قيادة السيارات ترف غير مضمون بالنسبة للمسنين
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

قيادة السيارات ترف غير مضمون بالنسبة للمسنين

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - قيادة السيارات ترف غير مضمون بالنسبة للمسنين

روبرتسون يقل ماري روبرتس وسط عاصفة ثلوج
تورنز ريفر - أ.ف.ب

 يبدو دون روبرتسون غير مستعد للتراجع امام الثلوج المتساقطة في اول يوم من موسم الربيع في ولاية نيوجيرزي... ففي داخل سيارته الرباعية الدفع الدافئة، هذا الرجل البالغ 66 عاما لا يزال يتمتع بميزة يفقدها الفرد مع تقدمه بالسن الا وهي قيادة السيارات.

وقال روبرتسون الذي كان يعمل سائق شاحنات في الجيش إن "القيادة تسمح بالحفاظ على التحفيز"، وذلك خلال اطلاقه جولة ستقوده الى شمال شرق الولايات المتحدة لحساب جمعية محلية تعنى بالمسنين الذين لم يعودوا قادرين على القيادة.

وفي هذا البلد، يجتاز 20 الف اميركي يوميا عتبة سن الخامسة والستين، وقد باتت مسألة استمرار الاشخاص في قيادة المركبات في سن السبعين والثمانين والتسعين قضية شائكة.

اذ ان ما يقارب 85 % من الاشخاص فوق سن 65 عاما كانوا حائزين رخص سوق سنة 2010، في مقابل نحو نصف هذه النسبة في السبعينات، بحسب دراسة لرابطة السيارات الاميركية (ايه ايه ايه).

وأكد المسؤول عن الرابطة المكلفة مسائل السلامة المرورية جاكوب نيلسون لوكالة فرانس برس ان "السائقين المسنين هم من بين اكثر الاشخاص حذرا على الطرقات. هم اكثر ميلا لوضع حزام الامان وعدم تجاوز الحد الاقصى للسرعة وعدم شرب الكحول" قبل القيادة.

الا ان الاحصائيات تظهر انهم "اكثر عرضة" ولديهم مخاطر اكبر للاصابة او الموت جراء حوادث السيارات بالمقارنة مع الشباب وفق نيلسون الذي اشار الى ان التقدم في السن يزيد من نسبة الاصابة بمضاعفات طبية تهدد قدرة السائقين على قيادة السيارات. ومن بين هذه الامراض مشاكل النظر والسمع وباركنسون والخرف... وأكثر من 90 % من المسنين الذين يقودون مركبات يتناولون نوعا على الاقل من الادوية.

وفي نزلها الفاخر، تنتظر ماري روبرتس البالغة 88 عاما سائقها متذكرة بحسرة اليوم الذي خسرت فيه قدرتها على القيادة قبل تسع سنوات. فقد تعرضت لحادث عندما كانت تجلس الى جانب السائق وارتطم رأسها بالزجاج. وبعد اسبوع من الراحة، كانت ماري روبرتس تعتقد انها ستعاود قيادة السيارات وستستأنف عملها كمساعدة شخصية الذي كانت مستمرة في مزاولته في سن التاسعة والسبعين.

واستذكرت حالتها قائلة "كنت اجد نفسي اقود على الارصفة واذهب في كل الاتجاهات. اصبح الامر كأنني لم اعد استطيع السيطرة على السيارة ولم اكن اعلم ماذا افعل في حال تغير لون اشارات المرور الى الاحمر... في النهاية نجحت في الوصول الى مكتبي واجهشت في البكاء".

وشرح لها الاطباء انها تعرضت لصدمات دائمة في الدماغ.

وقالت روبرتس عند جلوسها في السيارة الى جانب سائقها المتطوع ان "عدم التمكن من القيادة غير حياتي بالكامل".

وتنظر ماري روبرتس في سن 88 ربيعا حاليا باعجاب الى فكرة قيادة اي من السيارات التي تسير على الطرقات من دون سائق والتي تطورها مجموعة "غوغل" وتستهدف من خلالها بشكل رئيسي المسنين.

وفي انتظار مثل هذه الثورة التكنولوجية، تنتشر في الولايات المتحدة حاليا حصص تعليم الكترونية او دورات تدريبية للحفاظ على مهارات القيادة مع تخفيضات على قيمة التأمين للاشخاص الذين يحوزون شهادات اثر مشاركتهم بنجاح في هذه الدورات.

وفي ولاية ايلينوي (شمال)، يتعين على الاشخاص فوق سن الخامسة والسبعين الخضوع لاختبار عملي عند اي تجديد لرخص السوق بما انها غير محددة زمنيا في الولايات المتحدة -- ويصبح الخضوع لهذا الاختبار الزاميا بشكل سنوي اعتبارا من سن السابعة والثمانين.

كما ان موضوع السائقين المسنين تتم دراسته في عدد من البلدان المتقدمة.

ففي اليابان، وهو البلد الذي يشهد اكبر ازدياد لمعدل اعمار السكان في العالم، تعتزم السلطات ان تفرض على كل السائقين فوق سن الخامسة والسبعين والذين يشتبه في انهم فقدوا قدرتهم على القيادة بأن يقدموا للشرطة شهادة طبية للتأكيد على امكانية استمرارهم في ممارسة هذا النشاط.

كذلك ادخلت بلدان عدة في اميركا الجنوبية مثل الارجنتين واوروغواي فحوصا دورية للسائقين تبعا لاعمارهم.

وفي اوروبا حيث من المتوقع ان يتضاعف عدد السائقين فوق سن الخامسة والستين بين 2010 و2050، ثمة تباين في التشريعات بحسب البلدان. ففي حين تفرض ايطاليا والبرتغال على السائقين فوق سن الخمسين الخضوع لفحوص طبية، رد البرلمان الفرنسي مشروع قانون مماثل يتعلق بالسائقين فوق سن الخامسة والسبعين باعتباره ينطوي على "تمييز".

وحفاظا على سلامة السائقين المسنين، فرضت سلطات بلدان عدة اجراءات مراقبة لتجديد رخص القيادة. لكن لا شيء يسمح حتى اليوم بالتأكيد على فعالية هذه الاجراءات الرقابية في تقليص المخاطر بحسب تقرير صادر حديثا عن مرصد السلامة المرورية في بريطانيا.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قيادة السيارات ترف غير مضمون بالنسبة للمسنين قيادة السيارات ترف غير مضمون بالنسبة للمسنين



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 04:36 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

انهيار امرأة إندونيسية أثناء تطبيق حُكم الجلد عليها بالعصا

GMT 11:45 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

تمويل "صندوق الكوارث" يثير غضب أصحاب المركبات في المملكة

GMT 15:37 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

الكرة الطائرة بطولة الأكابر الكلاسيكو يستقطب الاهتمام

GMT 17:16 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

البرازيلي أليسون أفضل حارس في استفتاء الكرة الذهبية 2019

GMT 09:21 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يعترض تقنيا على إشراك مالانغو

GMT 22:02 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على مجوهرات المرأة الرومانسية والقوية لخريف 2019

GMT 08:43 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة إعداد فتة الحمص اللذيذة بأسلوب سهل

GMT 03:11 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

6 علامات رئيسية يرتبط وجودها بفقر الدم الخبيث

GMT 01:10 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالة مُثيرة لـ "سكارليت جوهانسون" بفستان أحمر

GMT 19:50 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

الكاس يجدد عقده مع نهضة بركان لموسمين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya