واشنطن - أ ش أ
قالت مجلة (كومنتاري) الأمريكية إن "تحرك تنظيم القاعدة أو التابعين له أو أية منظمة مماثلة في الأيام الأخيرة غير منحصر في العراق فحسب؛ بل هو تيار يجتاح العالم الإسلامي أجمع"..مشيرة إلى أن هناك خيارا ثالثا لمكافحة الإرهاب.
وتساءلت مجلة (كومنتاري) - في تحليل إخباري بثته على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين - "كيف تواجه الولايات المتحدة هذه التيار؟"، ..مؤكدة أن الانسحاب من الشرق الأوسط لم يساعد على حل الأزمة كما تصور الرئيس الأمريكي باراك أوباما بل بالأحري فإن انسحاب الولايات المتحدة زاد من حدة الصراع، وهذا لا يعني أن الخيار الوحيد الذي اقترحه أوباما أثناء خطابه في ويست بوينت بشن هجوم بري بالقوات الأمريكية الحل الأمثل.
وقالت المجلة إن "هناك خيارا ثالثا وهو نموذج الفلبين، فبعد أحداث 11 سبتمبر أعدت الولايات المتحدة فريق مهام من العمليات الخاصة المشتركة لمكافحة أبو سياف والجماعات الإرهابية الإسلامية الأخرى.. هذه الفرق مكونة من 600 جندي ولا تخوض بشكل مباشر فى العمليات القتالية بل إن مهمتهم هو مساعدة القوات المسلحة الفلبينية في العمليات الاستخباراتية، والتخطيط، والشئون المدنية، والعمليات النفسية، والتدريب، والمهام المهمة الأخرى، وبعد إنجاز الكثير، يتم حل فرق المهام المتمركزة في جزيرة مينداناو بجنوب الفلبين.
وقال أحد المحللين إن "الوحدة ساعدت بلا شك الجيش الفلبيني في الحد من أنشطة الجماعات المتطرفة العنيفة التي تقع في المنطقة وبناء عليه يشكل المسلحون تهديدا محليا ضئيلا الآن"..مضيفا أن "هذا لا يعني عدم ظهور أبو سياف مرة أخري إلى الوجود ولكن يعنى تخفيض أرقام مقاتليه بشكل كبير إلى من 200ر1 مقاتل إلى 400 وأصبح تواجدهم إجراميا أكثر منه تهديدا إرهابيا.
وتابعت المجلة أن "ما تم التوصل إليه ليس بالنتيجة السيئة؛ بالتأكيد سيبدو مثل الانتصار إذا حققنا أي شيء يقربنا من تلك النتيجة مع جماعات مثل (بوكو حرام)، وشبكة (حقاني)، وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وبالطبع الدولة الإسلامية في العراق وسوريا (داعش)".
وقالت إن "هذا لا يعني أن 600 جندي من العمليات الخاصة لديهم القدرة في كل مرة على إنجاز هذه المهمة في أي مكان؛ فقد كانت الظروف مواتية في الفلبين حيث كان التمرد على نطاق محلي بين الأقلية المسلمة وتاريخ الدولة الطويل من المشاكل الكبيرة مثل الفساد وعدم الفعالية".
وأشارت المجلة إلى أنه تعتبر الأزمة أكثر حدة في بلاد مثل اليمن والسودان وسوريا والعراق حيث وقعت قطاعات كبيرة من الريف هذه البلاد بالكامل من سيطرة الحكومة.
واختتمت المجلة قائلة "سيستغرق الأمر في بعض الأماكن مثل العراق وأفغانستان أكثر بكثير من بضع مئات من القوات الخاصة لحصار مثل هذه الجماعات، ولكن قد يتماشى تطبيق نموذج الفلبين في بعض البلاد وعلينا بالفعل المحاولة في تطبيقه بقدر الاستطاعة، لأن البدائل المتاحة سواء كانت الانسحاب من المشهد أو التدخل العسكري غير مستساغ في هذا المقام".
جدير بالذكر أن عدد الجماعات الجهادية تزايدت من عام 2010، حيث بلغت الجماعات الجهادية آنذاك 31 جماعة لتصل إلى 49 جماعة في عام 2013، وتضاعف عدد المسلحين إلى 100 ألف مقاتل وازدادت هجمات القاعدة من 392 هجمة إلى 1000، وفقا للخبير السياسي سيث جونز في مؤسسة (راند) البحثية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر