أحد قدماء الصحافيين يحكي طرائف السلطة الرابعة بداية سبعينات القرن الماضي
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

أحد قدماء الصحافيين يحكي طرائف السلطة الرابعة بداية سبعينات القرن الماضي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أحد قدماء الصحافيين يحكي طرائف السلطة الرابعة بداية سبعينات القرن الماضي

حسن أعراب، أحد قدماء الصحافيين
الرباط-المغرب اليوم

يحكي الحاج حسن أعراب، أحد قدماء الصحافيين ومراقب طباعة الصحف، طرائف عاشها بداية سبعينات القرن الماضي، رفقة ثلة من الصحافيين والسياسيين، إذ اشتغل في وزارة الأنباء في 1972، وهي الوزارة التي كانت تدبر قطاعات مختلفة من وكالة المغرب العربي للأنباء، إلى الإذاعة والتلفزة مرورا بالمركز السينمائي المغربي وجريدة الأنباء الناطقة باسم الدولة المغربية. 

وعمل أعراب، بمؤسسة "لاماب" التي كان يوجد مقرها خلف محطة القطار الرباط لشهور، لينتقل إلى صحيفة "الأنباء" بشكل رسمي وصحافي تعاون مع صحف وزراء، وأحزاب كان يقال عنها إنها تابعة للدولة.

ويروي أعراب لقراء "الصباح"، طرائف وقعت له في مسيرته الصحافية، صحافيا ومشرفا على طباعة الصحف، تهم الأخطاء المطبعية وطريقة الطباعة البدائية على الرصاص، و” مقالب” الصحافيين، والعقوبات القاسية، وعلاقته بزعماء وقادة الأحزاب.
أحمد الأرقام

ارتكزت سياسة الراحل إدريس البصري، الرجل القوي على تتبع كل كبيرة وصغيرة في حياة المواطنين، وضبط تحركات الفاعلين الحزبيين والنقابيين والجمعويين، والبرلمانيين وكبار المسؤولين.

وكانت فيلا البصري في الكيلومتر 5.5 بطريق زعير، مصصمة في البناء بطريقة محكمة إذ فسح المجال للجميع بالحضور عنده في "صالونات" وضعت أبوابها في اتجاه معاكس، إذ أن المغادر لها لا يلتقي بالذي يدخل إليها، حتى لا يشعروا بالإحراج، ويتبين أنهم كلهم في خدمة الرجل القوي حتى وإن تظاهروا أمام الرأي العام أنهم من أشد المعارضين له، إذ يحرص العاملون في منزل البصري أن لا يلتقي "الجمع الحاشد" في الطريق، بضبط توقيت الدخول والمغادرة، بمن فيهم الصحافيون أصدقاؤه العاملون في الصحف الوطنية والمعتمدة وأيضا الأجانب منهم.

وكنت في بعض الأحيان أرافق فوج الصحافيين الذين كان يطلق عليهم "صحافيو الدولة"، رغم أنني كنت موظفا في الوزارة التي تحمل البصري مسؤوليتها حينما جمع بين الإعلام والداخلية في 1985، وذات يوم اقترح علينا فكرة إصدار جريدة، وطلب منا تقييم ميزانية سنة، وبعدما أنجزت المهمة حددت المبلغ في 500 مليون سنتيم، فحرر لي الشيك وطلب مني عدم صرفه إلى غاية الموافقة النهائية على العدد (صفر) بعد إنجازه ملحا بعدم إفشاء هذا السر.

لكن بعد مرور ساعات، اتصل بي أحد الصحافيين وأخبرني بوجود اجتماع في إحدى الحانات وسط الرباط حول من سيشتغل في جريدة ” البصري” فهرولت مسرعا لأجد فعلا بعض الزملاء، بينهم من ينتمي إلى سلك الداخلية، كي ينجزوا العدد ( صفر) بالشرق الأوسط بعدما كان البصري وافق على إنجازه بمقر جريدة "الحدث"، ولأنني كنت أعلم أن البصري سيصله خبر الاجتماع وإفشاء السر، غادرت المكان تجاه فيلا مسكنه، وقال لي في حديقة الفيلا، "ياك لاباس" شرحت له القصة وسلمته شيك 500 مليون، فسألني ألا تريده؟ فكان ردي لا، فأجاب بجملة "ما شفتيني ماشفتك" وانصرف.

واختفيت عن أنظار الصحافيين الذين اشتغلوا وسلموا العدد ( صفر) إلى حارس فيلا البصري الذي رفض استقبالهم، وبعد أسبوع لم يتوصلوا بالموافقة، وفي مناسبة بالبرلمان سأل الصحافي الذي عهد إليه إدارة الجريدة، البصري عن الموافقة، فكان رده "بلاش امحمد"، فماتت جريدة البصري قبل ولادتها.

أعراب: أعتذر لزملائي
توصلت "الصباح" باتصالات هاتفية لعدد من الصحافيين، الذين انتقدوا ما رواه حسن أعراب، بينهم من تم ذكر اسمه في حلقة جمع المال للذهاب إلى الحانات، واستنكروا الفعل، واعتبروه مسا بشخصهم، وافتراء عليهم.

وقال أعراب تفاعلًا مع انتقاداتهم "أعتذر لزملائي، عما كتبته، ولم يكن غرضي الإساءة إليهم لأنهم أحبتي، فهم ليسوا بالسوء كما أوله البعض وهم ليسوا محط سخرية أو استهزاء، فقط رويت قصة طريفة أردت من خلالها تبيان الظروف العامة التي اشتغل فيها العاملون في الصحافة في سبعينيات القرن الماضي، وأعتذر لهم كما أعتذر لأفراد أسرهم، مع التأكيد أن الصحافيين اللامعين، مثل محمد الأمين زروال، وعبد القادر البريهي، ومحمد الأشهب العزيز علينا، شفاه الله، والراحل محمد باهي، وآخرين، لم يكونوا بالسوء الذي اعتقده البعض، ولم يكن في نيتي الإساءة إليهم، أتمنى أن يتقبلوا اعتذاري".

قد يهمك ايضا:

باحثون يستعينون بتقنيات "طباعة الصحف" لابتكار الهواتف في المستقبل

معمر الأرياني يُحذر من تبعات قرار ميليشيا الحوثي باعتماد الخدمة الإلزامية في مناطق سيطرتها

المصدر :

واس / spa

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحد قدماء الصحافيين يحكي طرائف السلطة الرابعة بداية سبعينات القرن الماضي أحد قدماء الصحافيين يحكي طرائف السلطة الرابعة بداية سبعينات القرن الماضي



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 08:25 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

8 مليارات رسوم امتياز شركتا "اتصالات" و"دو"

GMT 05:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي أفكار مبتكرة لتزيين نوافذ المنزل بالورود والزهور

GMT 16:05 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

توقيف أربعيني في أغادير بحوزته مليون يورو مزوّرة

GMT 08:31 2018 الجمعة ,01 حزيران / يونيو

جبل بثرة في الطائف من المزارات السياحية المميزة

GMT 18:10 2018 الأربعاء ,16 أيار / مايو

اعتداءات على مشجعي الرجاء البيضاوي في غانا

GMT 13:10 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

طفلة إسبانية عمرها 11 سنة تضع مولودًا من أخيها

GMT 09:39 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

محمد صلاح يسبق ميسي في منافسات "الحذاء الذهبي"

GMT 03:58 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

"آبل" تحدد موعد إطلاق سماعتها الذكية "HomePod"

GMT 15:18 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

"ميدو" ينتقد الانتقالات في مصر ويرحب برحيل علي جبر
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya