الإعلامية أروى الشمالي من الفضاء الإلكتروني إلى "السورية"

اختصرت الإعلامية الشابة أروى الشمالي مسيرة مهنية حافلة خلال سنوات قصيرة من عملها في مهنة المتاعب وتخصصاتها المختلفة ولاسيما الإعلام الالكتروني الذي يعتبر حدثا جديدا على الساحة الإعلامية السورية فضلا عن حضورها اللافت على شاشة الفضائية السورية.
وفي حديث خاص لـ سانا قالت الشمالي إن الإعلام الالكتروني هو المرحلة التي تطور فيها الإعلام ليصبح تفاعليا وأكثر قدرة على نقل الحالة من المتلقي وإليه إضافة إلى أنه أتاح لكل مواطن أن يكون صحفيا ولكل إنسان أن يكون إعلاميا وهو يتناسب مع العصر بخصوصيته الالكترونية التي أصبحت في متناول كل من يشاء.
وأضافت إن الإعلام الالكتروني الصحيح يجب أن يعتمد على أسس ومرجعيات وروابط تجعل المتلقي اكثر ثقة بالتعامل معه لأنه أصبح كثير التداول عبر وسائط متعددة بصفته يحمل قدرة على التفاعلية الأكثر حضورا في الوسط الاجتماعي نظرا لشموليته.
ويلعب الإعلامي الالكتروني بحسب الشمالي دورا مهما بكتابة النص والتقاط الصور وإخراج المادة بشكلها النهائي ولاسيما إذا كان يمتلك مهارات متعددة وهذا من دواعي نجاح هذا الإعلام.
وأوضحت لقد ارتبط الإعلام الالكتروني بالإعلام المرئي من خلال الفيديو الذي يصنع خبره عبر الصورة وصناعة ما يشبه التقارير التلفزيونية ووضعها فورا على الانترنت بما يحقق الانتشار الإعلامي إضافة إلى الانتشار المحلي وهذا أيضا يميز المادة الالكترونية.
ولفتت إلى أن كل المؤسسات عملت لتجد لنفسها صورة على شبكة الانترنت من خلال موقع أو جريدة الكترونية تسعى عبرها لنشر منظوماتها البنيوية التي تعمل من خلالها وتسعى أحيانا للتعامل مع المواطن والمجتمع من خلال هذه الوسيلة الإعلامية التي أنشأتها وغالبا ما حققت نجاحا ليس قليلا بسببها.
ولا تخفي الشمالي رأيها بمشروع الحكومة الإلكترونية وقالت: مازلنا إلى اليوم نتحدث عن حكومة الكترونية ولكن ما تم إنجازه في بعض بنوك المعلومات الوطنية الداعمة لهذا المشروع لم يتجاوز 18 بالمئة كما هو حال بنك المعلومات الصناعي وفق مؤشرات قياس محددة لواقع هذه البنوك في دراسة قدمها الفريق التنفيذي للحكومة الالكتروني عام 2012 مع العلم أن جميعها حصلت على الدرجة صفر بالمئة في تقويم سياسة الأمن المعلوماتي.
وعن تقييم بنوك المعلومات في المؤسسات العامة أوضحت أن هناك بعض بنوك المعلومات حصلت على درجات متقدمة ومنها بنك معلومات السجل المدني الذي حقق 77 بالمئة أي أن الإنجاز تحقق في البنوك الخدمية وليس في الاستثمارية أو الصناعية أو السياحية أو التجارية أو النفطية ما يدل على حالة لامبالاة في آلية التعامل مع البوابة الأساسية لدخول عنصر اقتصاد المعرفة مبينة أن كل أدوات الاستثمار والتنمية هي تقنية بحاجة إلى بنوك معلومات تعد بمنزلة رأسمال حقيقي وأدوات تنظيمية تحمي من الفساد والتلاعب بمقدرات وموارد بلد يستعد لمرحلة إعادة الإعمار.
وعن عملها في إدارة الموقع الالكتروني خلال المؤتمر الوطني لصناعة المحتوى الرقمي العربي على الانترنت قالت: ساهمت بتوثيق أعمال المؤتمر ومقررات لجنة النهوض باللغة العربية في محاولة لجعل اللغة مشتركة تتماشى مع لغة العصر حتى تكون لغة الضاد قادرة على دخول عصر التقنية دون أن تتعرض إلى تشويه لافتة إلى أن الموقع الذى أدارته استوعب أعمال اللجنة في سورية ليطلع عليه أعضاء اللجان في البلدان العربية الأخرى بغية التداول والوصول إلى صيغ مناسبة.
وأشارت الإعلامية الشمالي إلى أن كل البرامج التي أعدتها وساهمت في تأديتها عبر التلفزيون العربي السوري كانت ذات سمة بنيوية اجتماعية تعمل على تكوين شخصية الأفراد الثقافية المؤدية إلى مجتمع سليم كبرنامج صباح الخير وبرنامج طفلي وسلسلة ندوات بيديا التي تعني المعرفة المفيدة باللغة السورية القديمة كما أنها تعد حاليا برنامجا بعنوان صحافة بلا ورق يتحدث عن مواقع المؤسسات الرسمية الالكترونية.
أما سلبيات الإعلام الالكتروني برأي الإعلامية الشابة فهي وصول المعلومة بسرعة هائلة ما يبطل عملية تصحيح الغلط لأن هذه المعلومة قد تكون في متناول أيدي الكثيرين وهذا أمر قد يسبب إشكالا إعلاميا لذلك يفترض أن يكون هناك دقة في المادة الإعلامية والخبرية.
وأضافت الشمالي: تؤثر البنية التحتية للحركة الالكترونية سلبا في كثير من المجالات وهذا يتوقف على ظروف الحركة التي تؤثر أحيانا في السرعة وقوة توصيل المعلومة فأحيانا قد تنقطع الشبكة عن مجتمع بكامله بسبب خلل في البنية التحتية ما يؤثر على فقدان هذا المجتمع كثيرا من المعلومات التي يجب أن تصل إليه.
ومن الآثار السلبية تابعت الشمالي عملية تفتيت التلقي التي سببت تفكيك البنية الاجتماعية والروابط الاجتماعية وهذا ما أشار إليه الباحث حسين الابراهيم في نظريته دائرة التلقي التي أوضح فيها سلبيات هذه الظاهرة وضرورة العمل والسعي لإنشاء منظومة للإعلام تحد من أخطار تفتيت التلقي.
وإن من أكثر السلبيات المؤثرة بالإعلام الالكتروني هي عدم وجود حماية ملكية وفكرية واجتماعية ما يشكل خطورة بالغة على أي معلومة غير خاضعة لرقابة أو لتأسيس حيث تنشر دون إذن كما أن هناك معلومات تنشر دون إذن أصحابها وتصبح عرضة للآخرين.
يشار إلى أن الإعلامية الشمالي خريجة كلية الإعلام من جامعة دمشق عملت في مواقع إلكترونية خاصة وفي موقع تابع للجمعية السورية للمعلوماتية فضلا عن مشاركات في عدة لجان ومؤتمرات وورشات عمل خاصة بالإعلام الالكتروني والصحافة الالكترونية وميزاتها كما عملت في مجلتي شبابلك والمعلوماتية فضلا عن كونها مقدمة برامج صباحية واجتماعية في الفضائية السورية.