باريس ـ سانا
أكد الكاتب الفرنسي غيوم بيرييه أن الدبلوماسية التي بنى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو سياساتهما تجاه دول الجوار على أساسها و المسماة “صفر مشاكل” فشلت بشكل واضح ولم تعد تجلب إلا المزيد من خيبات الأمل.
وقال الكاتب في مقال له نشرته صحيفة لوموند الفرنسية الصادرة اليوم تحت عنوان “دبلوماسية تركيا صفر مشكلة مع الجيران تلاشت” إنه وبعد أن كان من المفترض ان تصبح “مناطق جنوب تركيا مركزا جديدا للدبلوماسية ومدخلا طبيعيا باتجاه الشرق الأوسط وبعد أن ألقيت خطابات مليئة بوعود الدولارات والرخاء والسلام بين الدول الشقيقة فإن كل ذلك تلاشى”.
وتابع الكاتب أن أنقرة أخطأت طريقها في “الربيع العربي” وهي تجد نفسها اليوم متشابكة بالأزمات السورية والعراقية التي تتجاوز اراضيها وتهدد أمنها ففي سورية تساند المجموعات المسلحة وتغلق عيونها عن أكثر المتطرفين بل فتحت لهم أراضيها ليعبر ألوف من المقاتلين من تنظيم ما يسمى دولة العراق والشام وجبهة النصرة أراضيها”.
وأوضح الكاتب أن “الأحلام العظمى لانقرة في العراق انهارت حيث سيطر التنظيم الإرهابي نفسه على مدينة الموصل وأصبحت القنصيلة التركية مقرا له فيما احتجز 49 شخصا تركيا كرهائن ومن بينهم القنصل العام التركي وعائلته لدى عناصر التنظيم ..وفي مصر أيضا وقف أردوغان الى جانب الإخوان المسلمين و بذلك لم تعد سياسة داوود أوغلو وأردوغان تجلب إلا المزيد من خيبات الأمل” ناقلا عن دبلوماسي غربي قوله إن “هذا الفشل الذي منيت به دبلوماسية أردوغان وداود أوغلو تجاه دول الجوار هو من أعراض العمى الايديولوجي للدبلوماسية التركية”.
ونقل الكاتب عن أكمل الدين إحسان أوغلو المنافس الأساسي لأردوغان في الانتخابات الرئاسية التي ستجري الأحد المقبل قوله “إن الكثير من الأخطاء ارتكبت من قبل أردوغان وحكومته في جميع أنحاء العالم ..والأسوأ ان تلك الكارثة قدمت لنا على انها نجاح حاسم”.
ولفت الكاتب إلى أن “استراتيجية تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي سبق أن اشاد بها حلفاؤها الغربيون حيث كانت أنقرة تمثل نموذجا للتعايش بين الإسلام والديمقراطية وكذلك الحال في سياساتها تجاه عمقها الاستراتيجي في الشرق الأوسط ولكن ما نشهده اليوم هو أن السياسة الخارجية لحكومة أردوغان لم يعد يتوهم بها أحد إذ أن فشلها واضح فقد توقف ملف العضوية للاتحاد الأوروبي والعلاقات مع الولايات المتحدة تدهورت فمنذ عدة اشهر لم يعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما يتحدث مع أردوغان على الهاتف حسب إحسان أوغلو كما فشلت حتى في محاولاتها لتصبح بطلة القضية الفلسطينية”.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر