في بلاد البونازي الأشجار تعاني لتكون جميلة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

في بلاد البونازي الأشجار تعاني لتكون جميلة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - في بلاد البونازي الأشجار تعاني لتكون جميلة

سوسا ـ أ.ف.ب

يهمس تادايوشي اودونو وهو يرفع شفرته "انه مؤلم اليس كذلك؟ انا آسف ساقوم بذلك بهدوء".. هذا الرجل ليس بجراح بل "نحات اشجار" يصمم "اشجار بونزاي صغيرة جدا" وهو على ثقة ان الشجرة قد تأوهت. يميل هذا التقليد الى الاندثار خصوصا بسبب تقدم "نحاتي الاشجار" في السن وعدم توافر من يخلفهم في هذه الحرفة. لكن في مدينة سوسا الصغيرة الواقعة على بعد مئة كيلومتر من طوكيو يستمر هؤلاء في فتل الاشجار و تجريحها وحزها وشدها لفرض شكل معين عليها. ويقول ماكوتو ايشيباشي وهو يركز على شجرة صنوبر "انها انثى انظروا الى اوراقها الناعمة". ويتنقل مقصه ببراعة من غصن صغير الى اخر لكي تحتفظ الشجرة بشكلها المثلث الذي فرض عليها خلال مرحلة النمو. ويدير ماكوتو (55 عاما) المشتل العائلي حيث عمدت اجيال من اسلافه على فرض "معاناة" على الاشجار باسم جمالية معينة. وتنتشر الكثير من تصاميم سوسا في حدائق ومتنزهات عامة في طوكيو. وبطبيعة الحال ثمة حب كبير للشجرة ومهارة وخفة كبيرتان. ماكوتو يتذكر انه في احد ايام الشتاء الباردة عندما كان يخطو خطواته الاولى في هذه المهنة في سن الثامنة عشرة، وبخه والده لانه كان يضع قفازين. فهو يعتبر ان اليد تفقد كل رشاقتها بذلك. وقد اكتسب قدرة كبيرة على التحكم بما يفعل على مر السنين لكن ماكوتو يؤكد بتواضع ياباني بامتياز، ان عليه ان يتحسن اكثر "لن اتمكن من تعلم كل شيء قبل ان اموت". ويستحق ان يطلق عليه لقب "الرجل الذي يهمس في اذن الاشجار". وهو يقول "الاشجار هي عائلتي. لا تقول لي ماذا تريد لكنها توجه الي رسائل لتشير الى الشكل الذي ترغب به". تادايوشي اودونو هو خبير في تقنية "نومير" الدقيقة التي تقوم على حز اغصان على امتداد طولها لكي تنمو وتنثني نحو الارض وهو من معايير الجمال في الحدائق التقليدية اليابانية. وينبغي الحز بدقة لابقاء الشجرة على قيد الحياة لكن بشكل كاف للحصول على التقويس المطلوب. وان كانت اليابان معروفة بصادراتها الصناعية ولا سيما السيارات والمنتجات الالكترونية، يعتقد في سوسا ان هذه "الاشجار المنحوتة" يمكن ان تشكل سفراء ممتازين لثقافة البلاد وروحانيتها الشهيرة. لكن هذه الثقافة ليست برخيصة فبعض تصاميم ماكوتو تباع باربعين الف دولار. ولا تنسى سوسا اشجار البونزاي، لاسيما الصغيرة جدا منها. فهذا الاختصاص الياباني حقق 82 مليون دولار من عائدات الصادرات العام الماضي من بينها 41 % من منطقة شيبا التي تقع فيها سوسا.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في بلاد البونازي الأشجار تعاني لتكون جميلة في بلاد البونازي الأشجار تعاني لتكون جميلة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجدي

GMT 06:36 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

تمتع بمغامرة فريدة في أجمل مدن "مولدوفا"

GMT 11:44 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

المؤجلات… موت التشويق

GMT 22:25 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

المانجو فاكهة النشاط والتفاؤل

GMT 15:47 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أفكار مميزة لتجديد حديقة منزلك بدون تكاليف في الشتاء

GMT 18:25 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

لمسات بسيطة تضفي مزيدًا من الجمال على شرفات منزلك
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya