات مصادر أسلحتهما، تزداد قدرتهما على العمل بشكل منفرد وبطرق قد تبتعد عن المصالح الأمريكية".
و أعادت واشنطن النظر في موقفها السابق الرافض لتصدير طائرات حربية من دون طيار إلى الإمارات، وأصدرت إدارة ترامب هذا الشهر مجموعة جديدة من القرارات المخففة للقيود السابقة.
وخلصت المجلة إلى أنه مع تشغيل الإمارات طائرات صينية دون طيار في مهمات قتالية، وتعاظم الوجود الصيني في جيبوتي، قد يصبح الخليج جبهة جديدة في صراع الولايات المتحدة والصين على النفوذ في المنطقة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر