بكين ـ وكالات
نظم صحفيون في صحيفة (ساذرن ويكلي) الصينية الرئيسية اضرابا نادرا عن العمل احتجاجا على فرض رقابة عليها.وكان خلاف قد نشب في الاسبوع الماضي عندما قام مسؤولو ادارة الدعاية في الحكومة الصينية بتغيير رسالة كتبتها الصحيفة بمناسبة العام الجديد داعية فيها الى الاصلاح.وكتب العاملون خطابين يطالبون فيهما باستقالة رئيس الدعاية الاقليمية، كما اندلع خلاف آخر بعد ذلك بسبب فرض رقابة على مدونات الصحيفة.وافادت تقارير ان انصار الصحيفة تجمعوا خارج مكاتبها، بينما رفع بعض المحتجين لافتات تقول "نريد حرية الصحافة، والدستورية، والديمقراطية".وقال أحد المحتجين، ويدعى أو جيا يانغ، ان "مجموعة نانفانغ ميديا ترغب في الحديث عن الحقيقة في الصين، لذا نحن في حاجة لتشجيعها ودعم موقفها الان".وقال صحفي سابق لدى مجموعة ساذرن ميديا لبي بي سي ان الشرطة كانت موجودة في موقع الحادث، لكن "الامن غير مشدد".واضاف "لقد سعوا الى طلب ابراز بطاقات هوية حاملي اللافتات"، مؤكدا رفضهم على الرغم من عدم حدوث جدل.وتعتبر صحيفة (ساذرن ويكلي) اكثر الصحف المرموقة في البلاد، وهي معروفة بتحقيقاتها المتشددة واختبار حدود حرية التعبير، حسبما قال مارتن بيشنس، مراسل بي بي سي في بكين.وتخضع وسائل الاعلام الصينية لاشراف ما يعرف بادارة الدعاية التي دوما ما تلجأ الى تغيير المحتوى على نحو يتفق وافكار الحزب في البلاد.وكان الخلاف قد نشب في اعقاب رسالة نشرتها الصحيفة في السنة الجديدة تدعو الى ضمان الحقوق الدستورية، تغيرت بعد ذلك الى قطعة للاشادة بالحزب الشيوعي.وردا على الاجراء دعا الصحفيون العاملون في الصحيفة الى استقالة رئيس الدعاية بمقاطعة غوانغدونغ واتهموه بالدكتاتورية في عصر "تنامي الانفتاح".وطالب 35 من اعضاء فريق العمل السابق، 50 من فريق العمل الحالي باستقالة تيو شين، ووصفوا الاجراء بانه تدخل "سافر".ونفت رسالة الاحد وردت على المدونة الرسمية للصحيفة تغيير افتتاحية الصحيفة بسبب الرقابة، وقالت ان "الشائعات التي راجت على الانترنت كاذبة".واشعلت تحديثات المدونة، التي يقال انها صدرت بمعرفة رؤساء اقسام التحرير، احتجاجا بلغ الى حد الاضراب عن العمل بين اعضاء فريق التحرير الذين اعترضوا على الاجراء، بحسب التقارير.وكان نحو مئة من اعضاء هيئة التحرير قد نظموا اضرابا، وقالوا ان الصحيفة تخضع لضغوط من جانب السلطات.وقال يان لي شان، وهو محرر متقاعد في صحيفة (ساذرن ويكلي)، "لم نشهد منذ وقت الاصلاح والانفتاح وتأسيس الصين من هو مثل تيو تشين".وثمة اعتقاد بان هذه هي المرة الاولى التي يحدث فيها خلاف بين فريق العمل بالصحيفة ومسؤولي الحزب.وقالت صحيفة (غلوبال تايمز) الحكومية في مقالها الافتتاحي يوم الجمعة في اشارة الى الخلاف ان الحقيقة تكمن في ان "السياسات التنظيمية القديمة لوسائل الاعلام لا يمكن ان تستمر كما هو الوضع حاليا. ان المجتمع يتقدم وينبغي للادارة ان تتطور".بيد انها اشارت الى انه "لا يهم الطريقة التي تدار بها وسائل الاعلام الصينية لانها لن تصبح ابدا على نفس قدر نظيراتها من الصحف الغربية".وقالت "السبيل الوحيد الذي يتناسب مع تطوير الاعلام الصيني هو ذلك الذي يتناسب مع مسار التنمية في البلاد".وافادت تقارير ان البحث عن (ساذرن ويكلي) على موقع التواصل الاجتماعي (ويبو) الشبيه بموقع تويتر قد حجب الاثنين.وقالت وكالة الانباء الفرنسية ان بعض الصحفيين الصينيين البارزين ألغيت حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا في الاسابيع الاخيرة.وردا على سؤال يتعلق بقضية صحيفة (ساذرن ويكلي) خلال مؤتمر صحفي الاسبوع الماضي، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية انه "لا يوجد في الصين ما يعرف باسم الرقابة على الاخبار".وينظر الخبراء الى الطريقة التي سيجري بها تناول القضية على انها اختبار رئيسي للمسؤولين الصينيين الذين تولوا دفة البلاد قبل شهرين في اطار عملية تبادل السلطة لفترة تستمر عشر سنوات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر