واشنطن - أ ش أ
رأت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن الحرب في سوريا والعراق باتت تتشكل ملامحها بعد أن بدأت بلا ملامح؛ فثمة تحالفات أبرمت بين حكومتي الدولتين ونظيرتيهما في إيران وروسيا في مقابل المتطرفين، بحيث بتنا بصدد صراع تقليدي بين طرفين، حتى وإن كان بالوكالة.
وعليه ترى الولايات المتحدة النأي بنفسها عن المخاطر التي قد تكتنفها حرب في منطقة بعيدة، ومن ثم تركت ساحتها لقوى أخرى ذات مصالح أكثر في تلك الحرب في إشارة إلى إيران وروسيا...ورأت المجلة -في تعليق على موقعها الإلكتروني- أن ثمة وجاهة في هذا الرأي؛ وهو الأمل في أن تستنزف الحرب كافة الأطراف المتصارعة التي تركز على خصمها تاركة المصالح الأمريكية دون المساس بها.
لكن ذلك، من جهة أخرى قد يؤثرعلى نفوذ الولايات المتحدة ودورها بالمنطقة، والذي يستلزم ركوب المخاطرة والإقدام على خطوات واضحة بشأن التدخل من عدمه.
وفي السياق نفسه، رصدت "فورين بوليسي" تأكيد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) على رغبته في ضم الأردن لدولة الخلافة.. وقالت المجلة الأمريكية إن الحدود الأردنية خط أحمر حقيقي في هذا الصراع؛ وأكدت أن انتهاك هذا الخط لا يمكن اغتفاره، ويعتبر استدعاء مباشرا للتدخل الأمريكي، مؤكدة أن أيا من أمريكا وإسرائيل لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي آنذاك... ورأت المجلة أن هذا لا يعني انتقاصا من قدرة الجيش الأردني على الدفاع عن سيادة الأردن.
ونوهت المجلة عن قرب المسافة بين العاصمة الأردنية عمان والحدود السورية (40 ميلا) فيما تبعد عن مناطق سيطرة داعش في العراق وتحديدا الفلوجة (466 ميلا).. وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن الأردن حليف مهم وساحة للاعتدال في المنطقة وراع للمصالح الأمريكية ومحافظ على عملية السلام مع إسرائيل.
وتساءلت "فورين بوليسي" عن الوقت الذي ستستغرقه أمريكا وإسرائيل للوقوف على مدى خطورة داعش ومن ثم ضرورة التدخل للدفاع عن مصالحهما..وتساءلت المجلة أيضا عن ردة الفعل المتوقعة بالمنطقة حال تدخلت أمريكا وإسرائيل؟ لا سيما ردة فعل الفلسطينيين، وهل تشتعل الانتفاضة الثالثة التي يترقبها كثيرون؟
وتكهنت المجلة بصعوبة وتعقد الصراع بعد هذا التدخل من جانب أمريكا وإسرائيل؛ وهل تقاتلان لضمان مصالح إيران ونظام الأسد؟ وما مدى ما سيثيره هذا التدخل من إلهاب تطرف المتشددين بالمنطقة؟ وكيف ستقاتل إيران وسوريا والعراق من أجل حماية إسرائيل من تهديد داعش؟
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر