إحصائيات مثيرة لعقد كامل من سفك دماء وحيد القرن في أفريقيا
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

إحصائيات مثيرة لعقد كامل من سفك دماء وحيد القرن في أفريقيا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - إحصائيات مثيرة لعقد كامل من سفك دماء وحيد القرن في أفريقيا

وحيد القرن
كيب تاون ـ المغرب اليوم

أصيب الحارس المخضرم في جنوب أفريقيا، وعميد  هيئة الحفاظ على الكركدن العالمية الدكتور إيان بلاير، بالصدمة عندما اكتشف أن نحو ألف حيوان من الكركدن أو وحيد القرن قد ذبحوا في السنة الماضية، وقد توفى المحارب الأفريقي للحياة البرية قبل أكثر من 3 سنوات عن عمر يناهز 87 عامًا، عندما وصل الصيد الجائر إلى مستويات عالية في جنوب أفريقيا، حيث كان يقتل حوالي 3 من وحيد القرن يوميًا.

وكشفت تلك الإحصاءات الحكومية السنوية التي أعلنت الأسبوع الماضي، عن صورة 730 جثة من جثث الكركدن المتراكمة في جنوب أفريقيا على مدى العقد الماضي، وبيّن الصحافي توني كارني أنّه "قمت بزيارة بلاير في منزله في ميدلاندز كوازولو ناتال لسؤاله عن أفكاره بشأن أزمة الصيد غير المشروع ومستقبل أحد الأنواع "الخمسة الكبار" (وهم؛ الأسد والنمر ووحيد القرن والفيل والجاموس) التي كرس معظم حياته لحمايتها، فكان قد وصل إلى نقطة حيث كان ينبغي أن يأخذ الأمور بسهولة، بعد أكثر من 6 عقود من الخدمة للحفاظ على الطبيعة، بدلا من ذلك، اتصل زملاؤه من جميع أنحاء البلاد بهاتفه المحمول بشكل مستمر يخبرونه باكتشاف وحيد قرن آخر ذبُح من أجل الحصول على قرنه، وبعد أن عمله بجد لإنقاذ وحيد القرن من الانقراض في السابق، لم يكن بمقدور بلاير فعل أي شيء حيال المحافظة على الحيوانات وسط هذه الأزمة الجديدة، وقال لي أيضا عن حلم كان يراوده، "كان حلمي حول وحيد القرن الأبيض الشاب الذي جاء للاستلقاء بجانبي ثم وضع بلطف رأسه على كتفي، هذا لا يحتاج إلى الكثير من التفسير ، فوحيد القرن لا تزال بحاجة إلى مساعدتنا أكثر من أي وقت مضى".

و صادف بلاير، وهو الشقيق الأكبر لنجم الغولف الشهير غاري بلاير، أولا وحيد القرن في محمية إيمفولوزي في أوائل الخمسينيات عندما التحق بمجلس إدارة متنزهات ناتال باعتباره حارس المحمية، فانطلق بلاير لقيادة عملية عالمية لحماية ثاني أكبر حيوان في العالم من الانقراض، وقبل أقل من عقد من الزمان، اقتصرت الوفيات الناجمة عن الصيد غير المشروع على ما يقرب من 20 وحيد القرن سنويا في جنوب أفريقيا، البلد الذي يوفر ملاذا ل 93 في المائة من أعداد وحيد القرن الأبيض في أفريقيا وحوالي 40 في المائة من وحيد القرن الأسود في القارة، وفي عام 2007، لم يكن هناك سوى 13 وحيد قرن في جنوب أفريقيا، ولكن في عام 2008 ارتفع هذا العدد بشكل حاد إلى 80 حالة وفاة؛ وإلى 333 في عام 2010 ثم إلى مستوى قياسي بلغ 1205 خلال عام 2014، وفي العام الماضي، وصل عدد القتلى إلى 1000 للسنة الخامسة على التوالي.

وتجدر الإشارة إلى أنه في عام 1897 كان هناك فقط حوالي 50 من وحيد القرن الجنوبي الأبيض في العالم - وكلها كانت محصورة في محمية إمفولوزي الرائدة في كوازولو ناتال، وعندما وصل بلاير إلى إيمفولوزي في عام 1952، ارتفع عدد الاحتياطي الصغير إلى حوالي 430 حيوان وكان حريصا على ضمان ألا يتعرض هذا النوع أبدا للانقراض، وبمساعدة زملائه الحراس مثل ماجكبو نتومبيلا ونورمان دين وأوين ليتلي ونيك ستيل وألفيوس وجون كلارك والطبيب البيطري الدكتور توني هارثورن بدأ بلاير وفريقه مشروع ضخم لجذب وإعادة التوطين يعرف باسم عملية الكركدن، وكان هدفهم تحويل هذه الثروة الثمينة بعيدا عن منطقة حفظ واحدة، وأيضا توفير مساحة أكبر للمعيشة لتتكاثر، وبين عامي 1961 و 1972، تم نقل أكثر من 1100 وحيد القرن الجنوبي الأبيض من كوازولو ناتال إلى مستوطنات أخرى في جنوب أفريقيا وأماكن أخرى في أفريقيا وأيضا إلى حدائق الحيوان أو حدائق السفاري في جميع أنحاء العالم، وبحلول منتصف الستينيات، حصدت الاستراتيجية بعض الثمار المبكرة، عندما أصبح وحيد القرن الجنوبي أول حيوان يتم إزالته من جدول الحيوانات الأكثر تعرضا للانقراض والذي جمعه الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، وعلى الرغم من أن هذا النوع لم يكن بعيدا عن الغابات، إلا أن أعداده شهدت نموا مطردا حتى قبل 10 سنوات، عندما تفاخرت جنوب أفريقيا بما يقرب من 19000 من وحيد القرن الأبيض - إلى جانب ما يقرب من 2000 من أنواع وحيد القرن الأسود الأكثر تعرضا للانقراض والتي تم تدميرها في أماكن أخرى في أفريقيا، بيد أن وزيرة الشؤون البيئية في جنوب أفريقيا ادنا مولويوا أكدت الأسبوع الماضي أن 1028 وحيد القرن لقوا مصرعهم في جميع أنحاء البلاد خلال عام 2017 وهو انخفاض بسيط مقارنة بعام 2016، وأسباب الزيادة المفاجئة في الصيد غير المشروع لوحيد القرن منذ عام 2008 فصاعدا هي معقدة إلى حد كبير، ومع ذلك، يعزو العديد من المراقبين الارتفاع المفاجئ إلى وقف النشاط الذي فرضته حكومة جنوب أفريقيا على بيع قرون وحيد القرن المحلي والذي دخل حيز النفاذ في أوائل عام 2009، وفي حين أن البيع التجاري لقرون وحيد القرن عبر الحدود الدولية قد حظر منذ ما يقرب من 40 عاما منذ اتفاقية التجارة الدولية للأنواع المهددة بالانقراض، واصلت جنوب أفريقيا السماح بالمبيعات المحلية حتى عام 2009 - على الرغم من أن قرون وحيد القرن ليس له فائدة أو قيمة تجارية حقيقية هناك (ما لم يتم تهريبها سرا إلى أسواق المستهلكين المربحة في الصين وفيتنام وغيرها من الدول الشرقية).

وفي أواخر العام الماضي، قام جون هيوم، وهو مربي وحيد القرن خاص، الذي يملك أكثر من 30 في المائة من قطيع وحيد القرن في البلد، بإلغاء هذا الوقف بعد سلسلة من قضايا المحاكم، ويمكن الآن بيع قرون وحيد القرن من الناحية القانونية في جنوب أفريقيا مرة أخرى بموجب نظام تصاريح صارم، ولكن الحظر التجاري الدولي لا يزال قائما، وأشار مولوي إلى عزم الحكومة على الحد من الصيد غير المشروع باستخدام مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات، ومع ذلك تتساءل مجموعات الحفظ عن مدى بقاء سكان جنوب أفريقيا المتبقين قادرين على الحفاظ على معدل وفيات يزيد عن 1000 حالة في السنة.

ويحذر الصندوق العالمي للطبيعة من أن أزمة الصيد غير المشروع في وحيد القرن لم تنتشر فقط لتشمل أنواعا أخرى من الأحياء البرية مثل الفيلة، ولكنها تؤثر أيضا على سكان الريف الذين يعيشون في المناطق المحمية بسبب تعرضهم لنقابات الجريمة المنظمة، ويذكر الدكتور جو شو، زعيم الصندوق العالمي للطبيعة بما يتعلق بوحيد القرن الأفريقي: "يبدو أن عام 2017 أظهر أيضا تحولا بآثار الصيد غير المشروع على الأنواع الأخرى، حيث أفادت التقارير أن خسائر الفيلة في حديقة كروجر الوطنية قد زادت إلى 67 في عام 2017 مقارنة ب 46 في عام 2016،  ولا يزال الاتجار بالحياة البرية يشكل تهديدا منتشرا لحيوانات وحيد القرن، وبشكل متزايد إلى أنواع أخرى مثل الفيلة والأسود التي تجلب السياح والوظائف إلى مناطقنا المحمية الهامة، نحن بحاجة إلى تعاون حكومي مستمر بين الوكالات عبر الحدود ومع القطاع الخاص والمجتمع المدني لوقف الأضرار التي لحقت بالحياة البرية والناس، وفي الوقت نفسه، نحن بحاجة إلى العمل لإيجاد وسيلة لتمكين الناس الذين يعيشون حول المناطق المحمية للاستفادة قانونيا من الحياة البرية".

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إحصائيات مثيرة لعقد كامل من سفك دماء وحيد القرن في أفريقيا إحصائيات مثيرة لعقد كامل من سفك دماء وحيد القرن في أفريقيا



GMT 05:47 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نفوق حيوان بحري من نوع الحوت الأحدب في شاطئ القحمة

GMT 04:40 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طائر"الدودو"عشق جزيرة موريشيوس واصطاده الإنسان للأكل

GMT 19:29 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الغربان تسعى إلى مصالحة بعضها البعض بعد المعارك

GMT 00:23 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مبيدات الحشرات تواجه حظرًا عالميًا لخطورتها على النحل

GMT 16:42 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تُؤكّد أنّ القطط لا تهتمّ كثيرًا بصيد القوارض الكبيرة

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 13:01 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

رودريجو يكشف عن شعوره الأول لحظة مقابلة زين الدين زيدان

GMT 16:29 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مغربي يقدم على قطع جهازه التناسلي لسبب غريب

GMT 09:59 2019 الإثنين ,26 آب / أغسطس

"رئيس الوصية"..على أبواب قصر قرطاج
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya