الأفاعي ومروضوها وجها لوجه في ساحة جامع الفنا في مراكش ونقطة سم تقتل جملًا
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

الأفاعي ومروضوها وجها لوجه في ساحة جامع الفنا في مراكش ونقطة سم تقتل جملًا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الأفاعي ومروضوها وجها لوجه في ساحة جامع الفنا في مراكش ونقطة سم تقتل جملًا

ليبي يبارز ويحاور ويداعب «أفعى الكوبرا» السامة يثير الإعجاب على مواقع التواصل
الرباط-المغرب اليوم

في ركن بساحة جامع الفنا العتيقة في مدينة مراكش (جنوب المغرب) يبسط البودالي النويتي سجادته وصناديق الأفاعي والثعابين مستهلًا عمله في كسب قوته اليومي، يستقبل زواره بوجهه الشاحب الذي تركت عليه السنون أثرها الدائم، لكنها لم تمح عنه ملامح قوته ولم تؤثر على خفة حركاته.

وبينما يعدل النويتي المظلة القديمة في الاتجاه المعاكس لأشعة الشمس يكون "رحال" زميله في العمل قد أطلق موسيقى "عيساوة"، في حين يكون "حسن" وهو مروض ثالث يلاعب "ذات القرنين" بلسانه وقد أحكم إمساكها، أنغام وحركات تكون كافية ليقترب أول زبون في ذلك الصباح لتبدأ رحلة ملاعبة الثعابين والأفاعي بكل حذر.

يستمر "رحال" في عزف موسيقاه محركا نايه يمينًا ويسارًا، وأفعى كوبرا سوداء تنفخ أوداجها وتسير ببطء نحوه كأنها انبعثت من مرقد غابر، تتبع حركاته وترقص على نغمات لا تحس منها غير دبيبها على الأرض، في حين يقترب البودالي من سائحة أوروبية ليلف ثعبانا على كتفها من أجل التقاط صورة.

لا تشعر هذه السيدة بأي خوف، وتقول إنها واثقة من عمل البودالي، وإن حبها للحيوانات يجعلها مطمئنة.

وفي الجانب الآخر يبتعد سائح آخر حين يسير نحوه حسن، ويعلل ذلك بأن منظر الثعابين مخيف، ولا يمكن في هذه المواقف أن يجازف في تقمص الشجاعة. يقول البودالي للجزيرة نت إنه ينحدر من قرية سيدي رحال بضواحي مراكش المشهورة أيضا برجال يشربون الماء المغلي وأكل قطع الزجاج، مشيرا إلى أنه ورث هذه "البركة" عن آبائه وأجداده.

ويشرح رئيس جمعية مروضي الأفاعي عباس العيساوي للجزيرة نت أن عدد المهنيين يصل في الساحة إلى 84 مروضا، والمهنة محصورة بين عائلة عيساوة، ولا يسمح بمزاولتها لأي كان، مؤكدا أن الساحة لا تحتكرها، فهي موجودة في مدن أخرى، لكن سحر مراكش وعبقها من جذور ضاربة في التاريخ يضيفان إلى هذه الحرفة لمسة خاصة وجرعة من خيال.

ويوضح عباس أن الثعابين أنواع كثيرة، فمنها من ينفث السم عن بعد، وهي غير موجودة في الساحة، وأخرى تغزر شوكتها في ضحيتها، وثالثة غير سامة، وهي من يستعملها المروض عندما يقترب من أي زائر.

ويتهم بعض الناس مروضي الأفاعي بنزع السم منها، لكن عباس يؤكد أن ذلك مستحيل، فأي نزع سيؤدي حتما إلى وفاتها، وهو ما يؤيده الطاهر السلماني الأستاذ الباحث في كلية العلوم السملالية بمراكش والمتخصص في علم الزواحف، قائلا إن الأفاعي سامة جدا ولا يمكن نزع سمها الموجود في غددها الحيوية، لأن ذلك يشبه من يريد نزع كليتي إنسان ويريد أن يبقى حيا.

ذكرى أليمة
يقل عمل مروضو الأفاعي في الأيام  من فصل الصيف، ويفسر السليماني ذلك بأن الأفاعي والثعابين ليس لها حرارة ثابتة مثل الإنسان، فهي تكون شبه مشلولة وحركاتها ثقيلة وهجومها ضعيف أيام البرد، لذا نجد بعض المروضين يغطسونها في الماء البارد من أجل تقليل نشاطها.

خطر الموت الذي يواجهه مروضو الأفاعي تؤكده الحوادث التي يتعرضون لها كل سنة، آخرها وفاة مروض عمره 46 سنة في الساحة صيف العام الماضي، فغالبا ما تهاجم الأفعى عندما تكون في حالة تزاوج ولا ينتبه لذلك مروضها، فهي تكون في حالة هيجان، وأي اقتراب منها يكون بمثابة حرمانها من شريكها، لذا تدافع عن نفسها بقوة.

ويتذكر البودالي بكثير من الأسى والألم ما تعرض له من إهمال في مستشفى عمومي حين لدغته أفعى بالصحراء وهو في رحلة صيد للثعابين، هي حادثة أقعدته عن العمل لشهور.

وتطرح مثل هذه الحوادث قضايا اجتماعية مثل التأمين والتقاعد، وهو ما يرى فيه رئيس الجمعية مبررا كافيا للعمل التضامني بين المروضين.

موت مقابل موت
يعتبر صيد الأفاعي رحلة شاقة لمروضي الأفاعي، لكن السلماني ينبه إلى خطورة الصيد الجائر للزواحف في غياب أي قانون يحميها، محذرًا من أن عددًا من الأنواع في طريقه للانقراض رغم أنها تلعب دورًا كبيرًا في التوازن البيئي والتنوع الطبيعي.

ويقترح السلماني إنشاء مزرعة لتربية الأفاعي والثعابين بهدف حماية التي توجد في الطبيعة من اعتداءات البشر، فضلا عن إمكانية استعمالها في هذه المهنة.

أما البودالي فيستطرد وهو يمسك ثعبانًا ويمسح على ظهره كمن يريد تخفيف روعه أن الثعابين أصبحت جزءً من حياته اليومية، فهي تنام إلى جانبه، ويلعب معها أطفاله كما يلعب أي طفل آخر مع قطته أو كلبه.

ويقول إن تربية الأفاعي وإن كانت غريبة على البعض فإنها تتطلب فقط أن يكون الراعي لطيفًا معها لا يزعجها وقت الاستراحة ووقت التزاوج، ويوفر لها الأكل المناسب وإراحتها بعد يوم عمل.

قد يهمك ايضا:

"الليالي السياحية" تنتعش في فنادق مدينة مراكش حتى أيار2019

إطلاق خط جوي جديد بين مراكش وبلفاست الايرلندية تشرين الأول المقبل‎

المصدر :

واس / spa

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأفاعي ومروضوها وجها لوجه في ساحة جامع الفنا في مراكش ونقطة سم تقتل جملًا الأفاعي ومروضوها وجها لوجه في ساحة جامع الفنا في مراكش ونقطة سم تقتل جملًا



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:03 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الجوز " عين الجمل " لا يعلمها إلا القليلون

GMT 12:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الفرسان يتطلعون للفوز بثاني جولات بطولة "هذاب"

GMT 06:07 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سيت الأفضل لقضاء شهر عسل لتميزها بالمناظر الجذابة

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تصنف المغرب أبرز مُصدّري اليهود منذ استقلال المملكة

GMT 00:00 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

" أوراق بوكافر السرية " جديد الكاتب ميمون أم العيد

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 17:14 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

سر إغماض العيون أثناء تبادل القبل على الشفاه

GMT 10:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان أمير كرارة يفاجئ المعجبين بإطلالة مختلفة تمامًا

GMT 17:38 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالفتاح الجريني يحضر لديو غنائي مع العالمي مساري

GMT 03:16 2015 الجمعة ,22 أيار / مايو

شاطئ مرتيل يلفظ أحد ضحايا موسم الاصطياف

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,30 آب / أغسطس

إخلاء السفارة الكندية في برلين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya