الجزائر - ربيعة خريس
استقبل الصحافيون في الجزائر، الأحد، يومهم الوطني الخامس، منذ ترسميه من طرف الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عام 2013، وسط أزمة مالية خانقة تعاني منها معظم الصحف والقنوات في البلاد جراء تراجع مداخيل الإشهار العمومي، ويواجه الكثير من الصحافيين الجزائريين شبح البطالة الذي أصبح يحوم حتى فوق رؤوس الجامعيين الذين يطمحون للالتحاق بمهنة المتاعب.
وتباكى صحافيون جزائريون، الأحد، بمناسبة يومهم الوطني، على الوضع الذي آلت إليه الصحافة في البلاد وعلى الحرية الإعلامية، فقد اسودت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات حاول من خلال نساء ورجال مهنة المتاعب التعبير عن الواقع المرير الذي يعيشه من يفترض أنهم يمثلون السلطة الرابعة في البلاد، وكتبت صحافية تشتغل في إحدى الجرائد المحلية الخاصة.
وقال "تحية طيبة زملائي الصحافيين اليوم 22 اكتوبر / تشرين الثاني عيد الصحافة في الجزائر، لا ادري إن كانت تصح تسمية عيد وعشرات الجرائد تغلق والمئات من الصحافيين يحالون على البطالة، أيعقل أن يسمى عيد والصحافيون يصارعون من اجل لقمة العيش"، وقالت أخرى " زملائي الصحافيين، إني أرغب في تهنئتكم في عيدكم الوطني، ولكني خجلت "، علق آخر قائلا " كي يتحقق عيد الصحافة عندنا في الجزائر يجب أن نسأل أين الصحافة ".
وانتهز عدد من الإعلاميين الجزائريين، الاحتفال بيومهم الوطني الخامس، لتنظيم وقفة بدار الصحافة طاهر جاووت، وعبر بعضهم عن أسفهم لما آلت إليه أوضاع رجال ونساء الإعلام لا سيما بعد الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالبلاد والتي كانت لها تأثيرا سلبيا على العائدات المالية للمؤسسات الإعلامية التي يترطب مصيرها بتوزيع الإشهار، وعبرت الصحافية الجزائرية صورية بوعمامة خلال الوقفة، عن آسفها للواقع المزري والفوضى الذي أصبح يعاني منه قطاع الإعلام، وقالت إن الوضع يدعو حقيقة يدعو الخوف.
وحقيقة باتت الصحافة في الجزائر تحتضر بسبب تأثر معظم الجرائد بتقلص حجم الإشهار، واضطرت بعضها إلى تسريح الصحافيين والانسحاب من الساحة، وتوحي المؤشرات الراهنة، أن العشرات من الصحف ستتجه نحو الغلق خلال الفترة المقبلة، بسبب تقلص مداخيلها من الإعلان، وعلق وزير الاتصال الجزائري جمال كعوان، على هذا الوضع قائلا إن "توقف عدد من الجرائد عن الصدور بسبب الصعوبات المالية "هو أمر اقتصادي عادي". وقال إن ديون الصحافة المكتوبة لدى المطابع كبيرة.
ووسط حالة الاستياء التي تسود الوسط الإعلامي في الجزائر, يبرز كل مرة صوت الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة لحماية مكاسب القطاع وحقوق الصحافيين من الضياع، ودعا السبت الحكومة إلى تسريع تأسيس سلطة الضبط للصحافة المكتوبة وإلى السهر على تفعيل هذه الهيئة وسلطة ضبط السمعي البصري أيضا، كما شدد على ضرورة تفعيل الصندوق العمومي لدعم الصحافة المكتوبة مع مطلع السنة المقبلة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر