دمشق - سانا
تضمن العدد الجديد من مجلة الموقف الأدبي الشهرية الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب عددا من البحوث والدراسات والقراءات النقدية والمقالات الأدبية بالإضافة إلى حوار العدد مع الشاعر"صالح هواري" .
وافتتح رئيس تحرير المجلة"مالك صقور" العدد بمقالة بعنوان"نظرة عامة إلى النص المسرحي الحديث" قدم فيها نظرة عامة للمسرح السوري منذ التأسيس للمسرح القومي عام 1959 معددا المسارح التي أقيمت في سورية وما قدمته من حضور مسرحي وحراك ثقافي لافت في فترة السبعينيات والثمانينيات ما أدى لتطور ملحوظ سواء على صعيد كتبة النص المسرحي أو على صعيد العرض على الخشبة.
وبين /صقور/ أن مهرجان دمشق المسرحي كان من أهم المهرجانات الناجحة في الوطن العربي إذ أتاح اقامة الندوات الحوارية الواسعة التي شهدت نقاشات حادة وحوارات مهمة لافتا الى أن هناك الكثير من المسرحيين من الكتاب والمخرجين والنقاد والممثلين يعترفون اليوم بان الجمهور انفض عن المسرح لاسباب ذاتية وموضوعية مقارنة مع فترة الثمانينيات.
وكتب الدكتور /نضال صالح/ ضمن ملف البحوث والدراسات بحثا حول رواية "سرير من الوهم" الدكتور "هزوان الوز" مبينا أن هذه الرواية تقدم عدة أمثلة عن علاقات التفاعل النصي .
وتضمن باب القصة مجموعة من القصص منها "السنديانة" ل"أميمة العبيد" و"رجل وابتسامة غبار" ل"ديمة داوودي" و"التوتة" ل"لؤي عثمان" و"موضوع تعبير" ل"هدى الجلاب" و"الجدة تروي الحكاية للعائدين" ل"يوسف جاد الحق" و"حلم قبل الموت" لعلي أحمد العبد الله وغيرها.
وجاء في باب قراءات نقدية العديد من الدراسات منها "المرأة في أدب حنا مينة" لمؤيد طلال"حيث بين فيها جملة التناقضات التي نلمسها في موقف حنا مينة من المرأة في رواية"الياطر"التي تشير إلى وجود رؤيتين متناقضتين للمرأة إحداهما سلبية شرقية تقليدية وأخرى معاكسة اشتراكية متحضرة مشيراً إلى سمة موجودة في أدب مينة عامة وفي روايته "/الياطر" بشكل خاص ألا وهي معاملة أبطاله الصيادين للسمكة الكبيرة معاملة الأنثى مع تشبيه بعض حركات النساء وصفاتهن بالأسماك.
وتناول الباحث في دراسته صورة المرأة في رواية "النار في أصابع إمرأة" التي تحكي عن علاقة رجل عربي بامرأة غربية حيث يقدم مينة صورة سلبية عن المرأة الغربية من خلال تصوير العلاقات الاجتماعية المفككة بسبب عدم التوافق بين الأزواج معيباً على هذه المعالجة التعميم ورسم صورة بانورامية شاملة ومطلقة في ضبابيتها ورماديتها كما لو أن الغرب يخلو من الفضيلة والعلاقات الاجتماعية والأسرية السليمة.
أما حوار العدد فكان مع الشاعر "صالح هواري" أجراه معه "عصام شرتح" وجاء فيه على لسان الشاعر أن أزمة التلقي الشعري كامنة في المبدع نفسه فهو بقدر ما يمكن أن يبتكر نصاً حقيقياً مستوفياً لشرائطه الفنية بقدر ما يتواصل معه القارىء فكم من الشعراء استطاعوا ان يغزوا قلوب المتلقين بإبداعاتهم الخارقة كـ/محمود درويش/ بقامته الشعرية الباسقة وما قدمه للشعر العربي من روائع أما بعض الشعراء الذين حاولوا استعراض عضلاتهم الفنية في حلبة النص فقد ظلوا خارج اهتمام القراء بهم لعجز نصوصهم عن الوصول الى دواخلهم.
وعن أزمة القصيدة الحديثة قال"هواري" بقدر ما يكون الشاعر ماهراً في تعامله مع اللغة وتفجيرها في ساحة النص بقدر ما تحدد ماهية التوصيل إلى القارئء بهذا الصدد تتفاوت قدرات الشعراء على الخلق وتوفير عنصري الإيحاء والتأثير فالشاعر ينأى بنصه إلى عالم التجريد والإغماض لإيهام المتلقي أنه قادر على الأخذ به في دهاليز نصه ما يحدث هوة عميقة بينه وبين ذلك المتلقي.
وفي باب نافذة تطرقت "رؤى قداح" إلى أدب الرحلة معتمدة "ابن فضلان في نص حيدر محمد غيبة" حيث قدم غيبة في نصه صورتين متناقضتين للبطل الرحلي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر