أبوظبي - أ ش أ
حذرت صحيفتا (البيان) الإماراتية و(الشرق) القطرية في افتتاحيتيهما اليوم الثلاثاء ، من تفاقم الوضع في العراق الذي بات مخيفا بعد سيطرة مجموعات مسلحة على مساحات واسعة من البلاد.
وحذرت (البيان) من أن المشهد العراقي بات مخيفا بعد سيطرة مجموعات مسلحة يتقدمها ما بات يعرف باسم تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام (داعش) على مساحة جغرافية كبيرة شمالي البلاد ، واستمرار الهجمات التي انتهت بالسيطرة على محافظة (نينوى) لبسط نفوذ تلك الجماعات على مواقع جديدة والتقدم باتجاه العاصمة بغداد.
وذكرت الصحيفة أن تأويلات كثيرة تحاول تفسير ما آلت إليه الأوضاع في العراق بين ليلة وضحاها بعضها يعيد إلى المشهد رجال النظام السابق والبعض الآخر يرمي الكرة في ملعب التدخلات والمؤامرات الخارجية ، لكن ما يبدو جليا أن سياسة رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يواجه معارضة سياسية وشعبية واسعة باتت تهدد استمراره في السلطة رغم تطلعه إلى ولاية ثالثة كان لها نصيب الأسد في تحريك غضب أو مآرب تلك الجماعات أيا كانت انتماءاتها.
وأوضحت أن هذه السياسات الخاطئة للنظام العراقي الحالي ومحاولات إقصاء أحد مكونات الشعب العراقي مع غياب رئيس البلاد جلال طالباني عن المشهد بشكل شبه تام أسست موجة غاضبة ضد النظام وقوات الأمن بدأت باحتجاجات وتظاهرات سلمية في الفلوجة ثم عمليات عسكرية ضد الجيش وعناصر الأمن في محافظة الرمادي وصولا إلى حرب شعواء ممتدة يقودها (داعش) اليوم.
وأضافت أن المتأمل للساحة العراقية الآن يندهش بسرعة تلاحق التطورات الميدانية لصالح التنظيمات المسلحة مع غياب واضح للجيش بعناصره البرية والجوية والبحرية ما يجعل تلك المعادلة الغامضة تقبل الكثير من التفسيرات والتحليلات.
من جانبها ، أكدت صحيفة (الشرق) القطرية أن ما يجري في العراق سببه سياسة التهميش والإقصاء وتجاهل المطالب الشعبية المشروعة ، مشيرة إلى أن سياسة حكومة نوري المالكي بتبني الحلول العسكرية وراء التدهور الأمني الكبير فضلا عن الطائفية.
وأعربت الصحيفة عن أسفها لمرور ثماني سنوات على حكومة المالكي ، ولا يزال العراق على شفا حرب أهلية التي إن اندلعت مجددا من شأنها تهديد استقرار المنطقة.
وحذرت من أن السياسات الإقصائية في ظل دعوات الشحن الطائفي ستؤدي إلى دخول أطراف أخرى على خط الأزمة..مطالبة في هذا الصدد الجميع بتحمل المسئولية وتغليب لغة العقل والحوار والحكمة ، للحفاظ على وحدة العراق وشعبه والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يعمق الانقسام.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بقولها "إنه لابد من خطوات للتهدئة من جانب الحكومة والأطراف الأخرى ، حتى ينطلق الحوار الوطني ، وبكفالة حق المشاركة لجميع مكونات الشعب العراقي ، والإقرار بالمساواة في تولي السلطات والمسئوليات في تسيير شئون الدولة وإجراء الإصلاحات السياسية والدستورية اللازمة..وإلا فإن الوضع سينفجر إلى ما هو أسوأ".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر